منذ نشأتها قبل نحو  30عاما، تنشط الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية كواحدة من كبريات المنظمات الإنسانية بالعالم الإسلامي في مجالات إقامة المشروعات والبرامج الاجتماعية والتعليمية والصحية والثقافية والاغاثية والإنتاجية والإيوائية التي تسهم في تخفيف معاناة ملايين المعوزين والفقراء والمنكوبين في العالم.  وفي ظل تنامي معدلات الفقر والمرض والجهل في العديد من المجتمعات، انطلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الفضاء الخيري والإنساني كمؤسسة عالمية، تجمع التبرعات، وتقيم المشاريع الإنسانية، وتغيث المنكوبين من جراء الكوارث، وتقدم المساعدات الإنسانية للأيتام وتنشئ المشاريع التنموية والإنتاجية للعاطلين عن العمل، وتشيد المدارس النموذجية العصرية والجامعات للأيتام وأبناء الفقراء وتكفل المعلمين والدعاة وأساتذة الجامعات، وتبني المستشفيات والمراكز الصحية وتسير القوافل الطبية وتحفر الآبار وتؤسس المراكز الإسلامية و تدعم الأقليات المسلمة وترعى  المشاريع الموسمية كإفطار الصائم والأضاحي و كسوة العيد وحقيبة المدارس وغيرها.
الأزمة السورية
 مع اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011 م، لم تدخر الهيئة الخيرية جهدا في مجال تقديم المساعدات  للاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان وأرمينيا وداخل سوريا، وتنوعت برامجها الإغاثية بين مشاريع إسكانية وصحية واجتماعية وتعليمية، ولم تتوقف فرقها التطوعية عن إطلاق الحملات الإعلامية وتسيير القوافل الإغاثية للأشقاء السوريين. 
 الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة حلب السورية فرضت نفسها على التحركات الإنسانية للهيئة الخيرية خلال الفترة الأخيرة عبر اطلاق حملة إغاثة عاجلة لنازحي المدينة الى المناطق الآمنة في ظل ما يعانونه من فقدان الغذاء والدواء والوقود والأمن والأمان، وما يفتقرون إليه من أبسط مقوّمات الحياة، بسبب عمليات القصف الجوي التي لا تتوقف على مدار الساعة، وذلك بدعم كريم من سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والمحسنين الكويتيين والمقيمين. 
وعزا رئيس الهيئة الخيرية، المستشار بالديوان الأميري د. عبدالله معتوق المعتوق في تصريح صحافي هذا التحرك للهيئة الخيرية إلى ما تعرضت له مدينة حلب من قصف ممنهج بالبراميل المتفجرة على المشافي والمدارس والأحياء السكنية المحاصرة، بشكل يتنافى مع الأعراف والمواثيق الإنسانية والتقاليد الدولية وتعاليم الشرائع السماوية. 
وفي سياق دعمها للوضع الإنساني في سوريا،أنشأت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية 4 قرى نموذجية متكاملة للأشقاء السوريين النازحين، في منطقة كيليس ومخيم انجوبنار في تركيا، قوامهما 2000 بيت جاهز، وقريتين أخريين في مخيم الزعتري بالأردن، ضمتا أيضا 2000 بيت جاهز، وعدد من المدارس والمساجد والمستوصفات الطبية في كل قرية، كما دشنت العديد من البرامج والمشاريع الاغاثية للأشقاء السوريين اللاجئين في لبنان بالتعاون مع اتحاد الجمعيات اللبنانية الاغاثية والتنموية.
 وبتوجيهات كريمة من سمو أمير البلاد ودعم من الحكومة الكويتية استضافت الهيئة أربعة مؤتمرات للجمعيات الخيرية غير الحكومية الكويتية والعربية والإسلامية والدولية، وبلغت تعهداتها أكثر من مليار و300 مليون دولار، وذلك على التوازي مع المؤتمرات الدولية الثلاثة للمانحين التي استضافتها دولة الكويت، والمؤتمر الرابع للمانحين الذي عقد في لندن وشاركت في رئاسته لدعم الوضع الإنساني في سوريا. وبلغ اجمالي تعهدات هذه المؤتمرات الأربعة حوالي 18 مليار دولار، نصيب دولة الكويت منها مليار و600 مليون دولار، وقد تراوحت نسبة الوفاء بهذه التعهدات بين 90% و100% في استجابة إنسانية غير معهودة مع العديد من مؤتمرات المانحين في السابق.
ومضت الهيئة الخيرية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الكويتية تحت مظلة اللجنة الكويتية العليا للإغاثة في إنشاء مشاريع كبرى لتسكين وإيواء وإغاثة اللاجئين السوريين، والعمل على تلبية احتياجاتهم المتزايدة، ومن بين البرامج الإغاثية التي نفذتها في كل من لبنان والأردن وتركيا وداخل سوريا البرنامج الاغاثي العاجل بتمويل من الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت بلغت قيمته 3 ملايين ونصف المليون دولار ، واشتمل البرنامج على تقديم حوالي 70 ألف حصة غذائية و500 طن من الطحين لأسر اللاجئين السوريين. 
الأزمة العراقية
 مع اندلاع أحداث العراق في 2003 سارعت دولة  الكويت إلى تقديم العون والإغاثة للنازحين في هذا البلد الشقيق، لتخفيف معاناتهم، ولم تقتصر الجهود الإغاثية على الجانب الرسمي حيث تبرعت الحكومة الكويتية بـ 200 مليون دولار، بل أسهمت المنظمات والهيئات الخيرية في إيصال المساعدات.   وقد نفذت الهيئة الخيرية المرحلة الأولى من برنامج الإغاثة الطارئة في العراق “نحن معكم”، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية، وبالتعاون مع الجمعية الطبية العراقية الموحّدة للإغاثة والتنمية في بغداد (UIMS)، وفق اتفاقية عمل مشتركة، وبلغ عدد النازحين المستفيدين من برنامج السلّة الغذائيّة ومراوح الشحن 7000 عائلة في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، كما استفادت 43.350 عائلة من المساعدات الطبيّة.
كما دشنت المرحلة الثانية من الحملة الإغاثية الكويتية لإغاثة الأشقاء العراقيين النازحين في محافظتي الأنبار وصلاح الدين والتي بلغت قيمتها أكثر من مليون دولار أمريكي.
الأزمة اليمنية
 دشنت الهيئة الخيرية والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية الكويتية العديد من المشاريع الإغاثية  ذات الأولوية كالمشاريع الصحية وسقيا الماء وغيرها بالتعاون مع جمعيات خيرية يمنية، حيث خصصت حكومة دولة الكويت 100 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في اليمن، وأسندت مهمة صرف هذا المبلغ إلى الجمعيات الخيرية الكويتية، تحت شعار”رحماء بينهم”، وقد عقدت الجمعيات عددا من الاجتماعات التنسيقية والتشاورية، وتدارست الوضع الإنساني في اليمن، واستضافت ناشطين يمنيين في الحقل الإنساني، واستعرضوا أبعاد الوضع الإنساني في بلادهم، وحددوا الاحتياجات الإنسانية الملحة وأبرزها الدواء والغذاء.
كما دشنت الهيئة الخيرية 5 جولات إغاثية لمواجهة التحديات التي يعانيها اللاجئون اليمنيون إلى جيبوتي والصومال، والنازحون في الداخل بالتعاون مع جمعيات يمنية محلية، واشتملت على مساعدات غذائية وصحية ومبالغ نقدية ومياه صالحة للشرب، إلى جانب تنفيذ مشروع الأسرّة الطبية، وكراسي المعاقين في محافظات (تعز، وعدن، ومأرب، ولحج)، وقد استفاد من هذه المشروعات عشرات الآلاف من الأشقاء اليمنيين.