أكد وزير التربية ووزير التعليم العالي الكويتي الدكتور محمد الفارس ضرورة تبني أساليب التعلم المتعددة لتنمية الفكر الناقد والإبداعي وتنمية القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات بأدوات العصر الجديدة.
 وقال الوزير الفارس في كلمته مساء أمس الأول خلال حفل توقيع إتفاقية إنشاء جامعة (ميونيخ التقنية - فرع الكويت) برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء إن دولة الكويت حريص على تشجيع ودعم العلم والعلماء وتنمية البنى التحتية بما يحقق مجمل تلك الأهداف.
 وأضاف أن رعاية سمو رئيس الوزراء خير دليل على أن الكويت تولي العلم والعلماء كل اهتماماتها آملا أن تكون جامعة ميونيخ التقنية واحة جديدة للعلم في خضم التحديات العالمية المتنامية «التي تواجه وجودنا إن لم نتسلح بالعلم الحديث والتكنولوجيا».
 وتمنى أيضا أن تكون هذه الجامعة منارة جديدة بتخصصاتها الشاملة وعطائها ومخرجاتها وتميز طواقمها الأكاديمية والإدارية والأعلى تنافسية في طلبتها والأكثر التصاقا بالمجتمع في شتى أوجه الحياة والعمل والإبداع وأن تلبي احتياجات سوق العمل في الكويت.
 وذكر أن الكويت عملت عبر العقود الماضية وبذلت الجهود ليكون العلم سلاحا نتكئ عليه في كل مشاريعنا فأنشأت المدارس والجامعات وكانت جامعة الكويت بمختلف كلياتها ومرافقها منارة في المنطقة.
 وأوضح الفارس أن الأمور تطورت نحو الأفضل مع صدور المراسيم الأميرية بإنشاء الجامعات الخاصة في الكويت وقطعت خطوات واسعة لأنها ساعدت في استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة الباحثين عن التعليم الجامعي.
 وبين أن تحديات العصر التقنية والعلمية والسياسية والاقتصادية واحتياجات المجتمع القائم على المعرفة «تحتم علينا وضع استراتيجيات جديدة تمكننا من تجاوز تلك التحديات والوصول إلى العالمية».
 ولفت إلى أهمية التميز والجودة في التعليم لاسيما وسط التغيرات السريعة المتلاحقة التي تفرض الآن ضرورات ملحة للمراجعة والتحديث والتطوير وتكييف البرامج الأكاديمية بما يضمن ديمومة التميز ومواكبة التعقيدات في أسواق العمل المحلية والإقليمية والعالمية.
 وأشار إلى أهمية تطوير قدرات البحث العلمي لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية والعالمية وإعطاء أولوية قصوى لتوفير بيئة ملائمة لتشجيع النشاطات البحثية الخلاقة ذات المستوى العالمي.
 وقال الفارس إن دعم وتشجيع العلم والعلماء في الكويت سيكون على رأس أولوياته وتبني كل ما يجعل التعليم في الكويت في القمة منذ المراحل الأولى حتى التعليم الجامعي وتشجيع المعلم في مراحل التعليم المتوسطة والثانوية وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات على الارتقاء بنظامنا التعليمي والمشاركة باتخاذ القرار وأخذ زمام المبادرة.
 وفي تصريح للصحافيين على هامش حفل التوقيع أكد الفارس أهمية دعم التعليم الخاص في الكويت على ضوء قانون الجامعات الخاصة موضحا أنه عقد اجتماعات مع مجلس الجامعات الخاصة أخيرا للاطلاع على المشاريع القائمة ومنها مشروع جامعة ميونيخ.
 وشدد على أهمية هذا المشروع «لأن ألمانيا إحدى الدول الصناعية مما سيكون مكسبا لدولة الكويت خصوصا أن هذه الاتفاقية تترجم جزءا من استراتيجية الدولة في جذب الخبرات العالمية لتوفير مخرجات تتوافق مع سوق العمل لاسيما في التخصصات التقنية والهندسية».
