اكد وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور اليوم الاربعاء تطابق وجهات النظر بين الكويت والسودان بشأن القضايا الثنائية والعربية لاسيما ما يجري في سوريا وليبيا والعراق واليمن والصومال.
ووصف غندور في تصريح خاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير للكويت في اطار جولة خليجية تشمل البحرين المباحثات التي اجراها الرئيس البشير مع سمو امير الكويت بانها كانت "مهمة " وتناولت كل القضايا الثنائية بين البلدين وفي مقدمتها القضايا السياسية والدبلوماسية.
وقال ان المباحثات تناولت كذلك الاستثمارات الكويتية في السودان وكيفية المضي بها قدما في ضوء مبادرة الامن الغذائي العربي التي أجازتها الجامعة العربية وأصبحت مبادر عربية بعد ان أقرت في القمتين العربيتين في نواكشوط وعمان.
واضاف ان "الزعمين اكدا خلال مباحثاتهما متانة العلاقات الكويتية - السودانية وعبرا عن رضاهما التام عن سير تطورها". وذكر "ان كلمة شكر لا تكفي لسمو الامير وحكومة وشعب الكويت على ما يقدمونه من دعم متواصل للسودان وكذلك على تبني مؤتمر اعادة الاعمار في شرق السودان الذي مضى عليه عشر سنوات وأقيمت فيه مشروعات كبيرة في ولايات شرق السودان الثلاث".
واوضح ان هناك دراسات لاكثر من 220 مشروعا في السودان منها 76 اصبحت جاهزة من حيث الجدوى الاقتصادية مؤكدا ان "دولة الكويت سيكون لها قصب السبق في اقامة بعض هذه المشروعات".
واشاد وزير الخارجية السوداني بالدور "المهم" الذي يؤديه الصندوق الكويتي لللتنمية الاقتصادية العربية والقطاع الخاص الكويتي في دعم المشروعات التنموية الحيوية في السودان معربا عن الامل ان يكون لهم دور كبير في المساهمة بدعم التنمية الشاملة في السودان.
وقال انه بعد استضافة الاشقاء في الكويت مؤتمر اعادة اعمار شرق السودان بدأت الجامعة العربية بتبني اعادة الاعمار في اطار الخطط الاستثمارية لدعم السودان والاستفادة من قدراته الكبيرة.
واضاف ان " دول الخليج لها دور مهم في هذا الجانب نظرا لما تملكه من مقومات استثمارية وخبرات كبيرة بالاستثمار في مجالات مختلفة ولاسيما في مجالات الزراعة والتصنيع الزراعي والثروة الحيوانية وحتى في مجالات النفط والمعادن اذ يمتلك السودان ثروات كبيرة".
وذكر ان "اشقاءنا في دول الخليج وافقوا على شراكة استراتيجية مع السودان سيجري توقيعها في اقرب فرصة بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي" موضحا ان " السودان لديه قانون استثمار متميز يقدم جميع التسهيلات الممكنة للمستثمرين العرب ويعد واحدا من افضل القوانين لتشجيع الاستثمار".
وقال ان السودان عاش فترة طويلة حالة من عدم الاستقرار السياسي الامر الذي لم يمكنه من استثمار قدراته وامكانياته في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية.
وشدد على ضرورة استفادة السودان من القيمة المضافة لثروته الحيوانية التي تقدر بنحو 120 مليون رأس تشمل مختلف أنواع الماشية ويمكن ان تكون نوادر لصناعات جلدية فاخرة و" خطوة كبيرة " في اطار التكامل الغذائي العربي.
وذكر غندور ان النقاش بين سمو الامير والرئيس البشير تطرق كذلك الى عدد من القضايا العربية وفي مقدمتها ما يجري في سوريا وليبيا والصومال والعراق واليمن.
واكد تطابق وجهات النظر بين البلدين حول ضرورة معالجة الازمات في المنطقة بشكل سلمي ولاسيما في اليمن لافتا الى دور الكويت في تقريب وجهات النظر بين الاطراف اليمنية.
وجدد في هذا الصدد دعم السودان الكامل لليمن وحكومته الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.
