اكد معهد الكويت للأبحاث العلمية اليوم اهمية التعاون مع مركز برشلونة للحواسب الفائقة باسبانيا احد اشهر المراكز العلمية في العالم لدعم مشاريع المعهد التقنية الحديثة والمستقبلية للتحكم بظاهرتي الغبار وزحف الرمال والحد منها والتقليل من أضرارها.
وقال مدير برنامج دعم متخذ القرار لادارة الأزمات البيئية في مركز البيئة والعلوم الحياتية بالمعهد الدكتور عبدالله العنزي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء على هامش ندوة (التقنيات الحديثة لمراقبة العواصف الترابية والتنبؤ بها) التي اقامها المعهد ان المشروع يتمثل ببرنامج النمذجة الرياضية وهو الاول من نوعه في المنطقة العربية.
واضاف العنزي ان المشروع يمكن المعهد من التنبؤ بالعواصف الغبارية والرملية بدقة قبل حدوثها بثلاثة ايام ويمكن الدولة من الاستعداد والتأهب لمخاطر تلك الظاهرتين موضحا ان هذا البرنامج سيعقد بالتعاون مع مركز برشلونة من خلال اتفاقية ومباحثات جارية بين الطرفين ما سيضع الكويت في مقدمة العالم العربي من خلال معهد الابحاث في مجال التنبؤ بالعواصف الغبارية والرملية.
واوضح ان ظاهرة الغبار طبيعية وتحدث خلال فترتي الصيف والربيع ولها تأثير على الصحة العامة بالاضافة الى الأضرار المادية والاقتصادية على الدولة نتيجة لانخفاض الرؤية الناتجة عنها مؤكدا ان ظاهرة الغبار إقليمية ويتوجب تضافر الجهود للتحكم بها والسيطرة عليها.
وحول الندوة ذكر العنزي انها الأولى من نوعها في الكويت وهي إحدى مهام برنامج دعم متخذ القرار بالتعاون مع المنظمات العالمية لدراسة الكوارث الطبيعية من حيث أسبابها وتاريخها وتصنيفها وتأثيرها على المجتمع الكويتي.
وافاد بأن الندوة تتمحور حول تعريف هذه الظاهرة وخصائصها ومصادرها والوسائل الحديثة التي تحد من اضرارها وتفعيل دور الجهات المعنية والباحثين العلميين بأهمية مراقبة العواصف الترابية وإنشاء نظام متكامل للتنبؤ بها مبينا أن أول مشروع للمعهد كان في 1979 وهو مشروع دراسة خصائص الغبار في الكويت ومصادرها بالتعاون مع للهيئة العامة للبيئة لعمل دراسات علاقة التغيرات المناخية بهذه الظاهرة.
من جانبه قال الباحث العلمي في المعهد الدكتور محمد فتحي في تصريح صحافي ان برنامج النمذجة الرياضية سيخدم الكويت للتحكم بظاهرة الغبار من خلال شبكة إنذار تنبؤ الدولة بكميات تركيز الغبار وتحديد مكان حدوثه مبينا ان تطبيقه سيبدأ في الاول من ابريل المقبل بمركز اتخاذ القرار المعهد على ان يعقبه تعاون آخر بين الجانبين الكويتي والاسباني للتنبؤ بالملوثات.
واوضح فتحي ان هناك عوامل منشطة للغبار كون منطقة الخليج جافة مؤكدا أن أفضل الحلول يكمن في عمل حزام أخضر والذي بدأ به المعهد منذ فترة ويستغرق وقتا لتكون هناك نتائج دقيقة وملموسة.
وافاد بأن كميات الغبار تزداد يوما بعد آخر بسبب الجفاف والتغيرات الطبيعية وغير الطبيعية ومنها الحروب خصوصا في السنوات الأخيرة لافتا الى اهمية زيادة الوعي بأضرار الغبار كالامراض الناتجة عنه من خلال هذه المشاريع العملية والندوات التثقيفية.
بدوره قال الباحث العلمي في ادارة رصد السواحل في المعهد الدكتور علي الدوسري في تصريح صحافي ان هناك حلول ناجعة للتحكم بالغبار وزحف الرمال عبر زراعة النباتات الفطرية ويعد استخدامها حلا مستدام للتحكم بتلك الظاهرتين خاصة بالمدن الجديدة والتي تتعرض للمخاطر مع تدهور الأراضي على المستوى الإقليمي.
واضاف الدكتور الدوسري ان نباتات الرمث والعوسج والغردق أكثر النباتات فاعلية في التحكم بالغبار وحركة الرمال وتوفر أموال على الدولة لافتا إلى أن الغبار قل بنسبة 64 في المئة من خلال تجربة المعهد في زراعته تلك النباتات في حين انخفض زحف الرمال بنسبة 94 بالمئة.
واوضح ان لكل منطقة في الكويت خصائصها مبينا ان المعهد ومن خلال مشاريعه المستقبلية والدائمة قام بزرع 110 آلاف نبتة فطرية في منطقة (اللياح) والتي أثبتت فعاليتها كمصد لهذه الظاهرة.
وحول تكلفة المشاريع المتمثلة في زراعة النباتات الفطرية ذكر أن التكاليف متفاوتة حسب المشاريع وحسب نوع النبات مشيرا الى انها وبصفة عامة أقل من تكلفة زراعة النباتات الاخرى مبينا أن النباتات الفطرية تسقى مرتين في الأسبوع لمدة سنتين حتى تأخذ وضعها وتتأقلم طبيعيا.