للمجتمع الفلسطيني عادات في شهر رمضان المبارك ومظاهر للأحتفال بهذا الشهر الكريم, فكيف يستقبل الفلسطينيين رمضان وكيف يعيشون أجوائه؟  لكل دولة عادات في شهر رمضان المبارك تميزها عن غيرها من الدول، هذه العادات تمثل ثقافة وحضارة هذا المجتمع أو ذاك، وفي المجتمع الفلسطيني المسلم تتشابه كثير من العادات مع عادات الشعوب الإسلامية، النابعة من الإسلام العظيم، ففي رمضان يزداد الكرم والجود، وتزداد العلاقات الاجتماعية تحسنا، ولمعرفة المزيد عن عادات الشعب الفلسطيني في رمضان التقينا بعدد من المواطنين الفلسطينيين . التكافل في رمضان  الحاجة أم فتحي العريني (في الستينات من العمر ) أبت في بداية حديثها معنا إلا أن تحدثنا عن قريتها التي وُلِدَت وعاشت طفولتها فيها فقالت: أنا من قرية يبنا قضاء الرملة ويحد يبنا من الجنوب السدود ومن الشمال يافا ومن الشرق زرنوقه ومن الغرب البحر ، وقد اشتهرت بلدنا بالزراعة .  وأضافت أم فتحي كان الناس قبل رمضان بيومين أو ثلاثة يحضرون جرات فخار و(قلل) للماء ، بالإضافة إلى بعض الحاجيات ويصنعون الجبنة والشعيرية على أيديهم ، كما كان أهل يبنا يقدموا للفقراء قبل حلول شهر رمضان ما يحتاجونه من طحين وعدس وفول ، وفي بداية رمضان كان من لديه مزرعة يقدم للفقراء الخضار والفواكه ، كما أن أهل القرية كانوا يخرجون زكاتهم في بداية الشهر حتى يتمكن مستحقوها من شراء ما يحتاجونه ، وفي العيد كان الجار الذي يعمل ومعه فضل زاد لا ينسى أبناء جاره الذي مات أو الذي لا يعمل لمرض أو ما شابه ، فيشتري لهم الملابس والطعام كما يشتري لأبنائه بالضبط ، وفي أيام العيد يقوم رجال القرية بزيارة الأيتام والفقراء وقد كان في البلدة ( مجلس للقرية) يتجمع فيه الشباب والرجال وكل واحد منهم يحضر ما عنده من طعام ويتناولون طعام الإفطار مع بعضهم وكذلك السحور ، كما كانوا يصلون الصلوات وصلاة التراويح في المجلس لقلة المساجد في ذلك الحين ، ولم يكن هذا المجلس يغلق أبدا ، وإذا جاء غريب على القرية يحتضنه المجلس فيبيت فيه ويأكل ويشرب على حساب المجلس ، وقد وضع فيه صندوق للغرباء الذين يأتون إلى القرية في رمضان وفي غيره من الشهور .  وقالت الحاجة أما الأطفال فكانوا يلعبون بالفوانيس ، وقد كانت عبارة عن وعاء يوضع به كاز وبه فتيلة يتم إشعالها . رمضان سابقا أجمل أما الحاجة أم صقر (في السبعينات من العمر ) والتي تسكن في مدينة غزة فتقول:إن الناس كانوا يتناولوا طعام الإفطار عند بعضهم البعض وكذلك السحور ، وقد كان ميسور الحال يساعد الفقراء والأرامل والأيتام ، كما كانوا في المساجد يقيمون الولائم للفقراء ، مشيرة إلى انه بعد تناول الإفطار يتبادل الناس الزيارات فيما بينهم وأضافت أم صقر: إن غالب الناس كانوا فقراء فعندما يحصل الواحد منهم على نصف أوقية من اللحم في رمضان ليطبخها كان يشعر بسعادة كبيرة جدا ، ومع ذلك كنا في غاية السعادة ، أما الآن فأصبحنا في خيرٍ ونعمةٍ أكثر إلا أننا لا نشعر بتلك السعادة وذلك الاطمئنان الذي كنا نتمتع به سابقا ، فقد احتل اليهود أرضنا واصبحوا يقتلوننا صباح مساء . تزداد الأواصر الأسرية وقال أبو أحمد عبد الواحد ( 49 عاما ):إن شهر رمضان كله خير وبركه ففيه تزداد أواصر العلاقات الاجتماعية والأسرية بين الأسرة الواحدة وبين العشيرة.