وحول القضية الفلسطينية اكد الوزير غندور موقف السودان الثابت تجاه القضية المركزية للعرب داعيا الى انهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حين اكد دعم بلاده للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا برئاسة فايز السراج وصولا الى تحقيق تسوية سياسية بين الفرقاء.
وعن الازمة السورية شدد على ضرورة التركيز على قرارات القمم العربية السابقة مجددا موقف بلاده بضرورة انهاء معاناة الشعب السوري من خلال التوصل الى حل سلمي يحقق الامن والسلام في سوريا ويحافظ على وحدتها "ارضا وشعبا".
كما اعرب غندور عن الامل في أن يسود الامن والاسلام في العراق وان ينجح في مكافحة خطر الارهاب ويحقق تطلعات الشعب العراقي مشددا على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق العربي المشترك للتصدي لآفة الارهاب الذي يستهدف الانسان.
وجدد في الوقت ذاته ادانة الخرطوم للاعمال الارهابية التي تستهدف مملكة البحرين مؤكدا حقها في اتخاذ ما يلزم من اجراءات لحماية امنها وسلامة شعبها.
ودعا غندور الى تضافر الجهود العربية لانقاذ الشعب الصومالي من شبح المجاعة وخطر الجفاف.
وقال ان الرئيس السوداني قدم لسمو الامير شرحا عن الاجواء التي يشهدها السودان حاليا بعد انتهاء جلسات الحوار الوطني وتنفيذ مخرجات الحوار بعد تعيين رئيس لمجلس الوزراء وتعديل الدستور الى جانب السلام في اقليم دارفور وقرارات الامم المتحدة بشأن استراتيجة الخروج التدريجي للبعثة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) من الاقليم بعد استتباب السلام.
واضاف ان النقاش تناول كذلك مجمل القضايا الدولية ولاسيما ما يتعلق بالحصار على السودان والذي جرى رفعه جزئيا من قبل الولايات المتحدة وكذلك علاقات السودان الخارجية ودور الكويت في دعم كل تلك القضايا.
وتابع " نحن أقمنا حوارا مع الولايات المتحدة منذ نحو عامين لمناقشة العلاقات الثنائية وخاصة الحصار الاقتصادي الذي استمر 20 عاما ووضع السودان في قائمة الدول الداعمة للارهاب علما انه من الدول المحورية بمكافحة الارهاب وله تعاون استخباراتي مع وكالة الاستخبارات الامريكية".
وقال ان الحوار تركز كذلك حول السلام في المنطقة ودور السودان المحوري في تحقيق السلام في جنوب السودان وافريقيا الوسطى ودوره في ليبيا ومنع الهجرة غير الشرعية اضافة الى دور السودان في تعزيز العلاقات بين اثيوبيا واريتريا وكذلك بين اثيوبيا ومصر فيما يتعلق بسد النهضة.
واضاف ان "الطرفين الامريكي والسوداني التزما بخريطة طريق للتعاون المشترك بعد ان اقتنعت الادارة الامريكية في عهد الرئيس باراك اوباما بان السودان أوفى بما عليه من التزامات ونحن من جانبنا نقول ان واشنطن أوفت كذلك بالتزاماتها ورفعت العقوبات في آخر ايام عهد الادارة السابقة بناء على قرار اتفق عليه بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي".
وذكر "نحن بانتظار ادارة الرئيس دونالد ترامب والتي نثق بتقديرها برفع العقوبات نهائيا في شهر يوليو المقبل لاسيما ان التعاون بين البلدين مستمر في مكافحة الارهاب وتحقيق السلام في جنوب السودان والمنطقة وحتى في تقديم الدعم الانساني للاجئين والنازحين".
وحول دور السودان في اليمن قال غندور ان السودان يؤدي ثلاثة ادوار باليمن تتضمن حراسة بعض المنشآت الاستراتيجية وتدريب الجيش الوطني اليمني اضافة الى حماية ظهر القوات المقاتلة والمشاركة المباشرة.
واضاف ان "خمسة من الجنود السودانيين لقوا حتفهم أول من أمس في اليمن مقدمين أرواحهم دعما للشرعية اليمنية وللتحالف العربي".
وكان الرئيس السوداني غادر والوفد الرسمي المرفق له البلاد في وقت لاحق اليوم بعد زيارة رسمية استمرت يومين أجرى خلالها مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد.