قال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة ويليام لاسي إن تبرعات الكويت السخية وكرم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ساهمت في صنع حياة لمن فقدها ورسمت الأمل لهم من جديد في ظل التهجير والحروب.
وأضاف لاسي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين أن زيارته الكويت في هذا الوقت من السنة تأتي لتهنئة سمو أمير البلاد بمناسبة أعياد الكويت الوطنية وحضور حفل إطلاق المنظمة الدولية للهجرة في الكويت الفيلم الوثائقي (بكلماتهم وأصواتهم) الذي يعبر عن امتنان المنظمة على ما تقدمه الكويت من خدمات انسانية جليلة.
وأوضح أنه تم أيضا إصدار كتاب (الكويت ملهمة الأمل في أوقات الأزمات) الذي يستعرض أنشطة وبرامج ومشاريع دولة الكويت الإنسانية من خلال التعاون القائم مع المنظمة الدولية للهجرة.
وذكر ان اهمية اطلاق هذا الفيلم الوثائقي تتمثل في عرض كيفية توزيع مساعدات الكويت والكويتيين والتي لم تقتصر على الجانب الإغاثي بل امتدت للجانب الصحي وتوفير خدمة المواصلات للطلبة في دول اللجوء.
وبين أن المنظمة تواجه العديد من التحديات أههمها إجبار الاشخاص على ترك منازلهم وإخلائها بسبب الصراعات القائمة في بلدانهم هو ما ينقلهم من مرحلة مواطنين في بلدانهم إلى لاجئين في الدول المجاورة بين ليلة وضحاها إضافة الى النازحين داخليا حيث يوجد في سوريا فقط ستة ملايين نازح وما يقرب من خمسة ملايين لاجئ أي بين كل شخصين سوريين هناك لاجئ أو نازح وهو عدد "مخيف".
وأكد لاسي أن هذه الأعداد المتزايدة تشكل قلقا بالنسبة للمنظمة والتحديات آخذة في الازدياد أيضا من الدول التي لا ترحب باللاجئين ولا تريد مساعدتهم وترفض وجودهم قطعيا.
وأكد أن ما يحدث في العالم من مآس إنسانية وحروب لم يشهده العالم من قبل مبينا أن الوضع اصبح غاية في التعقيد "وبكل أسف الحل ليس بيد المؤسسات الانسانية بل هو اكبر من ذلك وكل ما يمكن تقديمه هو توفير حياة افضل لهؤلاء المهجرين الذين تتزايد اعدادهم يوميا".
وذكر أن تبرعات الكويت ساهمت في تدريب النساء النازحات في سوريا على كيفية عمل السجاد ليتمكنوا من إعالة اسرهم بالاضافة توزيع الوقود على اكثر من 600 عائلة عراقية نازحة في مخيم الطوارئ كما وفرت مسكنا ل 158 عائلة وهؤلاء الأشد ضررا في سهل البقاع اللبناني وغيرها من المشاريع التي ما كانت لتتم لولا تبرعات الكويت السخية.
ولفت لاسي إلى أن صاحب السمو أمير البلاد هو قائد حقيقي للعاملين في المجال الإنساني ومساهماته الكريمة كان لها بالغ الاثر في تحسين حياة اللاجئين والنازحين الذين يعانون قسوة الجو وشح فرص العمل إضافة إلى حاجاتهم للرعاية الصحية والتي لم تتوان الكويت في تقديمها على الدوام.
واشار الى انه لا يمكن اغفال الدور الكبير والملهم لدولة الكويت حكومة وشعبا حيث صنعت بارقة الامل لهؤلاء اللاجئين والمهجرين والنازحين مضيفا ان ما تقوم به الكويت يعتبر "مطمئنا لنا نحن ايضا كعاملين بالميدان لنتمكن من القيام بعملنا".
يذكر أن زيارة لاسي إلى البلاد التي استمرت يومين شهجت استقباله من قبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فضلا عن لقائه رئيس مجلس الأمة بالانابة عيسى الكندري والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح حيث تمت مناقشة مجهودات الكويت المميزة في العمل الإنساني.