تتصدر الأزمة السورية الجهود الإنسانية والخيرية لدولة الكويت والمؤسسات الخيرية والإنسانية، وقد حرصت الكويت على الوقوف إلى جانب الشعب السوري خلال سنوات الأزمة منذ بدايتها، كما برز النشاط الخيري والإغاثي للجمعيات والمؤسسات الخيرية الكويتية، ومنها الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي، والتي لها مساهمات وبصمات واضحة في إغاثة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا وغيرها، هذا وقد أكد رئيس مكتب سوريا في الرحمة العالمية وليد أحمد السويلم على أن جهود الرحمة العالمية انقسمت إلى جانبين الأول هو الجانب التنموي والثاني هو الجانب الإغاثي وتتطرق السويلم إلى كل جانب من هذه الجوانب في حوار له مع صحيفة الوسط إلى تفاصيله:
 
> ما رؤيتكم لمواجهة الأزمة السورية وتلبية احتياجات اللاجئين السوريين؟ 
 
منذ بداية الأزمة ونحن نعمل في الرحمة العالمية من خلال خطط إغاثية دورية تتفاعل مع أولويات واحتياجات كل مرحلة لمواجهتها وإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين، حيث تمَّ تشكيل فريق خاص بالإغاثة للشعب السوري برئاسة الأخ وليد أحمد السويلم، وتم العمل من خلاله على محاور عديدة كالإغاثة الغذائية والإيواء والإغاثة الطبية والإغاثة التعليمية والدعم النفسي ويتم ذلك مع شركاء من الجمعيات الخيرية الموثقة والمعتمدة لدى وزارة الخارجية الكويتية وبدعم متواصل من المؤسسات الداعمة والمتبرعين الكرام.
قوافل طبية وإغاثية
 
> ماذا عن القوافل الطبية والإغاثية للرحمة في سوريا؟ 
 
الرحمة العالمية أطلقت مع بداية الأزمة القوافل الطبية، والتي حملت شعار “نفذ إغاثتك بنفسك” والتواصل مع شرائح جديد من المجتمع، وتنمية الموارد المالية، وقد سيرت الرحمة العالمية إلى الآن287  قافلة إغاثية منها184  قافلة إلى الأردن، و33 قافلة إلى تركيا، و70 قافلة إلى لبنان، بما يقارب من 6 ملايين د.ك، وشارك في تلك القوافل أكثر من 1400 مشارك، كما قامت بتقديم مساعدات إغاثية وصحية وتعليمية وتنموية بقيمة 61.460.755 دولار استفاد منها 619785 أسرة - أي حوالي 4 مليون مستفيد -  كما تم تقديم 1600 أضحية خلال عام 2016 استفادت منها 27 ألف أسرة بقيمة 85 ألف دينار كويتي وفي رمضان الماضي تم تقديم 15 ألف سلة رمضانية و13500 وجبة لإفطار الصائمين بقيمة 223 الف دينار كويتي.
 

أكبر قافلة إلى سوريا

> أطلقتكم أكبر قافلة اغاثية شتوية إلى سوريا مؤخراً حدثنا عن هذه القافلة؟ وماهى محتوياتها؟
 
سيرت الرحمة العالمية القافلة الإغاثية 287 لإغاثة اللاجئين السوريين في الداخل السوري وعلى الحدود السورية التركية، والمكونة من 62 شاحنة تحت شعار «امنحهم دفئا» والتي تعد أكبر قافلة إغاثية تسيرها إلى الداخل السوري للتخفيف من معاناة الشعب السوري، لوحليب للأطفال، وستستفيد من القافلة أكثر من 10 آلاف أسرة سورية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لإغاثة إلى الشعب السوري، ونتابع باهتمام بالغ الوضع المأساوي لإخواننا اللاجئين السوريين، ونسعى جاهدين لتخفيف وطأة المأساة عنهم، كما سلط العقيلي الضوء على سوء أوضاع اللاجئين وحاجتهم الماسة إلى المساعدات، وبين أن الأمر يزداد سوءا مع حلول برد الشتاء.
أما عن مكونات القافلة فهى تتكون من: 1600 طرد غذائي، 1600 بطانية، 75 طنا طحين، 1500 مانطو شتوي نسائي، 1250 طنا من الفحم، 850 ومرتبة إسفنجية، 8000 علبة حليب أطفال، 2400 عازل مطر للخيام، و600 صوبة فحم، بالإضافة الى تجهيز 300 خيمة للنازحين في الداخل مجهزة بالفرش ومواد الطبخ والمواد الغذائية.
 

