واصلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعاليات ندوة مستجدات الفكر الإسلامي الثالثة عشر الذي تقيمه برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في فندق الريجينسي.
وبدأ اليوم الثاني لفعاليات ندوة مستجدات الفكر الإسلامي الثالثة عشر بجلسة حوارية حملت عنوان « المبادرات والمشاريع النمطية التقليدية « والتي استهلها الموجه الفني في وزارة التربية وعضو فريق التدريب والتأهيل في مركز تعزيز الوسطية الدكتور سعود العجمي بقوله إن من اهم أنواع الأمن هي الأمن الفكري وهو الذي له ارتباط وثيق بجميع أنواع الأمن الأخرى فالإنسان يأسره فكره ومعتقده وسلوكه وعمله وتصرفاته ناتجة عن موروثاته الفكرية.
وأضاف أن الفكر والعقيدة هما الموجهان للسلوك والتصرفات فإذا ضل الإنسان في فكره ضل في اعتقاده.
ومن جانبه قال إمام وخطيب مسجد السنة من النمسا أحمد الخشاب أن التطرف الفكري لم يكن قديما قدم التاريخ البشري بل منذ تطرف إبليس وعصيانه على أمر ربه فقد ظهر الغلو في الصالحين من قوم نوح حيث كان الغلو سببا في كفرهم وشركهم مع الله في عبادتهم غيره.
ومن جانبه قال عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي الدكتور عبدالرزاق المرجان أن العالم عانى كثيرا من قدرة الجماعات الإرهابية على توظيف التقنية وبرامج التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافهم الإرهابية بالقتل والتفجير والانتقام والتحريض على العنف.
ومن جانبه قال أستاذ قسم التفسير والحديث في كلية الشريعة الدكتور نور الله كورت أن المرحلة تحتاج التحاد مواطني مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الإرهاب الالكتروني عن طريق تشكيل مجلس أعلى من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي لكي يتناغم مع أهداف واستراتيجيات مجلس التعاون الخليجي لمكافحة الإرهاب.
ومن جانبه قال مدرس الإعلام بالمعهد الدولي العالي للإعلام في القاهرة الدكتور حسين عثمان ان قضية الإرهاب والتطرف الفكري باتت تشغل جميع دول العالم في الوقت الحاضر رغم ان الإرهاب كجريمة ليس بالقضية الجديدة إلا أن الجديد في الموضوع الإرهاب في الوقت الحاضر أصبح ظاهرة عالمية.
وحول جهود دولة الكويت في تأهيل أصحاب الفكر المتطرف من خلال لجنة المناصحة بوزارة الداخلية قال عضو لجنة المناصحة لتأهيل أصحاب الفكر المتطرف بوزارة الداخلية عضو اللجنة العلمية في مركز تعزيز الوسطية بوزارة الأوقاف الدكتور فراج الرداس أن عمل لجنة المناصحة بوزارة الداخلية في تأهيل أصحاب الفكر المتطرف يتضمن بتأهيل أصحاب الفكر المتطرف عن طريق تدريس المواد الشرعية العامة كشرح الأربعين النووية وشرح أصول السنة للإمام أحمد وشرح كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب وفقه العبادات وفقه المواريث ودروس متفرقة في التفسير وما يتعلق في لزوم الصراط المستقيم وترك الشبهات ومحاضرات حول الأمن والأمان وطاعة ولي الأمر والتعامل مع الولاة.
وأضاف كما ثم تدريس المواد التي تناقش الفكر المتطرف كضوابط التكفير والكتاب المقرر والرد على شبهات الجماعات المتطرفة والكتاب المقرر وضوابط الجهاد والكتاب المقرر وضوابط التعامل مع الحكام والكتاب المقرر والولاء والبراء والكتاب المقرر.
ومن جانبه قال المستشار بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ومملكة البحرين الدكتور عبدالله الدناصوري أن التطرف يؤدي إلى الغلو وإذا كان التطرف هو الانحياز إلى أحد الطرفين إفراطا أو تفريطا ايجابيا أو سلبا زيادة أو نقصا فإن الغلو مجاوزة الحد الطبيعي في اتجاه النقصان أو الزيادة ومع التقصي نجد أن كلمة الغلو في الأغلب تكون مصاحبة لكلمة التطرف فهما متلازمتان تلازما كاد أن يكون بمعنى الترادف.
وأضاف أما العنف فهو العنف لغة ضد الرفق ومنه عنف الرجل أي عامله بشدة ويشهد له قوله صل الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شأنه.
وأوضح أن التطرف الفكري ليس ظاهرة حديثة بل جذورها عميقة بعمق جذور تاريخ وجود الإنسان حيث تطرف فكر إبليس عند خلق آدم عليه السلام وعلى الأرض نشأ التطرف والعنف بغواية إبليس لأحد ولدي آدم حيث قربا قربانا (فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الأخر قال لأقتلنك) وقال الأخر (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين) (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين). وهكذا سرت ظاهرة التطرف الفكري في كل عصر وتبعتها ظاهرة العنف في كل عصر.
وحول تجربة رابطة العالم الإسلامي في مكافحة التطرف الفكري قال المستشار والمشرف على شؤون الهيئات والمؤسسات رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد أن التعريف برابطة العالم الإسلامي كونها منظمة إسلامية شعبية عالمية لها ثقلها الدولي من بين المنظمات والهيئات الإسلامية الدولية ولها تاريخ طويل وتجربة عريقة ومسيرة حافلة دامت أكثر من نصف قرن وتناولت خلالها بحث ومعالجة الكثير من القضايا التي تهم المسلمين والأقليات المسلمة في العالم.
وتابع وأنها وجهت كثير من مناشطها في الآونة الأخيرة لنشر مبادئ الإسلام السمحة وتعزيز مبدأ الوسطية والاعتدال والتصدي لتيارات الغلو والتطرف والانحراف وذلك من خلال عقد المؤتمرات والندوات والملتقيات وإصدار البيانات حول موقفها وموقف الإسلام من الأحداث المستجدة والتنديد والاستنكار لأفعال المتطرفين والتبرؤ منهم والقيام بإعداد الدراسات النوعية والبحوث العلمية والمقاولات الموضوعية التي تعالج قضايا التطرف الفكري من مختلف جوانبه ونشر تلك الدراسات والبحوث والمقاولات ورقيا والكترونيا لتكون متاحة للجميع وكذا القيام بالزيارات واللقاءات وعقد الاتفاقيات مع مختلف الجهات بما يسهم في وضع البرامج المفيدة في تحصين الشباب المسلم من الانحراف الفكري وان أنشطة الرابطة تحظى بالاهتمام الكبير والمتابعة الواسعة في مختلف وسائل الإعلام.
وحول تجربة الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مواجهة الفكر المتطرف قال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أن أسباب انتشار التطرف في المجتمعات الإسلامية يرجع إلى الأمية والجهل وسوء الفهم وإتباع المتشابه والأوضاع السياسية التي تعيشها المجتمعات المسلمة ووجود جماعات متطرفة نشطة والصحبة والرفاق وأجهزة الإعلام ووسائل الاتصال التي تستفز المشاعر الدينية.