اعلن المتمردون اليمنيون وحلفاؤهم أمس الثلاثاء بعيد وصولهم الى جنيف للمشاركة في محادثات السلام التي تشرف عليها الامم المتحدة، انهم يرفضون اي حوار مع الحكومة اليمنية وطالبوا باجراء محادثات مباشرة مع السعودية.
 
 
وتسعى الامم المتحدة الى اقناع وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها من جهة والمتمردين من جهة ثانية بالموافقة على هدنة لوقف المعارك في حال عدم التوصل الى اتفاق.
 
 
وفي مؤتمر صحافي في جنيف، اعلن العضو في وفد المتمردين محمد الزبيري ان الحوثيين وحلفاءهم يرفضون اي حوار مع الحكومة اليمنية ويطالبون بالتباحث مع السعودية التي تقود تحالفا عربيا يشن غارات ضد الحوثيين منذ 26 مارس.
وقال الزبيري “نرفض اي حوار مع هؤلاء الذين لا يملكون اي شرعية”، متسائلا “كيف نتحاور مع هؤلاء الذين يقتلون اطفالنا؟». 
 
 
وطالب الزبيري “بالحوار مع السعودية لوقف العدوان”، في اشارة الى الغارات الجوية لطائرات التحالف العسكري بقيادة الرياض ضد الحوثيين وحلفائهم.
 
 
وتأتي محادثات جنيف في حين تتواصل الغارات الجوية لطائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد مواقع الحوثيين، المدعومين من ايران، وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
واسفرت تلك الحرب التي صعدت التوترات بين السعودية وايران عن مقتل 2600 شخصا على الاقل منذ  مارس الماضي، وفق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وكان وفد المتمردين من الحوثيين، المدعومين من ايران، وحلفائهم من الموالين لصالح غادر صنعاء بعد ظهر الاحد على متن طائرة تابعة للامم المتحدة، الا انها توقفت في جيبوتي حوالى 24 ساعة.
واتهم المتمردون مصر والسودان بعدم السماح لطائرتهم بالتحليق في اجوائهما.
 
 
وقال الدكتور عادل الشجاع احد اعضاء مجموعة صالح ضمن وفد المتمردين لوكالة فرانس برس بعد وصوله الى جنيف ان “التأخر كان قرارا اتخذ في الرياض كمحاولة منها لعرقلة المباحثات، فالرياض طلبت من حلفائها ان ينفذوه” في اشارة الى تأخر الرحلة التي انطلقت الاحد من صنعاء وتوقفت طويلا في جيبوتي.
 
 
واكد الشجاع ان “الاميركيين وسلطنة عمان تدخلوا” ليكمل الوفد طريقه الى جنيف.
وفي بيان على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، شكر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام سلطنة عمان “على جهودها الطيبة” لضمان مواصلة الرحلة الى جنيف.
 
 
وسلطنة عمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تشارك في التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن منذ 26 مارس، وهي تحافظ على علاقات جيدة مع السعودية وايران في آن.
وفي نهاية مايو، استضافت سلطنة عمان محادثات بين الحوثيين والولايات المتحدة.
وكان من المفترض ان ينضم وفد المتمردين أمس الثلاثاء الى المحادثات برعاية الامم المتحدة، الا انه وبسبب المواقف المتباعدة بين الطرفين، فضلت الامم المتحدة اجراء مشاورات مع كل طرف على حدة بشكل اولي.
والتقى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين في جنيف ممثلين عن الحكومة اليمنية والموجودة في السعودية، وقال “لقد شددت على اهمية هدنة انسانية ثانية لمدة اسبوعين” مضيفا ان “رمضان يبدأ بعد يومين ويجب ان يكون فترة وئام وسلام ومصالحة».
 
وتصر حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على انسحاب المتمردين من كافة المناطق التي سيطروا عليها قبل اي اتفاق على وقف اطلاق النار.
 
وفي العام 2011 وضمن موجة التظاهرات التي عمت دولا عربية في ما عرف بـ”الربيع العربي” كانت اليمن الدولة الوحيدة التي تم التوصل فيها الى مبادرة تخلى خلالها صالح عن السلطة بعد 33 عاما على رأس السلطة، مقابل ان يبقى في اليمن ويحصل على حصانة.
 
 وقبل فراره من اليمن الى السعودية اثر تقدم الحوثيين نحو مدينة عدن الجنوبية بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، كان الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي جعل من اوليته محاربة تنظيم القاعدة بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة.