قال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته جون كيري في أحد آخر خطاباته كأكبر دبلوماسي في الولايات المتحدة إن "العمل من أجل تجنب المشكلات الناجمة عن تغير المناخ يجب ألا يكون مسألة حزبية". 

وأشار كيري إلى أن مسؤولين أمريكيين من الجيش وقادة في المخابرات ورؤساء بلدية مدن ساحلية متفقون على أن مشكلة ارتفاع منسوب مياه البحار وتساقط الأمطار غير المنتظم واحدة من المشكلات التي يريدون التعامل معها وحث الإدارة القادمة للرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب على معالجتها.

ووصف ترامب وهو مطور عقاري من نيويورك تغير المناخ بأنه خدعة وتعهد بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ المبرمة في عام 2015 لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن ترامب قال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" في نوفمبر(تشرين الثاني) إنه يفكر بعقل مفتوح في مسألة الانسحاب من الاتفاقية.

وقال كيري في كلمته بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبردج "لن أتكهن بالسياسات التي سيختار أن يتبعها رئيسنا المنتخب ووزير خارجيته لكنني سأقول لكم، بعض القضايا تبدو مختلفة كثيراً عندما تكون بالفعل في السلطة مقارنة بما كانت تبدو عليه أثناء الحملة الانتخابية"، وأضاف "الحقيقة أن تغير المناخ يجب ألا يكون مسألة حزبية، إنها مشكلة يتعين علينا جميعاً الاهتمام بها بغض النظر عن الانتماء السياسي".

ومن المقرر أن يبدأ مجلس الشيوخ هذا الأسبوع عملية التصديق على مرشحي ترامب لشغل مناصب سياسية ومن بينهم سكوت برويت الذي اختاره ليكون رئيساً لوكالة الحماية البيئية، وبرويت كان يشغل منصب المدعي العام لولاية أوكلاهوما وتحدى مراراً سلطة الوكالة أمام المحاكم.

ويرى كثير من أعضاء الكونجرس الجمهوريين أن القوانين البيئية تؤدي إلى تباطؤ الاستثمار وتوفير فرص العمل وهما قضيتان من المتوقع أن تكونا في مقدمة أولويات إدارة ترامب.

وأشار كيري إلى تقرير نشرته المخابرات الأمريكية أمس الإثنين وأدرج تغير المناخ من بين العوامل التي قد تزيد من مخاطر الصراع بين الدول، ودعا كيري الباحثين والطلاب في معهد ماساتشوستس إلى مواصلة عملهم في مجال تحسين كفاءة الطاقة وابتكار مصادر جديدة للطاقة بغض النظر عن السياسات الحكومية.