وقع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الامريكي دونالد ترامب في الرياض اليوم السبت على إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة ان المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية يكرسان نفسيهما لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية للقرن ال21 ولرسم مسار مجدد نحو شرق أوسط ينعم بالسلام حيث التنمية الاقتصادية والتجارة والدبلوماسية سمات العمل الإقليمي والعالمي.
وشدد الإعلان على أنه لتحقيق هذه الغاية يرحب البلدان بحقبة جديدة من شراكتهما الاستراتيجية مبنية على ثقتهما المستمرة ومصالحهما المشتركة.
وأضاف أن البلدين يخططان لتشكيل مجموعة استراتيجة تشاورية مشتركة يستضيفها خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي أو من ينوب عنهما من المسؤولين الملائمين لرسم مسار هذه الشراكة الاستراتيجية مشيرا الى أن المجموعة ستجتمع مرة واحدة على الأقل في السنة بالتناوب بين البلدين لمراجعة مجالات التعاون.
وأكد الإعلان أن البلدين تشتركان في رغبتهما في التصدي لتهديدات مصالح امنهما المشتركة ومن ثم فان الرياض وواشنطن تسعيان لاطلاق مبادرات جديدة لمكافحة خطاب التطرف العنيف وتعطيل تمويل الإرهاب وتعزيز التعاون الدفاعي.
وشدد على أن من ينتهجون التطرف العنيف ويهددون السلام في الشرق الأوسط سيجدون عددا متزايدا من الشركاء الإقليميين وقد اصطفوا ضدهم يتصدون لعدوانهم ويزرعون بذور السلام.
ووفق إعلان الرؤية المشتركة أعرب الجانبان عن أملهما في أن تقوم الحكومات المسؤولة التي ترغب في الالتزام بالسلام بالبناء على هذه الجهود تحقيقا لهذه الأهداف.
وأكد أن إيجاد هيكل أمني إقليمي موحد وقوي أمر بالغ الضرورة للتعاون حيث ينوي الجانبان توسيع رقعة عملهما مع بلدان أخرى في المنطقة خلال الأعوام القادمة لتحديد مجالات جديدة للتعاون.
وقال ان الجانبين طورا على مدى تاريخهما شراكة بناءة مبنية على الثقة والتعاون والمصالح المشتركة.
وأضاف الاعلان "اننا نقف اليوم معا للتصدي لأعدائنا المشتركين وتوثيق أواصر الروابط ببنا ورسم مسار نحو السلام والازدهار للجميع".
وقد جرت عقب التوقيع على الرؤية المشتركة مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات والفرص الاستثمارية بين المملكة والولايات المتحدة التي تفوق قيمتها الإجمالية 280 مليار دولار ستسهم بحسب ما اورته وكالة الانباء السعودية (واس) في نقل المعرفة وتوطين التقنية وبناء استثمارات وصناعات واعدة ستوفر مئات الآلاف من فرص العمل في كلا البلدين.
وشملت الاتفاقيات تبادل ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مذكرتين بين حكومتي البلدين ممثلتين في وزارتي الدفاع لتحديث وتطوير القوات المسلحة السعودية بالقدرات الدفاعية.
كما تم تبادل اتفاقية شراكة لتصنيع طائرات (بلاك هوك) العمودية في المملكة بين رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد ورئيسة شركة (لوكهيد مارتن) مارلين هيوزن اضافة الى تبادل (4) اتفاقيات في مجال الصناعات العسكرية بين شركة الصناعات العسكرية السعودية وكل من شركة (لوكهيد مارتن) وشركة (ريثيون) وشركة (جينرال داينامكس) وشركة (بوينغ).
وجرى تبادل مذكرة تفاهم في المجال التكنولوجي بين الشركة السعودية لتقنية المعلومات وشركة (أبتيك) وكذلك تبادل اتفاقية في مجال توليد الطاقة بين وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح ورئيس شركة جنرال اليكترك الامريكية جون رايس فيما تم كذلك تبادل اتفاقيتين في مجال تصنيع المنتجات عالية القيمة بين السعودية وشركتي داو كيمكلز وجنرال اليكترك.
وشملت الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين السعودي والامريكي كذلك تبادل اتفاقيتين في مجال الاستثمار في التقنية والبنية التحتية ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة وشركتي سوفت بنك وبلاكستون اضافة الى تبادل اتفاقية في مجال الاستثمارات البتروكيمياوية لتأسيس مصنع للايثيلين في الولايات المتحدة بين شركة سابك وشركة إكسون موبيل الامريكية.
وفي مجال خدمات النفط والغاز تم تبادل العديد من الاتفاقيات بين شركة أرامكو السعودية وشركات إن أو في وروان السيد ونابورز وهاليبرتون وشلمبيرجير ويذر فورد ومكديموت وهوني ويل وجينرال إليكتركس وجيكوبز واميرسون فيما تم في مجال التعدين وتطوير القدرات البشرية تبادل ثلاث اتفاقيات بين شركة معادن السعودية وكل من شركة الكوا وموسايك وفلور.
اما في مجال الاستثمارات الصحية فقد تم تبادل اتفاقية لبناء وتشغيل عدة مستشفيات في المملكة بين مجموعة العليان السعودية وشركة سلكت ميدكل الامريكية وفي مجال النقل الجوي تبادل اتفاقية شراء طائرات بين شركة طيران السعودية الخليجية وشركة بوينغ الامريكية وفي مجال الرقمنة تبادل اتفاقية بين الشركة السعودية للكهرباء وشركة سيسكو وفي مجال الاستثمارات العقارية تم تبادل اتفاقية بين مجموعة الجفالي السعودية وشركة كليمينت للتطوير اضافة الى تبادل اتفاقية لبناء مركز تخزين معلومات بين شركة صفاناد السعودية وشركة اندستري كابيتال الامريكية.
وجرت مراسم تبادل الاتفاقيات بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين السعودي والامريكي وذلك عقب مباحثات رسمية جرت في الرياض اليوم بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي بدا زيارة رسمية للسعودية في مستهل اول جولة خارجية له منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية في يناير الماضي.