أبقت السعودية على إنتاجها النفطي عند مستواه القياسي خلال الشهر الجاري، وهو ما ساعد في وصول إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» إلى أعلى مستوى لها منذ (أكتوبر) 2012.
وبحسب تقديرات وكالة «بلومبرج» للأنباء الاقتصادية فإن متوسط إنتاج السعودية من النفط خلال الشهر الجاري وصل إلى 10.25 مليون برميل يوميا، وهو المستوى نفسه في (أبريل) الماضي، وهو أيضا أعلى مستوى منذ بدء صدور تقديرات «بلومبرج» في 1989.
ويتم تصدير أغلب النفط السعودي بسبب الطلب القوي عليه في آسيا مع تزايد استخدامه في إنتاج الكهرباء محليا.
وقالت سارة إيمرسون المحللة الاقتصادية في شركة «إي.إس.أيه.إل إنيرجي» لاستشارات الطاقة في ولاية ماساشوستس الأميركية إن السعودية لا ترى سببا لتقليل الإنتاج في هذا الوقت، رغم أسعار النفط المنخفضة، وذلك بسبب ارتفاع الطلب على النفط من آسيا، ورغبة منها في المحافظة على حصتها من السوق العالمية في ظل المنافسة القوية من جانب الدول الأخرى المنتجة للنفط.
ووفقا لـ «بلومبرج»، فإن متوسط إنتاج «أوبك» من النفط خلال الشهر الجاري ارتفع بمقدار67 ألف برميل يوميا ليصل إلى 31.579 مليون برميل يوميا، وكان متوسط الإنتاج الشهر الماضي قد زاد بمقدار 217 ألف برميل إلى 31.512 مليون برميل يوميا.
ونقلت «رويترز»، عن مصدر في القطاع النفطي إن السعودية ستستمر في إنتاج النفط بما يلبي طلب الزبائن وأنها تنتج الآن نحو 10.25 مليون برميل يوميا في ضوء نمو في الطلب من الصين والهند.
وأضاف المصدر أن السعودية لن تضحي بحصتها في السوق لمصلحة أحد، خصوصا في ظل عدم تعاون الدول المنتجة خارج «أوبك»، وهو موقف أكده مسؤولون سعوديون بشكل متكرر في الأشهر القليلة الماضية.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» قد ذكرت في أكبر تقاريرها وأكثرها تفصيلا هذا العام أن طفرة النفط في أميركا الشمالية تبدي مرونة وقدرة على الصمود، رغم انخفاض أسعار الخام، وهو ما يشير إلى أن تخمة النفط العالمية قد تستمر لعامين آخرين.
وفي مسودة تقرير عن استراتيجية «أوبك» في الأمد الطويل صدرت قبل اجتماع المنظمة في فيينا، توقعت «أوبك» أن تنمو إمدادات معروض الخام من المنتجين المنافسين من خارج المنظمة حتى عام 2017 على الأقل.
وتشير التوقعات إلى أن تباطؤ الطلب العالمي على النفط يعني أن الطلب على خام المنظمة سينخفض من 30 مليون برميل يوميا في 2014 إلى 28.2 مليون في 2017.ويترك ذلك المنظمة فعليا أمام خيارين، إما خفض الإنتاج من مستواه الحالي البالغ 31 مليون برميل يوميا وإما الاستعداد لتحمل انخفاض أسعار النفط لفترة أطول بكثير.
وقال تقرير «أوبك» إنه منذ (يونيو) 2014 وأسعار النفط تشهد انخفاضا كبيرا ووصلت إلى مستويات أقل حتى مما وصلت إليه إبان الأزمة في 2008 رغم أن المعروض من خارج المنظمة لا يزال يسجل بعض النمو.وذكر التقرير أنه بحلول عام 2019 ستظل إمدادات خام «أوبك» البالغة 28.7 مليون برميل يوميا أقل من 2014 ولن يبدأ الطلب على نفط المنظمة في الارتفاع إلا بعد 2018- 2019 ليصل إلى نحو 40 مليون برميل يوميا بحلول 2040.