كعادتها استطاعت المشاركة الكويتية بمهرجان الشارقة القرائي للطفل الارتقاء نحو سماء الابداع وخطف انظار زوار المهرجان عبر اعمال فنية ومسرحية وثقافية مميزة.
وتمثلت المشاركة الكويتية بعمل مسرحي رائع يحمل اسم (مصنع الككاو) اضافة الى مشاركة عدد من الكاتبات الكويتيات في جلسات نقاشية وندوات اظهرن خلالها طرح العديد من الاراء والاقتراحات التي من شأنها تحقيق الفائدة للاطفال.
واستمرارا لسلسة ابداع المسرح الكويتي رسمت المسرحية الكويتية الهادفة (مصنع الككاو) لوحات استعراضية غنائية ممتعة ممزوجة بحوارات شائقة ذات طابع فكاهي اذ دارت احداث المسرحية حول طاهية تبذل كل جهدها لتحقيق اهدافها وطموحاتها.
ونجحت المسرحية في خطف انظار الزوار ونيل اعجابهم من خلال ابداع طاقم المسرحية المتمثل بكوكبة من نجوم الفن بالكويت وهم الهام الفضالة ويعقوب عبدالله وصمود الكندري وحسين المهدي ولولوة الملا والمخرج المتالق علي العلي.
وعن الجلسات النقاشية والندوات كان للكويت مشاركة مميزة عبر كاتباتها المتألقات اذ ابدعت الكاتبة عواطف البدر والكاتبة الفائزة بجائزة الشيخ زايد الثقافية لطيفة بطي وكاتبة قصص الأطفال الكويتية هبة مندني في مناقشة مستقبل ادب الطفل.
وايمانا باهمية تنشئة الاطفال بطرق سليمة وصحيحة ركزت الكاتبة البدر في ندوة علي هامش المهرجان بعنوان (اجيال مغايرة) على دور العائلة والمؤسسسة التربوية والتعليمة في تصحيح مسار الأجيال الصاعدة وأهمية العمل على النهوض بها عبر مشروع معرفي ثقافي يبدأ من حكايات ما قبل النوم.
وقالت الكاتبة البدر خلال الندوة ان مهمة أدب الطفل اليوم هي ترسيخ قيم وثوابت في الأطفال واليافعين ليكونوا في السنوات المقبلة شبابا مدركين قادرين على اختيار ما يناسبهم ويطور من مستواهم في مختلف المجالات.
واضافت ان مهمة الأسر والمؤسسات الحكومية تزداد اليوم أكثر من أي وقت مضى لما يشهده العصر من متغيرات تجذب الأجيال الجديدة "وتوجههم نحو اهتمامات تضيع وقتهم في اغلب الاحيان". واشارت إلى أن الادب هو احدى اهم الأدوات التي يمكنها أن تساعد في النهوض بالأجيال وفتح مداركهم وتعزيز رؤاهم حول قيمة العمل وأهمية الوقت.
من جانبها قالت الكاتبة الكوييتة هبة مندني في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائي ان المهرجان يعتبر من أهم الفعاليات الثقافية المعنية بالطفل في المنطقة وهو فرصة لتبادل الافكار الإبداعية الفنية حول مجال ادب الطفل العربي وكيفية تطويره.
وأشادت مندني عقب مشاركتها في جلسة حوارية بعنوان (الطفل كما يتصوره الأدباء) وندوة ( دور الكتب في تطوير ذائقة الأطفال) بمستوى تنظيم المهرجان وبالدور الفعال الذي تسهم به هيئة الشارقة للكتاب وجهود حكومة الشارقة لتشجيع الأطفال على القراءة وإشراك الكتاب والمبدعين والناشرين العرب في إثراء الحركة الثقافية المعنية بأدب الطفل. ودعت الكاتبة الكويتية إلى تشجيع أبناء اليوم على القراءة وتحبيبهم في الكتاب الورقي "خصوصا بعدما سحبت وسائل التكنلوجيا الحديثة البساط من تحته". واشارت الى ضرورة الاهتمام بشريحة الأطفال من خلال تنظيم مهرجانات مشابهة لهذا المهرجان في جميع أنحاء العالم العربي مؤكدة ان تلك الفعاليات تعد "استثمارا هاما للأجيال القادمة".
من ناحيتها قالت الكاتبة الكويتية لطيفة بطي خلال مشاركتها بجلسة نقاشية حملت عنوان (استلهام الموروث في ادب الأطفال) انه من الضروري ان يستمع الكاتب لحكايات الكبار المليئة بالمحبة والمشاعر النقية والقيم ليشكل بذلك خزينة في الذاكرة تعينه على كتابة قصص اطفال غنية بالموروث الشعبي الثقافي. واكدت بطي انها بعد توسعها في قراءاتها وجدت مقاربات كثيرة بين الموروث المحلي الكويتي والعالمي فسلكت طريقا أدبيا يجمع بين الثقافات وكونت أسلوبها الخاص في كتابة أدب الطفل الذي أتاح لها النجاح والحصول على جوائز كثيرة.
وقالت الكاتبة انها اعادت كتابة العشرات من الحكايات الشعبية الكويتية وتقديمها للاطفال بصورة مناسبة تحفزهم على التعلق بهويتهم وموروثهم الشعبي وحفظ تلك الحكايات من الاندثار كما قامت باعادة بعض الشخصيات الخرافية الكويتية بصورة ظريفة للاطفال.
وذكرت ان كتابها الموجه للأطفال وعنوانه (بلا قبعة) فاز أخيرا بجائزة الشيخ زايد للكتاب ما يدل على المستوى العالي الذي وصل إليه ادب الطفل في الكويت موضحة انه سوف يتم تكريمها ضمن فعاليات معرض ابو ظبي الدولي للكتاب والذي ينطلق في ال26 من الشهر الجاري. وشهد مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي يقام حتى ال29 من أبريل الجاري اقبالا لافتا خلال الأربعة أيام الأولى من انطلاقه حيث وصل عدد زواره الى 110 آلاف زائر وذلك بحسب اللجنة المنظمة. وجمع المهرجان بين الجانب العملي والأكاديمي البحثي المتخصص في الأطفال إذ لم يكتف بالورش التفاعلية وإنما استضاف نخبة من الكتاب والناشرين والباحثين في ندوات وجلسات نقاشية حول مستقبل أدب الطفل وأثر التكنولوجيا المعاصرة على الأجيال الجديدة وتأثير الإعلام المعاصر على سلوك ومدارك الأطفال مستقبلا وغيرها من الندوات والجلسات.