يحتفل المسلمون في أستراليا بشهر رمضان المبارك هذا العام على غرار الأعوام الماضية وسط أجواء روحانية يتبادلون فيها الزيارات والتهاني وإقامة موائد تجمع الأحبة والأصدقاء، وعلى الرغم من اشتراك المسلمون في كل بقاع العالم في الكثير من العادات والتقاليد الرمضانية، إلا أن الأجواء الاحتفالية تختلف من بلد لآخر.
في أستراليا يبلغ عدد المسلمون نحو 700 ألف مسلم، ويحل الإسلام في المرتبة الرابعة من حيث التعداد بها ويشكل ما نسبته 3% من سكان استراليا. ويمضى مسلمو أستراليا، التي تمر بفصل الشتاء حاليًا، نحو 11 ساعة صائمين.
دخول الإسلام لأستراليا
دخل الإسلام إلي أستراليا عبر الهجرة، ثم التجارة من مسلمي إندونيسيا الذين تعاملوا قديما مع تجار استراليا، إضافة لهجرة أبناء الشرق الأوسط والبلقان ودول أسيا وأفريقيا، منذ القرن التاسع عشر مع هجرة الأساطيل التي تحمل التجار من إندونيسيا إلي استراليا ثم هجرة التجار الأفغان الذين رحلوا باستراليا أيضا لاستيراد الجمال من صحرائها عام 1860.
وما إن دخل القرن العشرين تقلصت الهجرة لاستراليا واقتصرت علي الدول الأوروبية رغبة في استقبال الجنس الأبيض بدافع العنصرية مما أدي إلي هجرة الكثير من مسلمي ألبانيا والبوسنة الذين بنو المساجد في شيبارتون، وفيكتوريا عام 1960، ثم أول مسجد في ملبورن 1963، وكذلك أسس البوسنيون مع الألبان الجمعية الإسلامية المتعددة الأعراق في فيكتوريا 1961، والجمعية الإسلامية في كارلتون ولهذا فقد أثرا معا في زيادة تعداد المسلمين في استراليا وبعد الحرب العالمية الثانية كانت استراليا في حاجة ماسة إلي المهاجرين من أجل التنمية فبدأت الهجرة من البوسنة والهرسك، ومن الأتراك، وبعد عام 1975 والحرب الأهلية في لبنان بدأت هجرة اللبنانيين الذين استقروا في سيدني وشكلوا أكبر مجموعة عرقية للمسلمين في استراليا،
وبدأت الهجرة للمسلمين بعد عام 1971 من دول كلبنان وماليزيا وإندونيسيا وأفغانستان وبنجلادش وباكستان والفلبين ومن مصر والسودان والصومال ثم منطقة البلقان مما شجع علي وجود جالية مسلمة كبيرة متعددة الأعراق والجنسيات تشكل من جيلها الأول الجيل الثاني والثالث الآن لتصبح الأعياد والمناسبات الدينية فرصة ثمينة لغرس الجذور الثقافية والدينية الأصيلة في عقول الأبناء الذين ينتمون للثقافة الاسترالية.
رؤية الهلال
يبدأ رمضان في استراليا بالتثبت بالعين المجردة من رؤية الهلال مما يسبب الاختلاف بين الجاليات عند تحري أهلة الشهور العربية.وتبدأ التحضيرات للشهر المبارك قبل دخوله بأيام، حيث يقوم المسلمون بشراء السلع الرمضانية والتحضير لموائد الإفطار
تبادل الزيارات والتهاني.