ناقش الملتقى الاعلامي العربي اليوم الاثنين ضمن جلساته لليوم الثاني موضوع الثقافة الاعلامية والرسالة الايجابية والمسؤولية الاجتماعية للاعلام وما يجب ان يقدمه الاعلام للجمهور بحيث تكون مادته ذات محتوى قيم.
وحاضر في الجلسة الامين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكويتي محمد العسعوسي والمدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر الدكتور خالد السليطي ورئيس قطاع الاخبار في سلطنة عمان الدكتور يوسف الهولي ومدير مكتبة الاسكندرية الدكتور خالد عزب وادار الجلسة الاعلامية الدكتورة بروين حبيب.
وقال العسعوسي في محاضرته ان للكويت دورا كبيرا بالعمل الثقافي حيث يقوم المجلس الوطني بايصال رسالة الكويت الثقافية وتوجيه انظار المجتمع لمتابعة القضايا الثقافية الى جانب عكس دور الكويت الثقافي من خلال تنظيم المهرجانات والاسابيع والفعاليات الثقافية وتوقيع الاتفاقيات في هذا الشأن.
وبين انه على الرغم من ان الكويت تتمتع بسقف عال من الحريات ولديها مساحة كبيرة للعمل الثقافي الا ان هناك اشكالية تمر بها معظم المؤسسات الثقافية ومعوقات تحد من الحركة احيانا.
واضاف ان الواقع الثقافي في الكويت والعديد من دول الخليج يواجه معوقات كبيرة جزء منها الواقع الاجتماعي والسياسي وغيرها من الامور التي تجعل المؤسسات الثقافية لا تقوم بالدور كما تطمح له.
وقال انه لابد من بذل الجهد للوقوف في وجه تلك المعوقات حتى يقدم العمل الثقافي كما يجب ان يكون دون قيود كما يجب ان تفرض المؤسسات اجندتها الثقافية التي تحد من الافكار السوداء مثل التطرف وغيرها.
وذكر ان بعض المؤسسات الثقافية تتعامل مع الفعل النخبوي اي انها تتعاطى مع العمل الثقافي لنخبة وفئة معينة بحيث يكون موجها لهم مضيفا انه "مع تنوع الوسائل الاعلامية اصبح هناك توسع كبير في هذا المجال".
ومن جانبه رأى الدكتور الهولي انه توجد مشكلة في الوقت الحالي وهي ان الاعلام الثقافي لا يدرس في المدارس والجامعات فيما كان لدى المدرسين في السابق من مصر وفلسطين مفهوم الاعلام الثقافي ب"السليقة" لانهم كانوا محبين للادب والشعر والثقافة.
وقال "اما اليوم فهناك خلط ما بين مفهوم الثقافة الاقليمي والوطني والعربي والمفهوم الثقافي القادم من الغرب حيث اصبح الاخير يؤثر بشكل واضح على الاول بسبب تنوع وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام.
ومن ناحيته قال الدكتور السليطي ان جميع الارقام التي خرجت من الامم المتحدة في التنمية البشرية تدل على ان هناك تراجعا في القراءة في العالم العربي خلال ال20 سنة الماضية.
وذكر ان (كتارا) تبحث في اسباب هذا التراجع وتسعى للحد منه مشيرا الى عدة مبادرات قامت بتبنيها ولا سيما في المجال الثقافي مثل الرواية.
وبين ان عدد الذين قدموا رواياتهم الى (كتارا) خلال المرحلة الاولى من الجائزة لم يتجاوز 250 مشاركا لكن العدد ناهز 1200 مشاركا في النسخة الاخيرة منها.
وشدد على ان هذا يؤكد ان لدى المؤسسات الثقافية القدرة على تغيير واقع العالم العربي وثقافة الانسان العربي و"لا مانع من وجود جوائز ومحفزات تدعم هذه العملية وتطورها".
من جهته تحدث الدكتور عزب عن مكتبة الاسكندرية وما تتحمله من مسؤولية اجتماعية مبينا دورها الكبير في توفير المعلومة لتكون متاحة للجميع وترجمتها الى لغات مختلفة.
وقال ان المكتبة تقوم على مشروع ضخم يضم كل الدوريات الثقافية العربية وصور وافلام ووثائق وطوابع مشيرا الى انها ركزت بشكل كبير على ما يخص العراق.
وقال "قمنا بجمع مواد ثقافية كثيرة من العراق وليبيا وسوريا لاننا ندرك انه وخلال سنوات سنفقد جزءا كبير من تراثنا الثقافي" مشيرا الى ان المكتبة تعمل بصمت منذ سنوات بهدف جمع تلك المواد.
يذكر ان الملتقى الاعلامي العربي الذي افتتح امس في دورته ال14 يأتي تحت شعار (الاعلام حياة) برعاية سمو رئيس مجلس الوزارء الشيخ جابر المبارك الصباح.