أكد مثقفون وأدباء عرب اليوم السبت أن الكويت لعبت دورا كبيرا في دعم ونشر الثقافة الموجهة للطفل في كامل المنطقة العربية داعين إلى إطلاق نقاش موسع بين المثقفين العرب بهدف التوصل إلى رؤية عربية موحدة حول ثقافة الطفل.
وقالت الكاتبة الكويتية هبة مندني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش ندوة فكرية أقيمت ضمن فعاليات (معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل) إن "الكويت رائدة في مجال أدب الطفل وحققت سمعة وصيتا كبيرا على المستوى العربي".
وحذرت من أن أدب الطفل "بدأ ينحسر" في المشهد الثقافي الكويتي والعربي على الرغم من اهتمام المؤسسات الحكومية والأهلية بقطاع الثقافة الموجهة للطفل مشيرة إلى أن وزارتي التربية والإعلام والمجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام بدولة الكويت تقيم العديد من الورش والأنشطة الموجهة للأطفال وتدعم الأدباء المتخصصين في الكتابة للطفل.
وأشارت مندني في هذا السياق إلى مجلتي (العربي الصغير) و(كونا الصغير) اللتين تصدران في الكويت مؤكدة أن أدب الطفل يلعب دورا حيويا في بناء القدرات الفكرية والثقافية للطفل "لذلك لابد من تعزيز الاهتمام به وتسليط الأضواء عليه كواحد من العوامل الرئيسية في بناء الأجيال".
من جهته ذكر الكاتب المغربي العربي بنجلون في تصريح مماثل ل(كونا) أن "العمل العربي في مجال الثقافة الموجهة للطفل يكاد يكون فاترا إذا استثنينا بعض الثوابت ومن بينها دولة الكويت التي خصصت دعما للثقافة العربية حيث تعتبر رائدة في دعم ثقافة الطفل العربي". وقال "أنا مازلت أتذكر لليوم مجلة (العربي الصغير) التي صدرت لأول مرة على شكل مطوية ملحقة بمجلة العربي وقد غرست فينا قيما عربية واجتماعية ووطنية وتاريخية كبيرة وساهمت في تكويننا الثقافي وكانت مبادرة فريدة من نوعها تبعتها مجموعة من المجلات والكتب في مختلف القطاعات الثقافية كالمسرح والأدب والفنون".
وطالب بمحاولة الاتفاق على مشروع عربي مشترك يعتمد على إطلاق الحرية في الثقافة الموجهة للطفل ودعم كل الأنشطة الثقافية الموجهة للطفل كالرياضة والفنون والأدب محذرا من أن "العالم العربي لن يتقدم خطوة إذا لم يطلق حرية الفكر عموما والموجه للطفل خصوصا لا سيما وأن الطفل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والنهوض الحضاري للدول".
في السياق ذاته شدد الكاتب الطاهر الصامت من تونس على أن المساهمة الكويتية في مجال الثقافة الموجهة للطفل واسعة ومتعددة عبر اتحاد الكتاب والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومجلة العربي التي أسست لمشروع ثقافي عربي أثر في العديد من الأجيال.
وأضاف أن المشرفين على (معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل) قرروا في دورة هذا العام إقامة ندوات فكرية وحلقات نقاشية يجتمع فيها الأدباء والمثقفون من مختلف الدول العربية وذلك بهدف إطلاق حوار شامل حول هذا القطاع الهام في ظل التحولات الخطيرة التي تعيشها المنطقة العربية.
وأوضح أن "الطفل العربي بات مستهدفا اليوم عبر فرض نمط من الثقافة عليه لا يراعي قيمه وهويته" مؤكدا أن مستقبل المجتمعات العربية مرتبط بأطفالها وداعيا إلى الاتفاق على رؤية عربية موحدة تعمل على دعم الثقافة الموجهة للطفل.
وانطلقت أمس الجمعة بمدينة (صفاقس) جنوبي تونس الدورة ال24 للمعرض الدولي لكتاب الطفل بمشاركة 13 بلدا هي تونس والكويت وفلسطين والمغرب والجزائر ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر والأردن واليمن والعراق والسنغال وفرنسا.