استهل سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تعاملات جلسات بداية الاسبوع امس على انخفاض لافتقاده بعض المحفزات الفنية فضلا عن اشتداد وتيرة المضاربات وحالة التباين ما ساهم في اغلاق المؤشر السعري في المنطقة الحمراء.
ولعبت أسهم كثير من الشركات الصغيرة دورا جوهريا في مسار حركة تلك المضاربات التي لم تهدأ على مدار الجلسة حيث حاول المؤشر العام التماسك من خلال بعض الأوامر في اللحظات الأخيرة الا انه لم يفلح في تقليص خسائره الا بنقاط قليلة.
وتأثرت بعض الاسهم التابعة لاحدى اهم المجموعات الاستثمارية ببعض الشائعات الا ان اسهمها شهدت تماسكا واضحا على خلاف ما كان متوقعا نظرا لحال الترقب الذي فرض نفسه على اوامر المتعاملين لما سيؤول اليه مستقبل شركاتها.
وشهدت مستويات مؤشر السيولة مزيدا من التراجع حيث تراجعت الى مستويات مقلقة الى ان وصلت لما يقارب ال10 ملايين دينار اثر غياب بعض صناع السوق وافتقاد العوامل الجاذبة ما جعل بعض الشركات تذهب الى اسواق مال خليجية بحثا عن عوائد اعلى مما تحققه في السوق المحلي.
وانعكست هذه الحال على مسار السوق الذي اثر على نفسيات المتعاملين ليستمر السوق في ضعفه وانخفاضه بنسبة بلغت الـ 3.5 بالمئة منذ بداية العام وما يقارب الواحد بالمئة منذ بداية شهر مايو الجاري.
وتأثرت وتيرة جلسة السوق بشكل سلبي لتأخر بعض الشركات المدرجة عن تقديم بياناتها المالية واستمرار عمليات المضاربة وجني الارباح فضلا عن العزوف من جانب بعض المحافظ والصناديق الاستثمارية نتيجة الأوضاع في المنطقة.
ومنذ بداية الشهر الجاري والى جلسة اليوم مازالت اسهم الشركات الصغيرة دون ال50 فلسا الاكثر نشاطا حيث شهدت تركيزا من جانب العديد من المتعاملين ما يعني ان السوق يسير الى طريق الارتداد في محاولات لاستعادة مستواه الذي كان عليه في بداية العام.
يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) اغلق جلسة اليوم على انخفاض 18ر21 نقطة ليصل عند مستوى 09ر6311 نقطة وبلغت القيمة النقدية نحو 03ر10 مليون دينار وتمت عبر 2994 صفقة نقدية وبلغت كمية الاسهم 3ر127 مليون سهم.
وكانت القيمة الرأسمالية لسوق الكويت للأوراق المالية وصلت في نهاية الأسبوع الماضي الى 8ر27 مليار دينار بانخفاض نسبته 39ر1 بالمئة مقارنة مع مستواها في الأسبوع قبل السابق حيث بلغت آنذاك 27ر28 مليار دينار.
وتباين أداء مؤشرات البورصة الكويتية في جلسة، امس، في ظل غياب المحفزات الفنية وسيطرة الترقب على مجريات التداول جراء المشهد السياسي المرتبك بالمنطقة والتأثر لما آلت إليه الأمور باليمن والسعودية، بحسب محللين.
وهبط المؤشر السعري، حيث سجل تراجعا نسبته 0.33 بالمئة إلى 6311.09 نقطة، خاسرا 21.18 نقطة. وتراجع المؤشر الوزني بنسبة 0.15 بالمئة خاسرا 0.67 نقطة، بالغا 423.02 نقطة. وصعد مؤشر «كويت 15» بنحو 0.01 بالمئة، ما يوازي ربحية 0.18 نقطة إلى 1017.16 نقطة.
وقال المحلل المالي «رائد دياب» بشركة بيت الاستثمار العالمي «جلوبال» «إن الحالة السلبية لازالت تسيطر على السوق الكويتي رغم وجود أخبار إيجابية تدفعه للصعود مثل إعادة هيلكة بيتك واستحواذ الأهلي الكويتي على بنك بيريوس».
وأوضح «دياب» «إن الأمور السياسية بالمنطقة وعدم استقرارها ووضوحها بشكل عام هي التي تشغل بال كثير من المتداولين وخصوصا ماحدث بالسعودية ومايعتقد كثير من المتابعين أنه له علاقة بمايحدث من تدخل المملكة في اليمن».ونوه «دياب» إلى أن هناك أمور أخرى مؤثرة بالبورصة الكويتية وهي تأخر بعض العموميات وعد مناقشتها التوصيات النقدية او العينية بشأن العام الماضي بالإضافة إلى تأخر النتائج والإيقافات والتي وصلت إلى 13 بالمئة من الشركات المدرجة».
وبين «دياب» أن النظرة إلى السوق من الناحية الفنية متذبذبة محددا نقاط الدعم عند 6200-6100 نقطة، والمقاومة عند 6400-6450 نقطة».
وتصدر قطاع اتصالات قائمة التراجعات بنسبة 0.99 بالمئة، فيما احتل صدارة القائمة الخضراء قطاع التأمين بنسبة 0.59 بالمئة.
وجاء على رأس تراجعات الأسهم سهم «الديرة» بنسبة 9.09 بالمئة إلى 50 فلسا، فيما جاء سهم «إيفا فنادق» على رأس الارتفاعات بنسبة 9.28 بالمئة إلى 212 فلسا.وشهدت مستويات السيولة اليوم، تراجعا بلغت نسبته 27.6 بالمئة، تقريبا إلى 10.03 مليون دينار، مقابل نحو 13.86 مليون دينار كانت في الجلسة السابقة، وهبطت الأحجام بنسبة 13.2 بالمئة لتصل إلى 127.38 مليون سهم، مقابل 146.73 مليون سهم بجلسة، الخميس الماضي، ووصلت الصفقات اليوم إلى 2994 صفقة.
وحل سهم «أدنك» في صدارة الأنشط من حيث الكميات، بعد تجاوز حجم تداولاته40.03 مليون سهم، محققا سيولة بلغت مليون دينار تقريبا، مرتفعا بنحو 6.25 بالمئة عند مستوى 25.5 فلس.
وتصدر سهم «زين» النشاط من حيث القيم بسيولة تُقدر بحوالي 1.03 مليون دينار عبر كميات بلغت 2.34 مليون سهم تقريبا، متراجعا بنسبة 2.22 بالمئة إلى 440 فلسا.وتوقع «دياب» أن يشهد السوق الكويتي مزيدا من التذبب خلال تعاملات جلسة، اليوم الاثنين، موضحا أننا لن نشهد أي تحسن بالبورصة إلا بعد أن اختراق المؤشر العام مستوى المقاومة عند 6400 نقطة».