لعبت الأمانة العامة للأوقاف الكويتية دورا بارزا منذ اندلاع الأزمة السورية في اغاثة اللاجئين، سعيا لتخفيف آثار الحرب المدمرة في سورية والعراق، ومن أجل تخفيف معاناة اللاجئين والنساء والأطفال الذين تم تشريدهم جراء القصف الذي طال المدنيين.
وتماشيا مع سياسية الكويت الانسانية والعمل على نصرة المنكوبين جراء الصراعات، قدمت الأمانة العامة للأوقاف مساهمات عديدة في المجال الانساني خاصة للأشقاء في سورية والعراق.
وتؤكد الأمانة دعم الكويت للاجئين السوريين والشعب السوري كافة، من الواجب الذي يحتمه الدين الإسلامي، وهو ما تشهد به مختلف المنظمات الدولية التي أثبتت في إحصائياتها المختلفة أن الكويت من أكثر الدول التي قدمت الدعم للسوريين.
وعرفت الكويت «الوقف» منذ نشوئها، ودفع ما جبل عليه أهل الكويت من حب الخير إلى وقف بعض ممتلكاتهم وتخصيص ريعها لأغراض متنوعة من بينها المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم والعشيات والأضاحي، والفقراء والمساكن، وتسبيل المياه، وتغسيل الموتى وتجهيزهم ودفنهم إلى غير ذلك من مجالات الخير.
 وقد أدت تلك الأوقاف خدمات جليلة للمجتمع في المجالات المشار إليها، إلى أن تقلص دورها نتيجة قيام الدولة بجميع احتياجات المواطنين، وتهمش دور الوقف في الحياة العامة ونشطت كثير من الجهات في محاولة لسد الفراغ الذي أحدثه غياب الوقف عن ساحة العمل المجتمعي.
 وفي مرحلة إعادة الإعمار والبناء التي عقبت تحرير الكويت من العدوان العراقي، بذلت محاولات جادة تستهدف أن يسترد الوقف دوره الفعال في خدمة تقدم المجتمع ورقيه ونهضته وتنظيم المشاركة الشعبية في الإشراف على شؤونه.
وتبلورت تلك المحاولات في إنشاء الأمانة العامة للأوقاف التي أسند إليها مرسوم إنشائها الدعوة للوقف والقيام بكل ما يتعلق بشؤونه بما في ذلك إدارة أمواله واستثمارها وصرف ريعها في حدود شروط الواقفين وبما يحقق المقاصد الشرعية للوقف وتنمية المجتمع حضاريا وثقافيا واجتماعيا وتخفيف العبء عن المحتاجين في المجتمع.
وتحرص الأمانة العامة للأوقاف على تقديم المساعدات للاجئين السوريين سواء الأردن أو تركيا أو لبنان، حيث قامت بجولات ميدانية وتوزيع المساعدات الغذائية والملابس، كما نظمت برامج لتعليم الأطفال ورعاية النساء.
ونظمت الكويت من خلال الأمانة العامة للاوقاف زيارات ميدانية لمخيم «الازرق» للاجئين السوريين شرقي العاصمة الاردنية عمان ضمن حملة «قائد الانسانية» الاغاثية.
وضمن الحملة نفسها، توجهت الأمانة إلى مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان للتعرف على احتياجات المخيمات والعائلات السورية النازحة والأطفال والنساء، حيث تم توفير الاحتياجات الاساسية للاجئين والتعرف على المشكلات والتحديات التي يواجهونها في المخيمات.
كما أعلنت الجمعية الكويتية للاغاثة، عن توزيع مساعدات غذائية على عشرة آلاف عائلة سورية نازحة في لبنان مقدمة من الأمانة العامة للأوقاف.
وقال رئيس وفد الجمعية إلى لبنان فيصل الياقوت إن قيمة المساعدات الغذائية بلغت نصف مليون دولار، مبينا أن حملة المساعدات هذه تأتي ضمن برنامج «الإغاثة العاجلة للشعب السوري».
وأوضح الياقوت انه تم توزيع المساعدات في عدد من المناطق اللبنانية ومنها جبل لبنان والبقاع وعكار وعرسال وصيدا وشبعا.
