قال اقتصاديون كويتيون إن بورصة الكويت سجلت امس الأحد أرقاما قياسية لتحصد المزيد من المكاسب مدعومة بزخم الشراء الذي طاول معظم الاسهم التي شهدت المتاجرة خلال الجلسة مما انعكس على المؤشرات كافة.

 وأضاف الاقتصاديون في لقاءات متفرقة ان الارتفاعات التي تشهدها البورصة حاليا مردها إلى السيولة التي ضختها هيئة الاستثمار وبعض المحافظ الاستثمارية المحلية والخليجية نحو اسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

 وأوضحوا أن هذه الارتفاعات تعود ايضا إلى زيادة الثقة في توقعات ارباح الشركات المدرجة لاسيما البنوك المتوقع لها ان تسجل نموا ملحوظا خلال العام الماضي اضافة إلى الشراء المدروس على اسهم «خاملة» بعد توافر معلومات عن ولوجها في مشاريع جديدة.

 وتوقع الاقتصاديون تعرض بعض الأسهم المدرجة إلى موجة من عمليات جني الارباح بعد تضخم مستوياتها السعرية بفعل الارتفاعات القياسية التي سجلتها لاسيما تلك التي تقل اسعارها السوقية عن 50 فلسا ولا تتخطى 100 فلس.

 وقال الرئيس التنفيذي السابق في شركة «عربي» للوساطة المالية ميثم الشخص إن الأداء الإيجابي الذي يسود تعاملات بورصة الكويت حاليا لا يمنع أن يشهد السوق بعض عمليات جني الأرباح على الاسهم الصغيرة التي تضخمت بعض مستوياتها السعرية جراء «فورة» الارتفاعات وسط بعض المضاربات الايجابية.

 وعزا الشخص هذه الارتفاعات إلى بعض العوامل الايجابية التي مرت بها البورصة منذ مطلع العام الحالي فضلا عن صفقة الاستحواذ الالزامي على بقية اسهم «امريكانا» التي يتوقع أن يأتي من ورائها 200 مليون دينار كويتي إلى السوق مجددا من اجمالي الصفقة البالغ نحو 235 مليون دينار.

 وذكر ان ال200 مليون دينار ستعود إلى السوق من خلال حملة اسهم «امريكانا» عبر المحافظ الاستثمارية وصناديق الاستثمار ومن خلال الشركات التابعة والزميلة لمجموعة «الخير» ما سينعكس ايجابا على منوال الاداء العام للسوق.

 ولفت إلى ضخ الهيئة العام للاستثمار في اكتوبر الماضي نحو 100 مليون دينار كويتي وراجت الحركة مما يشير إلى النهج ذاته مع سيولة «امريكانا» المتوقع ضخها للسوق مرة اخرى.

 من جانبه استبعد مستشار مجلس الادارة في شركة «ارزاق كابيتال» صلاح السلطان تعرض وتيرة التعاملات إلى عملية جني ارباح «قوية» متوقعا حدوث حالة من الحيطة والحذر لأي متغيرات في ظل الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها بورصة الكويت.

 وقال السلطان إن الكثير من المتعاملين لاسيما الصغار باتوا يثقون تماما في اداء البورصة حيث اعاد الكثير منهم توجيه استثماراته التي كانت ساكنة في العقارات واسواق اخرى إلى سوق الكويت الذي يتمتع «بشركات وبنوك لها ثقلها وانشطتها ذات مردود ايجابي».

 وتوقع أن يحقق السوق هذا الأسبوع مستويات جديدة على صعيد المؤشر العام ومثلها نحو «الوزني» و«كويت 15» مبينا «عمليات جني الأرباح الكبيرة والذي يروج له بعض المضاربين أمر مستبعد في ظل هذه الفترة لكن من الضروري الحيطة».

 من جهته قال مدير عام شركة «مينا للاستشارات الاقتصادية» عدنان الدليمي إن السوق لن يشهد عمليات جني أرباح قوية إلا بعد أن يحصد المؤشر السعري ما بين 150 و200 نقطة نظرا إلى استمرار المحفزات الايجابية التي يشهدها السوق منذ مطلع العام الحالي.

 وأشار الدليمي إلى تخوف بعض المتعاملين من حدوث ضربة قوية عبر عمليات جني الارباح موضحا أن هناك بعض المتعاملين سواء المحافظ أو الافراد يؤسسون مراكز سعرية جديدة للاسهم التي شهدت المتاجرة.

 وأكد أن الانتعاشة التي تشهدها البورصة تعود إلى تكهنات البعض بأن البورصة تسير بوتيرة متأنية مدفوعة بحزمة من العوامل المساندة سواء على الصعيد المحلي أو الاقليمي ما دعم منوال الحركة بصورة طبيعية ومنطقية.

 وأشار إلى عودة العديد من الأسهم القيادية إلى منوال الحركة بعد فترة عزوف وبقوة ما يؤكد سلامة المشهد داخل الاستثمار المؤسساتي للبورصة.

 وفيما تعلق بمجريات جلسة امس الأحد فقد كان واضحا أن الغلبة في مجريات المسار العام على مدار ساعات الجلسة تركزت على أسهم صغيرة وسط تحركات محدودة على اسهم كبيرة والمتوقع أن تستمر على هذه الوتيرة في باقي تعاملات هذا الأسبوع.

 وكانت بوصلة عمليات جني الأرباح في دائرة الشركات الصغيرة والمتوسطة ومنها على سبيل المثال أسهم شركات «وثاق» و«ياكو» و«المشتركة» و«اركان» و«المساكن».

 وشهدت مجريات حركة الأداء العام خلال ساعات الجلسة نشاطا على 111 شركة مقابل 13 شركة سجلت انخفاضا من أصل 147 شركة تمت المتاجرة بها.

 واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم «كويت 15» على 7ر32 مليون سهم بقيمة نقدية فاقت 3ر15 مليون دينار تمت عبر 1033 صفقة نقدية ليخرج المؤشر من تعاملات الجلسة عند مستوى 41ر926 نقطة.

 وأقفل المؤشر السعري للبورصة مرتفعا ارتفاعا كبيرا بلغ نحو 15 ر115 نقطة ليبلغ مستوى 8ر6222 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت 53ر53 مليون دينار من خلال 16ر736 مليون سهم تمت عبر 11663 صفقة نقدية.