أكد المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية أن عودة انتعاش إنتاج النفط الصخري لا تقلق منظمة أوبك وكبار المنتجين ولا تمثل تهديدا، مشيرا إلى أن هناك ترحيبا سعوديا بكل الإنتاج والسوق ستفرز الأصلح. وقال النعيمي، قبل انطلاق الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك في دورته 167، «إن كل البترول يخرج من الصخر ولا فرق بين هذا وذاك، والذي يختلف فقط هو التكنولوجيا المستخدمة».
وأضاف النعيمي أننا «نرحب بعودة الصادرات الإيرانية ونمو صادرات العراق وطهران لها كامل الحرية في اتخاذ قراراتها الاقتصادية ونحن نثق بقوة إنتاجنا باستقرار السوق». وشدد على أن الطلب ينمو بمعدلات جيدة وسريعة والمعروض يتقلص وهي مؤشرات جيدة على تعافي السوق واستعادتها توازنها.
وأشار النعيمي إلى أن مباحثاته مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك كانت ناجحة وتم التفاهم خلالها على كثير من الأمور التي تهم اقتصاد البلدين، موضحا أن التعاون موجود ومستمر بين «أوبك» وروسيا وسيتنامى في الفترة المقبلة.
ورأى النعيمي أن سوق النفط أصبحت أكثر ديناميكية وسرعة في المتغيرات وعلى الجميع التعاون لدعم الاستقرار وتحقيق النمو، مشيرا إلى أن الاجتماع الوزاري له أهمية كبيرة في دعم النقاش والحوار بين المنتجين، مؤكدا في ذات الوقت أن «أوبك» ترحب بانضمام أي أعضاء جدد لها ولا تمنع أي دولة من الانضمام إلى المنظمة وعلى الدولة الراغبة التقدم على أن يتم بحث الأمر بين الدول الأعضاء.
من جانبه، قال «، وزير الطاقة في الإكوادور بدرو ميزالد بافون، «إنه لا يمكن التنبؤ بالمدى الزمني لاستعادة السوق المستويات السعرية المرتفعة فوق مائة دولار ويجب أن ندرك أن السوق قد تغيرت وأن عوامل العرض والطلب هي التي تحدد مسار الأسعار في السوق».
وحول مستقبل إنتاج النفط الصخري، قال وزير الطاقة في الإكوادور «إنه من الصعب استمرار نجاح هذا النوع من الإنتاج إذا لم يتم تخفيض تكلفة الإنتاج». وأوضح بافون أن المنافسة بين النفط التقليدي ومصادر الطاقة الجديدة مستمرة وأن مستقبل هذه المنافسة تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل ويجب أن نهتم بقضايا كفاءة استخدام الطاقة والتركيز على التحول إلى الطاقة الخضراء المتوافقة مع المعايير الدولية للبيئة.على جانب آخر، قال وزير النفط الأنجولى جوزي ماريا دي فاسكلوز، «إنه راض عن مستوى انتاج «أوبك» من النفط البالغ 30 مليون برميل يوميا»، مشيرا إلى سعي أنجولا إلى زيادة صادراتها من النفط الخام المقدرة 1.9 مليون برميل يوميا، وأضاف فاسكلوز أن «نصف إنتاج أنجولا من النفط يذهب إلى الصين»، مشيرا إلى أن السوق الصينية من أسواق الطلب الرئيسية التي تنمو بمعدلات متسارعة وتضفي أجواء تفاؤلية حول مستقبل الطلب العالمي على النفط».ورفض وزير النفط الأنجولى، التعليق على عودة الصادرات الإيرانية إلى السوق أو سعي إندونيسيا إلى إعادة الانضمام لمنظمة أوبك. وكان عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك قال «إن من السابق لأوانه الحديث عن عودة إيران إلى سوق النفط». وطالب بيجن زنجنه وزير النفط الإيراني المنظمة بتقديم تطمينات بأن الأعضاء الآخرين سيفسحون المجال لطهران كي تضخ ما يصل إلى مليون برميل يوميا إضافية فور تخفيف العقوبات الغربية.كانت اجتماعات المجلس الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للبترول قد بدأت بكلمة محمد السادة وزير النفط القطري رئيس المجلس الوزاري الذي أكد فيها أن الأشهر السبعة منذ عقد الاجتماع الوزاري السابق فى (نوفمبر) الماضي شهدت كثيرا من المتغيرات في صناعة النفط الدولية.وأضاف السادة أن «الأسعار هبطت من نحو 77 دولارا للبرميل وقت انعقاد المؤتمر السابق إلى نحو 45 دولارا للبرميل فى (يناير) الماضي قبل أن تعاود الصعود مرة أخرى خلال الشهور الماضية». وأوضح أن هبوط النفط لم يكن طبيعيا حيث لعبت أنشطة المضاربة جزءا كبيرا ومحوريا فى الأزمة السابقة.وأشار السادة إلى أن الاستثمارات تأثرت كثيرا من تراجع الأسعار حيث تم تجميد كثير منها كما تم الاستغناء عن كثير من العمالة في هذا المجال، موضحا أن السوق تغيرت على نحو واسع وتمثل تحديا كبيرا للمنتجين والمستثمرين. وشدد السادة على أن «أوبك» تراقب السوق جيدا وتبحث فى كثير من الآليات لمواجهة متغيرات السوق «ونتوقع تعافي السوق على نحو ملموس وبشكل أكبر خلال النصف الثاني من العام الجاري».وقال السادة «إن الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري من المتوقع أن ينمو بنحو 1.2 مليون برميل يوميا وسيتركز حجم نمو الطلب فى الدول النامية». وأضاف أنه «بالنسبة للمعروض العالمي سيتراجع فى الدول غير الأعضاء فى «أوبك» خلال عام 2015 مقارنة بالأعوام السابقة»، مشيرا إلى أن النمو فى المعروض سيكون أقل من 700 ألف برميل يوميا هذا العام وأن هذا التراجع سيتركز في إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري وإنتاج كندا من النفط الرملي. وشدد السادة على ضرورة زيادة الاستثمارات النفطية لتلبية النمو المتوقع فى حجم الطلب العالمي في السنوات المقبلة.