وأشار الى ان برنامج «الإغاثة العاجلة للشعب السوري» كان قد تم إطلاقه بناء على توجيهات من قائد الإنسانية سمو أمير البلاد وبتبرع كريم من الأمانة العامة للأوقاف.
وأكد استمرار الحملات الإغاثية الكويتية للنازحين السوريين التي انطلقت منذ بداية أزمة النزوح انطلاقا من الأخوة التي تجمع الشعبين الكويتي والسوري ومن الشعور بالواجب تجاه الأخوة النازحين وضرورة الوقوف إلى جانبهم في محنتهم.
واشار إلى أن زيارة الوفد «كانت فرصة للاطلاع على أوضاع النازحين السوريين في لبنان، فضلا عن دعم الأشقاء في لبنان الذين لم يدخروا جهدا في استضافة النازحين رغم العبء الثقيل الذي تركته أزمة النزوح».
وتلقت الامانة اشادات دولية ومحلية واسعة نتيجة الدور الذي تقوم به خاصة فيما يتعلق باللاجئين السوريين ومد يد العون للمنكوبين جراء الصراعات والاضطربات في الشرق الأوسط وكافة دول العالم.
وتؤكد الأمانة العامة للأوقاف أن استراتيجيتها 2014 – 2018 تعتمد على الرؤية والتميز في  في استثمار الوقف وصرف ريعه وتعزيز ثقافته بشراكة مجتمعية فاعلة. 
كما تشدد على أن رسالتها تتمثل في الدعوة للوقف وإدارة شؤونه وفق الضوابط الشرعية من خلال عمل مؤسسي متميز كأداة لتنمية المجتمع الكويتي وكنموذج يحتذى به محليا وعالميا .
وفيما يتعلق بقيم العمل فالأمانة تدعو إلى العمل بروح الفريق والولاء والجودة والثقة والحرص الدائم على الإبداع .
وتوضح الأمانة أن الأهداف الإستراتيجية لها تتمثل في تطوير التواصل داخل وخارج الأمانة مع إدارة الصورة الذهنية وإبراز جهود الأمانة المجتمعية المختلفة وترسيخ ثقة المجتمع بها. والدعوة للوقف كصيغة متطورة للتنمية ونشر ثقافته،
كما تحرص الأمانة العامة للأوقاف على الإدارة المثلى للأصول الوقفية وتطوير المحفظة الاستثمارية بما يحقق أعلى العوائد وتأسيس أنشطة استثمارية جديدة، والإنفاق أمثل لصافي الريع لتحقيق شروط الواقفين وتنمية المجتمع، والحوكمة وتطوير الموارد البشرية والسياسات والنظم واللوائح.
 ومثلت عملية إحياء سنة الوقف أحد الأهداف الإستراتيجية للأمانة العامة للأوقاف منذ إنشائها في سنة 1993، وإضافة إلى ترجمة هذا الهدف إلى مشاريع وبرامج وأنشطة محلية، فقد سعت الأمانة لتفعيل هذا الدور دوليا من منطلق التعاون على البر والتقوى، ودعوة كل المسلمين للاستفادة من خير الوقف وثماره الجليلة وتبادل الآراء والأفكار حول السبل الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف تطوير المؤسسات الوقفية وإعطائها دورا متميزا في تنمية الدول الإسلامية.  
وتعزز هذا السعي من خلال العمل الدءوب للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي اهتم بتفعيل العمل الوقفي بين الدول الإسلامية وأصدر في هذا الاتجاه العديد من التوصيات والقرارات العملية التي كان من بينها ترشيح دولة الكويت ممثلة بالأمانة العامة للأوقاف مهمة تنسيق النشاط الوقفي بين الدول الإسلامية. 
وفي هذا السياق أعدت الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت وثيقة مشاريع التنسيق التي حازت على قبول المجلس التنفيذي، وتم تتويج ذلك بتكليف الكويت رسميا بدور «الدولة المنسقة لجهود الدول الإسلامية في مجال الوقف» في المؤتمر السادس لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي عقد بالعاصمة الاندونيسية «جاكرتا في أكتوبر 1997.