قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تفجير سيارة ملغومة نفذه تنظيم الدولة الإسلامية قتل أكثر من 50 شخصا يوم الجمعة في قرية سورية يسيطر عليها مقاتلون من المعارضة تدعمهم تركيا بعد يوم من طرد التنظيم المتشدد من آخر معقل له في شمال غرب سوريا.

واستهدف التفجير نقطة تفتيش أمنية يسيطر عليها معارضون يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر في قرية سوسيان.

وقال المرصد إن أكثر من 50 قتلوا من بينهم ما يربو على 30 مدنيا. وقال اثنان من مقاتلي المعارضة اتصلت بهما رويترز أن عدد القتلى 40 على الأقل.

وقال مقاتل من لواء السلطان مراد -أحد جماعات المعارضة السورية المسلحة- قرب مدينة الباب إن الانفجار "وقع قرب نقطة أمنية لكن كانت هناك عائلات كثيرة تتجمع وتنتظر العودة إلى الباب. وبالتالي لدينا الكثير من القتلى المدنيين."

وطرد مقاتلون تدعمهم تركيا يوم الخميس مسلحي التنظيم المتشدد من مدينة الباب بعد أسابيع من حرب شوارع قرب منطقة تريد أنقرة إقامة منطقة آمنة للمدنيين فيها.

وقال الجيش التركي يوم الجمعة إن مقاتلين من المعارضة السورية سيطروا بالكامل على الباب وإن العمل جار لإزالة الألغام والعبوات التي لم تنفجر.

وتقع سوسيان خلف خطوط مقاتلي المعارضة على بعد نحو ثمانية كيلومترات شمال غربي الباب التي تؤيد أنقرة منذ وقت طويل إقامة منطقة آمنة فيها تقول إنها ستساعد في كبح موجة من الهجرة عبر تركيا إلى أوروبا.

وقال المرصد إن انفجارا ثانيا وقع على بعد كيلومترين جنوبي سوسيان في وقت لاحق يوم الجمعة لكن لم يتضح إن كان ناتجا عن سيارة ملغومة أو قنبلة مزروعة أو لغم. وأضاف المرصد أن تقارير وردت عن سقوط قتلى ومصابين لكن لم تتوفر تفاصيل على الفور.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية على الانترنت مسؤوليته عن هجوم سوسيان بعد أن اعترف يوم الخميس بأنه فقد السيطرة على الباب.

ووضع الصراع السوري الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران وفصائل شيعية مسلحة في مواجهة جماعات المعارضة المسلحة ومن بينها جماعات تدعمها تركيا والولايات المتحدة ودول خليجية.

لكن الجانبين كليهما وتحالفا لفصائل مسلحة تقودها قوات كردية وتدعمها الولايات المتحدة يقاتلون أيضا الدولة الإسلامية التي تسيطر على مناطق في شمال وشرق سوريا.

*ألغام وخلايا

بعد أن حصدت ألغام مزروعة داخل الباب وحولها أرواحا لليوم الثاني قال المقاتل من لواء السلطان مراد إن خلايا كثيرة للدولة الإسلامية لا تزال تعمل هناك.

وأضاف قائلا "لا تزال هناك الكثير من الخلايا داخل الباب. هذا خطير للغاية. عمليات البحث والتطهير لا تزال مستمرة."

وقال الجيش التركي في بيان إن جنديين تركيين قتلا يوم الجمعة ِأثناء إزالة ألغام في بلدة تادف جنوبي الباب. وقال المرصد إن عددا من مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة قتلوا في انفجار لغم في الباب يوم الخميس.

وتدخلت تركيا بشكل مباشر في سوريا في أغسطس آب لدعم فصائل معارضة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر لطرد الدولة الإسلامية من أراض قرب حدودها. كما تسعى لمنع جماعات كردية من السيطرة على المزيد من الأراضي في المنطقة.

وذكر المرصد أنه بعد استعادة مدينة الباب أمس قصفت قوات تركية مواقع الدولة الإسلامية في بلدة تادف.

ويسيطر ‭‭‭‭‭‭‭على المنطقة الواقعة إلى الجنوب مباشرة من تادف‬‬‬‬‬‬‬ الجيش السوري وحلفاؤه الذين نجحوا في الأسابيع القليلة الماضية في شق طريقهم عبر الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في تلك المنطقة وتقدموا صوب نهر الفرات.

وإلى الشرق من المنطقة تمكنت قوات سوريا الديمقراطية -وهي تحالف مدعوم من الولايات المتحدة يقوده مقاتلون أكراد- من انتزاع السيطرة على عشرات القرى من الدولة الإسلامية في الأسابيع القليلة الماضية مع اقترابها من الرقة المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة في سوريا.