وقعت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)-مكتب بيروت اليوم الاثنين اتفاقية تمويل لزيادة الدعم للوصول الى التعليم النظامي وغير النظامي ل1100 لاجئ سوري في مرحلة التعليم الثانوي بلبنان.
وحضر مراسم توقيع الاتفاقية سفير دولة الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي ومدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين والمدير الاقليمي لمنظمة (يونسكو) حمد الهمامي وممثلة وزارة التربية اللبنانية صونيا خوري.
واكد السفير القناعي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش توقيع الاتفاقية اهمية تقديم الدعم للاجئين خاصة من فئة الشباب الذين تعرضوا لضغوط وفقدوا فرص التعليم بسبب الاوضاع والتهجير.
واعرب عن امله في استمرار هذه المبادرات ومنها مبادرة حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لدعم (يونسكو) متمنيا ان تسهم هذه المبادرة الكريمة في تخفيف معاناة الاخوة السوريين.
ودعا السفير القناعي الدول الاخرى الى الاقتداء بالمبادرة الكويتية وتقديم مزيد من الدعم للاجئين السوريين.
وقال ان "الكويت عرفت بمساهماتها السخية والدائمة سواء في الدول العربية أو غيرها من الدول" مشيرا الى ان منح حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه لقب (قائد للعمل الإنساني) "امر يفخر به كل كويتي".
واكد استمرار دولة الكويت على العهد لتقديم ما تستطيعه من دعم واستثمار في الانسان العربي والكويتي على الاخص مشيرا إلى ان الوسيلة الافضل في هذا الاطار تقديم التعليم للاجيال القادمة.
ومن جهته قال مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي شهاب الدين ل(كونا) "لقد وقعنا اتفاقية مع المنظمة لتنفيذ مشروع تعليم اللاجئين السوريين ضمن المنحة التي اعلن عنها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في مؤتمر المانحين في لندن حيث تبرعت دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار على ثلاث سنوات".
ولفت الى التوجه لدى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مساعدة اللاجئين في الفئة العمرية ما بين 12 و22 سنة لانها الاكثر احتياجا للتدخل سواء لحماية الفتيات من الزواج المبكر او منع انجراف الشباب نحو التطرف والعنف المسلح وتأهيلهم للعودة الى وطنهم سوريا متسلحين بالعلم والمهنية.
واشار شهاب الدين الى ان المؤسسة كان لها اتفاقية ايضا مع الجامعة العربية المفتوحة في بيروت كما سيكون هناك مجموعة اخرى من الاتفاقيات خلال عامي 2017 و2018 مع يونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والمنظمات الاخرى.
وقال انه تم الاتفاق من حيث المبدأ على المساعدة في انشاء عدد من المدارس الفنية في مناطق الوجود الكثيف للاجئين كالبقاع شرقي لبنان لافتا الى انه سيتم البحث مع المسؤولين اللبنانيين في هذا الموضوع.
واضاف "دولة الكويت بقيادة اميرها قائد العمل الانساني الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ستواصل جهودها لتقديم كل ما تستطيعه انطلاقا من واجبها الانساني".
واشار الى ان اهتمام الكويت بالتعليم هو اهتمام استراتيجي يتخطى حدود دولة الكويت لرغبتها في تقدم العلم ومشاركة الجوار في هذا المجال.
وبدوره قال المدير الاقليمي لمنظمة يونسكو حمد الهمامي في تصريح مماثل ل(كونا) "هذا ليس التعاون الاول بين دولة الكويت ويونسكو فالكويت دولة داعمة للمنظمة ولها بصمات خصوصا عندما عانت المنظمة من ازمة مالية اثر قرارها قبول عضوية الدولة الفلسطينية".
ولفت الهمامي الى ان المشاريع التي تقدمها الكويت هي مشاريع تربوية ثقافية والمشروع الان هو ثالث منحة تقدم من قبل الكويت وهذه الاخيرة تندرج من ضمن خطة يونسكو للمساعدة في استيعاب اللاجئين السوريين في المدارس خصوصا ان المنظمة تشرف على برنامج التدريب الثانوي والمهني والتقني والتعليم العالي وكذلك تدريب المعلمين في عملية كيفية التعامل مع الطلبة في اوقات الازمات.
وذكر الهمامي ان 50 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان والذين يستحقون التعليم يوجدون خارج المدارس مشيرا الى حجم الاعباء الكبيرة التي يتحملها لبنان جراء استضافته هذا العدد الكبير من اللاجئين ما يتطلب تقديم مزيد من الدعم.
وتوجه الهمامي بالشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو امير البلاد وللحكومة والشعب الكويتي على العطاء الذي يقدمونه في خدمة الانسان.
ولفت الى ان الرابط بين دولة الكويت ويونسكو قوي كون الكويت تدعم برامج المنظمة على صعيد العالم مشيدا بدور مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الزاخرة بالمشاريع التنموية والانسانية داخل الكويت وخارجها.
ومن جهتها قالت ممثلة وزارة التربية اللبنانية صونيا خوري ان الكويت هي الدولة الوحيدة التي تشارك في برنامج (استراتيجية توفير التعليم لجميع الاطفال في لبنان).
واشارت صونيا الى وجود نحو نصف مليون لاجئ سوري بعمر التعليم لافتة الى ان الوزارة استطاعت توفير التعليم لنحو 250 الفا منهم في التعليم النظامي.
ويأتي توقيع الاتفاقية بين يونسكو ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتمويل استمرار مشروع التعليم الثانوي في اطار استراتيجية الاستجابة التعليمية الاقليمية للازمة السورية التابعة لليونسكو (سد الثغرات التعليمية لدى الشباب) وايضا في سياق جهود المنظمة لتوفير تمويل اضافي لزيادة الدعم للوصول الى التعليم ما بعد الاساسي في لبنان وخاصة التعليم الثانوي.
يذكر ان المشروع يستهدف 1100 شاب وشابة سورية في عمر التعليم لتشجيعهم على الحصول على فرص تعليم وعمل افضل بعد التخرج.
وتشير الاحصاءات الى وجود اكثر من 482 الف طفل وشاب سوري تتراوح اعمارهم بين ثلاثة و18عاما في لبنان في سن التعليم الثانوي من بينهم نسبة لا تتجاوز 3 في المئة ملتحقة بالتعليم الرسمي.