رعاية الأطفال السوريين

> في المحن والأزمات تزداد معاناة الأطفال، فماذا قدمت لرحمة العالمية للأطفال السوريين؟
 
أخذنا على عاتقنا رعاية الأطفال السوريين في الداخل السوري وفي دول اللجوء المختلفة، حيث قمنا بدعم أكثر من 63 مدرسة، وقد استطاعت تلك المدارس أن تستوعب 37250 طالباً، كما قمنا بدعم 17 مدرسة في الداخل السوري يستفيد منها 13045 طالباً، بالإضافة إلى دعم 30 مدرسة في لبنان تستوعب 12708 طالباً، و4مدارس في الأردن تستوعب 3537 طالباً، وفي تركيا قمنا بدعم 12 مدرسة لخدمة اللاجئين السوريين، يستفيد منها 7960طالباً.
 

الرعاية الصحية

> وماذا عن الرعاية الصحية للاجئين السوريين؟ 
 
قامت الرحمة العالمية بإنشاء ودعم العديد من المستشفيات والمستوصفات لمعالجة اللاجئين والنازحين السوريين وتوفير 46 سيارة إسعاف، ومنها على سبيل المثال: مستشفى الرحمة الطبي في منطقة عرسال الحدودية، ، وهو المشفى الأول من نوعه في تلك المنطقة الحدودية من حيث الإمكانات وطبيعة العمل.
 
> وماذا عن توفير المسكن والإيواء للاجئين؟ 
 
حرصت الرحمة العالمية على توفير المسكن المناسب للاجئين السوريين، حيث قامت ببناء العديد من المساكن للنازحين لفقد أنشأت بدعم من المحسنين في الكويت والخليج 18 عمارة سكنية تتألف كل عمار من ثلاثة طوابق وفي كل طابق 8 شقق سكنية، بمعدل 24 شقة بمساحة 32 م² في كل مبني، إضافة لــ 780 وحدة سكنية أخرى، وهي عبارة عن غرف إسمنتية للنازحين، ملائمة للسكن الموقت بالإضافة إلى إقامة 1720 خيمة لإيواء النازحين واللاجئين بالتعاون مع شركاء الخير.
 

الدعم النفسي

> سمعنا عن اضطرابات نفسية تصيب اللاجئين فماذا قدمتم في هذا الجانب؟ 
 
يعاني آلاف السوريين اضطرابات نفسية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وفي محاولة لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين الهاربين من الحروب في بلادهم، والذين فقدوا أسرهم وأوطانهم، وتقديم الدعم النفسي لهم، قامت الرحمة العالمية بتسيير قافلة كاملة هي الأولى من نوعها، فقد كان ثمة رحلات سابقة قام بها أخصائيون نفسيون، ولكن ما ميَّز هذه القافلة أنها حملت في طياتها فريقاً كاملاً للدعم النفسي للاجئين السوريين، وقد شملت أساتذة ومتخصصون في الدعم النفسي.
 

محطة تنقية المياه

> توفير ماء الشرب النقي أصبح من أهم متطلبات الإغاثة فما جهود الرحمة في هذا المجال؟ 
 
إن أكثر من 70 % من أمراض الأطفال في المخيمات السورية سببها المياه الملوثة، ولا يقتصر سبب انتشار الأمراض على تلوث المياه فحسب، بل استخدام العبوات البلاستيكية المتكرر، لذا كانت فكرة إنشاء محطة مياه متنقلة
 
> حدثنا عن المشروعات التي أطلقتها الرحمة العالمية للسوريات؟
 
ركزت الرحمة العالمية في برامجها الإغاثية الإنسانية على مجموعة من المشاريع النوعية التي استهدفت تمكين وتنمية المرأة السورية في تركيا لتقوم بدورها في رعاية أبنائها خاصة الأسر التي فقدت المعيل، فقد  قدمت مشروعا تدريبيا تأهيليا تنمويا لإكساب المرأة السورية حرفة وإعطائها فرصة للاستعفاف من خلال مشغل خياطة المرحوم سليمان العقيلي وحرمه.