 وأوضح أهمية تنوع الجامعات الخاصة باعتبار أن فتح المجال للجامعات العالمية لدخول سوق العمل الكويتي يندرج ضمن برنامج عمل الحكومة في ظل أهمية الخصخصة لاسيما بالنسبة لاستراتيجية الدولة.
 ولفت إلى الحاجة لفتح جامعات خاصة وتشجيع القطاع الخاص لفتح مجالات أخرى في التعليم وسط التعطش للجامعات التخصصية مبينا أن الاجتماع المقبل مع مجلس الجامعات الخاصة سيتضمن الاطلاع على الخطة الموضوعة وماهية الإجراءات لتسهيل إجراءات التقدم بطلبات للجامعات الخاصة.
 وعن موضوع «الشهادات الوهمية» شدد الفارس على أنه في قائمة أعماله وعلى حرصه على استمرار عمل لجنة التحقيق بهذا الشأن مؤكدا أنه لن يسمح بأي شهادة وهمية وأي نتائج ترد من لجنة التحقيق تشير إلى وجود تلك الشهادات فإنه لن يتردد في إحالتها إلى النيابة العامة. من جانبه أشاد السفير الألماني لدى البلاد كارل بيرجنير بعمق العلاقات التي تربط بين بلاده ودولة الكويت وتميزها على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية الاقتصادية والثقافية والتعليمية عموما والبعثات الدراسية.
 ولفت بيرجنبر إلى أهمية إنشاء جامعة (ميونخ - فرع الكويت) «حيث تم قطع شوط كبير في إنشاء الجامعة للتسهيل على الدارسين في الكويت لمزيد من تقوية الروابط والعلاقات بين البلدين» مشيرا إلى قلة عدد الدارسين من أبناء الكويت في ألمانيا وسط أمل كبير في زيادة تلك الأعداد.
 وقال إن ألمانيا تتميز بمناهج متطورة وتحويل الخبرة التعليمية إلى خبرة عملية تساعد في تأهيل الشباب لما بعد الجامعة لخوض الحياة العملية مبينا أن هذا التعاون سيفتح الباب للتعاون في مجالات أخرى.
 من جهته أكد رئيس جامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا البروفيسور وولفغانج هيرمان أهمية ومسؤولية العلم والتعليم في تقوية العلاقات والروابط لتحقيق السلام موضحا أن بداية استيعاب الثقافات الأخرى يبدأ بالتعليم لخلق علاقات وطيدة فيما بين الدول.
 ولفت هيرمان إلى مخرجات جامعة ميونيخ «المتميزة» ومنهم علماء على مستوى العالم حققوا العديد من الإنجازات في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والتكنولوجية حتى كونت الجامعة اسما عريقا على مستوى العالم.  من ناحيته قال رئيس مجلس أمناء الجامعة فرع الكويت أحمد باقر إننا في الجامعة «التي نشهد اليوم توقيع اتفاقية إنشائها نتطلع وفق أسس ودراسات لأن نكون دائما في الطليعة في كل برامجنا لنعطي للمجتمع أفضل مخرجاتنا للمشاركة بفاعلية في خطط التنمية».
 وأكد باقر الحرص على جودة تلك المخرجات بمواكبة أحدث ما في عالم اليوم من تقنيات وبرامج أكاديمية حيث تنص الاتفاقية على الشراكة مع جامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا ومع شركة توم إنترناشيونال الألمانية للاشراف على تصميم وإنشاء الحرم الجامعي في الكويت وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في كل مرافق الأبحاث المتطورة.
 وبين أن الاتفاقية تشمل إنشاء حاضنة أعمال للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ووضع برامج أكاديمية تناسب احتياجات سوق العمل في الكويت والخليج وتعيين القيادات العليا للجامعة وأعضاء هيئة التدريس المتميزين على أن يكون التدريس في الجامعة باللغة الإنكليزية.