قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اليوم الإثنين، خلال لقائه بالمرشحة للرئاسة الفرنسية مارين لوبان، الموجودة حالياً في بيروت، إن المسلمين هم ضحايا الإرهاب المتستر بالدين والمعتدلون هم أول أهدافه.

وقال مصدر رسمي لبناني إن الحريري أكد، خلال استقباله لوبان، أن الإرهاب لا دين له، مشيراً إلى أن المسلمين المعتدلين يشكلون الغالبية الساحقة من المسلمين في العالم، وأنهم أول هدف للإرهاب المتطرف باسم الدين، لأنهم في الواقع أول المواجهين له.

وقال الحريري إن "الخطأ الأكبر في مقاربة هذا الموضوع هو الخلط الطائش الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية".

وأعلن الحريري "أن اللبنانيين والعرب كما بقية شعوب العالم ينظرون إلى فرنسا على أنها بلد المنبع لحقوق الإنسان، وفكرة الدولة التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طبقي".

وعن اللاجئين، قال الحريري إن "لبنان الذي لا يتجاوز عدد سكانه الأربعة ملايين نسمة بات يستقبل على أراضيه قرابة مليوني لاجئ سوري وفلسطيني، وهو الأمر الذي يعرض اقتصاده وبناه التحتية لضغط غير مسبوق، وهو الأمر الذي تعمل الحكومة اللبنانية على وضع خطة متكاملة لمواجهة أعبائه، لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة في هذا المجال".

ومن جهتها، قالت لوبان بعد اللقاء "تباحثنا في الأزمة السورية، وقد عبر كل منا عن موقفه تجاهها، وتبادلنا وجهات النظر حول عدة نقاط، وقد كانت لنا تحليلات مشتركة، ولا سيما حول الضرورة القصوى لوضع كل الدول التي تسعى إلى محاربة التطرف الإسلامي حول طاولة واحدة، وتحديداً تنظيم داعش الذي يتوسع بشكل كبير في العديد من الدول، بما فيها فرنسا، ويقوم بتجنيد العديد من الأشخاص في الكثير من الدول أيضاً، ولا سيما في المدن الفرنسية".

وأعلنت أن "هذا التطرف الإسلامي لا زال يحوز على الأهمية والدعم في فرنسا".

وأشارت لوبان إلى وجود "بعض الاختلاف في وجهات النظر، ولكن هذا لا يدعو إلى الاستغراب نظراً للوضع الجغرافي لبلدينا، وقد أوضحت للحريري موقفي حيال الأزمة السورية والذي عبرت عنه منذ بدء هذه الأزمة، وهو أنه لا يوجد أي حل قابل للحياة ومعقول خارج الاختيار ما بين الثنائي بشار الأسد من جهة وداعش من جهة أخرى".

وتابعت لوبان أنه "في إطار السياسة الأقل ضرراً والأكثر واقعية، أرى أن بشار الأسد يشكل اليوم حلاً يدعو إلى الإطمئنان أكثر بالنسبة إلى فرنسا من داعش، إذا تسلم هذا التنظيم الحكم في سوريا، مثلما حصل في ليبيا حيث تسلم الحكم بشكل جزئي بعد غياب القذافي".

وقالت "لقد تبادلنا وجهات نظر مشتركة كما تناقشنا حول اختلافاتنا في تحليل المواضيع، وهذا أمر طبيعي، فلبنان ليس فرنسا وكل يدافع عن مصالحه وهذا أمر طبيعي للغاية، فكلانا وطنيين كل يدافع عن مصلحة بلده وهي ليست نفسها".