أكد الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية محمد سالم المتخصص في تاريخ أسبانيا والأندلس إن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ بإفتتاح الأندلس قبل ثمانون عام من إفتتاحها كما جاء في صحيح البخاري عن طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: «أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة». قالت: فادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «أنت من الأولين».
وجاء حديث محمد سالم في اللقاء التنويري الذي نظمه فريق أندلسيات التطوعي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية للتعريف برحلة أندلسيات 5 التي تنطلق مساء الجمعة القادم وسيكون ضيف الشرف وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية السابق د. نايف الحجاج العجمي وأستاذ علم النفس المحامي محمد المطيري المعروف بالسوشل ميديا باسم «ساري «.
وأضاف سالم لقد تحققت رؤية الرسول الكريم وخرجت أم حرام مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين، فنزلوا الشام، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها، فصرعتها فماتت و قد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور لهم». وهو الجيش الثاني الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه عند أمِّ حِرَام فقالت: «ادع الله أن يجعلني منهم». فقال: «أنت من الأوّلين»، يعنى جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها في سنة سبع و عشرين أيام عثمان بن عفان و كانت معهم أم حرام فماتت هنالك بقبرص. ثم كان أمير الجيش الثاني ابنه يزيد بن معاوية، و لم تُدرِك أمَّ حَرَامٍ جيش يزيد هذا، و هذا من أعظم دلائل النبوة «.
وقال سالم ان الغزوة الثانية كانت الأندلس في عام 92 هجرية عندما أرسل موسى بن نصير طارق بن زياد لفتح الأندلس بعد وفاة الرسول بإثنتا وثمانون عاما وتوغل طارق بن زياد بالأندلس وبعد 15 عام أي في عام 107 هجري إفتتحوا المسلمون مدينة ليون الفرنسية وتجاوزوا أسبانيا الى لكسمبورج في معركة بلاط الشهداء مع التابعين ووصلوا الى جنوب فرنسا بعد 90 عام من وفاة الرسول.
وأشار سالم على المسلم عندما يزور الأندلس اليوم عليه التجول بطرقاتها يتذكر علماء المسلمين مثل الشاطبي وابن مالك وابن رشد والقرطبي المفسر لكتاب الله وقد يشم المسلم عبير أنفاس العلماء الطبية وما قدموه للأمة الاسلامية من انجازات ولا تنسى فعباس بن فرناس الذي قدم 60 اختراع بدأها بالزجاج الملون وآلة حساب الزمن وكذلك أبوالقاسم الزهراوي أول طبيب أنجبته البشرية ومازالت آلات الجراحة التي إخترعها تستخدم في العمليات الجراحية الى يومنا هذا والتي مضى عليها أكثر من 900 عام ويعتبر أول طبيب يثقب الغصبة الهوائية وكذلك زرياب مخترع فن الاتيكيت في الأكل وكذلك أول مزيل للعرق ومعجون الأسنان بالاضافة الى أبوالحزم الأندلسي أول من كتب عن كروية الأرض قبل ألأف سنة ويجب أن نفتخر بأجدادنا الذين قدموا للبشرية أعظم العلماء فكانوا أصحاب حضارة وعلم واختراع يستطيع أن يبدع في كل مجال.
وشدد سالم أن الأندلس حضارة المسلمين فلم يكن فيها في العصور الوسطى أمي واحد بينما تفتقر أوربا للمتعلمين وأول الجامعات في العالم أنشأها العلماء الأندلسيين في بلد الوليد ومدريد التي كانت تسمى مجريط بناها المسلمين وأبتكروا فيها طرق توصيل المياه للبيوت ويجب أن نستفيد من تلك الرحلات التي ينظمها شباب فريق أندلسيات برئاسة الشاب عبدالله مبارك المطوع العاشق للتاريخ الاسلامي.
 تحفيظ القرآن
بدوره أكد رئيس فريق أندلسيات التطوعي عبدالله المطوع أن الفريق بدأ نشاطه في عام 2009 نظم خلالها رحلات لتحفيظ القرآن الكريم للشباب من الجنسين في المدينة المنورة ثم تم تنظيم الرحلات للمدن التاريخية وتم التركيز على أسبانيا لما فيها من تراث الأندلس العريق بالتاريخ الاسلامي الكبير ويعتبر فريق أندلسيات الفريق الأول بالكويت الذي ينظم مثل تلك الرحلات ليستفيد المشاركين من هذا التاريخ الكبير.
وقال المطوع أنا متفائل في هذه الرحلة للاستفادة من بلاد الأندلس والبعض ينظم رحلات سياحية الى ماليزيا وغيرها من دول العالم لكن تبقى للأندلس وضع آخر وعندما بدأ فريق أندلسيات كانت عبارة عن دورات لحفظ القرآن الكريم في مكة المكرمة لمدة 40 يوما وحفظوا القرآن كاملا خاصة وأن البعض منهم كان يحفظ 15 جزءا ووعدناهم يومها سيتم تنظيم رحلة الى أسبانيا لكل حافظ مما أدخل في نفوسهم التحفيز للحفظ لمعرفة تاريخ أجدادنا العرب في الأندلس فلم يكونوا همجيين أو غزاة بل قاموا ببناء حضارة الأندلس خاصة عندما تذهب الى الجنوب في غرناطة وأشبيلية وجدنا تراث تاريخه أكثر من 800 سنة فكل من يزور تلك المعالم يعرف أن الأمة الاسلامية أمة عظيمة ليست كما يصفها البعض أمة عنف وقتال لديها حضارة راقية بعيدا عن وسائل العنف والتطرف فلديهم في الأندلس حضارة ومدن وعمران عمرها تجاوزت 800 عام وجامعة أسبانيا تستضيف علماء عرب يشرحون تاريخ أسبانيا يفتخر بها كل مسلم بهذا التاريخ ويجب ألا تمر تلك الأعمال مرور الكرام فهي تدرس بالمدارس والجامعات.