نظمت كلية الصحة العامة بمركز العلوم الطبية في جامعة الكويت اليوم السبت ندوة بعنوان (الأمراض والإصابات في الكويت..هل يمكن تجنبها) شارك فيها باحثون متخصصون من منظمة الصحة العالمية ومن داخل الكويت وخارجها.
واعرب مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري في كلمته بالندوة عن الأمل بأن تكون الندوة بمنزلة خريطة طريق للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع مشيدا بالتعاون القائم بين المؤسسات الحكومية المعنية بالصحة ومنها جامعة الكويت.
واضاف ان مجالات الصحة العامة تعد أداة مهمة للوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة وجودة الحياة من خلال مكافحة الأمراض وتقديم الرعاية الصحية الآمنة ونشر الوعي الصحي وترشيد السلوكيات.
وذكر ان كليات مركز العلوم الطبية تبنت مجموعة من الاستراتيجيات والسياسات التي تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم الطبي اتساقا مع توجهات وطموحات الدولة لتنمية الموارد البشرية لخدمة التنمية المستدامة.
من جانبه قال القائم بأعمال عميد كلية الصحة العامة الدكتور هاري فاينيو ان الكلية عملت منذ انطلاق الندوة الاولى العام الماضي على تطوير البرامج الأكاديمية الخاصة بالكلية موضحا أن الكلية تتعاون مع عدة منظمات مثل منظمة الصحة العالمية وكليات الصحة العامة بالدول المجاورة لمزيد من التطور.
واوضح أن قضايا الصحة العامة باتت تتناول نمط الحياة والأمراض المؤدية إلى الوفاة مثل أمراض القلب و السكري والسرطان مبينا أن وجود فجوة كبيرة بين الطب الوقائي والطب العلاجي أمر غير سليم "لذا فنحن بحاجة إلى تحقيق التكامل بينهما".
وذكر أن تعزيز الصحة يعد أمرا أساسيا لمفهوم الصحة العامة الجديد حيث عرفها ميثاق أوتاوا عام 1986 باعتبارها عملية تمكين الناس من السيطرة على العوامل المحددة للحفاظ على صحتهم أي أن يكون الفرد مساهما فعالا في الحفاظ على الصحة بدلا من كونه مجرد متلق.
من جانبها قالت الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة بوزارة الصحة الدكتورة ماجدة القطان أن دور الوزارة لا يقتصر على توفير خدمات الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية بل يمتد ليصل إلى جميع جوانب الأفراد وصحة المجتمع.
واضافت أن المؤشرات الصحية العامة لدولة الكويت تشهد على الدور الفعال الذي تساهم به الصحة العامة في تحسين صحة المجتمع حيث تضع القراءة العامة للمؤشرات والإحصاءات الصحية العامة كمؤشرات وفيات الرضع ووفيات الأطفال والأجل المتوقع عموما عند الولادة الكويت في مصاف الدول المتقدمة. وكشفت أن الإحصاءات الصحية العامة في الكويت بينت أن الأمراض المزمنة غير السارية كأمراض القلب وجلطات الدماغ وأمراض السرطان تشكل العبء المرضي الأكبر في الكويت مبينة انه ذات نمط العبء المرضي في الدول المتقدمة التي يرتفع بها الأجل المتوقع للحياة وترتفع بها نسبة كبار السن بين إجمالي السكان .
وذكرت أن وزارة الصحة تضع التصدي للأمراض المزمنة غير السارية على رأس أولوياتها ووضعت استراتيجية وطنية شاملة للوقاية من الأمراض المزمنة غير السارية والتصدي لها بكل الوسائل وبالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة.
وعن محور الوقاية في مكافحة السرطان قال الدكتور رانجسوامي سانكرانارايانان من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في منظمة الصحة العالمية بمدينة ليون بفرنسا ان السرطان الأكثر شيوعا في العالم هو سرطان الرئة يليه سرطان الثدي ثم القولون والبروستات و المعدة ثم الكبد.
وكشف أن السجلات الصحية لدولة الكويت خلال 33 عاما أظهرت ارتفاع سرطان القولون بخمسة أضعاف لدى الرجال وأربعة أضعاف لدى النساء وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي عند النساء ثلاثة أضعاف وهي نفس نسبة تضاعف سرطان البروستاتا فيما ارتفعت نسبة الإصابة بسرطان الدم مرتين.
من جانبه ناقش الدكتور سامر جبور من الجامعة الأمريكية في بيروت التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على مستوى العالم العربي و المسؤولية الملقاة على عاتق كليات الصحة العامة في المنطقة لتقديم فكرة جديدة لأجندة الصحة العامة.
من جهته قال الدكتور جاكو توملهتو من معهد دسمان للسكري ان نصف الكويتيين الذين تتجاوز أعمارهم 50 سنة مصابون بالسكر مبينا ان من شان ذلك تقليل متوسط العمر للشخص المصاب 10 سنوات.
من جانبها ذكرت عضو هيئة التدريس في كلية الصحة العامة بجامعة الكويت الدكتورة دارلين الرضا ان الوفيات الناجمة عن إصابات حوادث الطرق هي المتسبب السادس للوفاة في الكويت مبينة انها تمثل 8 في المئة من الوفيات التي تحدث في الكويت كل عام.
واضافت ان الكويت نفذت العديد من الاستراتيجيات لجعل الطرق أكثر امنا مثل الحملات التوعوية والمرورية وتحسين الطرق داعية إلى الاستمرار في الجهود الرامية لتنفيذ أنظمة المرور وزيادة الوعي العام بمخاطر القيادة الخطرة.
يذكر ان الندوة الاولى للكلية العام الماضي سلطت الضوء على التحديات التي تواجه الرعاية الصحية في الكويت ومستقبلها.