أكد محافظ حولي الفريق أول متقاعد الشيخ احمد النواف أن تداعيات حادث تفجير مسجد الإمام الصادق وما صحبها من ردة أفعال شعبية ورسمية أثبتت ما لا يدع مجال للشك أن الكويتيين نسيج واحد لا يتجزأ مهما مرت بهم المحن.
وقدم الشيخ أحمد النواف خلال اجتماعه مع مدير إدارة المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية صباح أمس بديوان عام المحافظة، المهندس ماجد شعيب وعدد من مسئولي المساجد الجعفرية، التعزية للكويت وأهلها في شهدائها الذين قضوا ضحية الإرهاب الغادر داعيا المولى عزل وجل أن يرزقهم الجنة.
ودعا المساجد إلي ضرورة اعتماد منهج الوسطيه وإيصال رسالة واضحة من خلال الخطب والمحاضرات في المساجد تحث علي الوسطية والبعد عن التطرف والمغالاة وتؤكد علي دعم أواصر الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة.
وأوضح أن وجود سمو أمير البلاد وسمو ولي عهده وسمو رئيس الوزراء في موقع الحادث فور حدوثه دلالة على تلاحم الشعب وقيادته الحكيمة وعلى رأسها سمو الأمير حفظه الله.
وقال النواف : نعزي أنفسنا وكل الشعب الكويتي في مصابنا الأليم الذي أثبت وحدة هذا الشعب الذي وان تباينت آرائه وأفكاره وهي سنة الحياة إلا انه إذا حلت المحنة تناسوا خلافاتهم ووقفوا صفا واحدا خلف القيادة التي أرسلت رسالة للعالم اجمع مفادها إلا تفرقة بين مواطن وآخر على اى أساس، مشيرا إلى أن مشهد العزاء في مسجد الدولة الكبير أظهر أسمى معاني الوحدة والتضامن وقدم رسالة واضحة للعالم من دون أى تعليق.
وطالب النواف مسئولي المساجد جميعها بالحرص الشديد والدقة في الإجراءات الاحترازية والتواصل مع الداخلية لزيادة الأمن والاتفاق على وضع كاميرات في أماكن بارزة داخل وخارج المساجد لتتمكن من المراقبة وبالتالي اكتشاف اية مشاكل قبل حدوثها، لافتا إلى أن وزارة الداخلية عقب الحادث كثفت جهودها بشكل واضح.
وشدد على ضرورة تأمين كل مساجد الكويت والحسينيات بشكل يتيح لمرتاديها أداء الفرائض الدينية بأمان، مؤكدا علي أهمية التنسيق والتواصل مع المحافظة والجهات المعنية بما يخدم المصلين، اضافة الي ضرورة التحرك السريع لمخاطبة وزارة الأوقاف بتركيب كاميرات المراقبة التي تعزز من الإجراءات الأمنية.
 وأشار إلى ضرورة التنسيق بين كل الجهات المنوطة بالمساجد وزارتي الداخلية والأوقاف والمحافظة وأصحاب المساجد الشيعية والحسينيات للإبلاغ عن أي فاعلية أو أية شعائر عامة أو خاصة تقام ليتسنى للأمن وضع الإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى ضرورة مخاطبة المحافظة أيضا للتنسيق مع الداخلية، مؤكدا أن المحافظة لن تتوانى عن بذل أي جهد للتعاون والتنسيق في هذا الأمر مع الجهات المعنية.
وأكد على ضرورة بث رسالة طمأنينة للمصلين حتى لا يخافون ارتياد بيوت الله، فعلينا تكثيف وجودنا في مساجدنا بشكل أكثر من ذي قبل فلا يجب ان يؤثر هذا الحادث على إقبال الناس على المساجد، كما من الضروري البحث عن راحة المصلين نفسيا.
ولفت النواف إلى ضرورة عمل دورة تدريبية للشباب المتطوعين لخدمة المساجد الشيعية حتى يدركوا الهدف من عملهم وليتمكنوا من الدفاع عن المصلين حال حدوث أي عارض مفاجئ مثنيا على هؤلاء الشباب المتحمس لخدمة بيوت الله مؤكدا أنهم مفخرة لكويت لكن لابد من تدريبهم على النواحي الأمنية للحفاظ عليهم أولا ثم على المصلين. كما نصح بعدم استخدام أبوابا كثيرة للمساجد، لافتا إلى أن بابين يكفي للتحكم في مراقبتها بشكل جيد. وأكد انه لا مفر من قضاء الله وقدره إلا انه يجب علينا توفير كل سبل الحماية والأمان،ومشيرا إلي أن ما يخفف عنا الآلام أن شهداء الكويت في جنات النعيم موضحا أن الكويت قوية بأبنائها الأوفياء، معربا عن الأمل في أن يكون هذا الحادث المفجع سببا في المزيد من التلاحم والوحدة الوطنية.
وأشار إلى أن ما أظهره أهل الكويت من تكاتف وتضامن ما هو إلا فزعة وطنية وتضامن ورفض للإرهاب بكل أشكاله ونبذ كل عمل إرهابي يهدد أمن واستقرار الكويت ويؤكد علي متانة الجبهة الداخلية بل انه أعطى رسالة واضحة للداخل والخارج عن قوة هذه التضامن.
من جهته قال مدير إدارة مساجد محافظة حولي المهندس ماجد الشعيب أن المحافظة تضم أكثر من 220 مسجدا في نطاقها جميعها تحظى بعناية الإدارة بشكل كامل، مشيرا إلى أن مساجد الإخوة الشيعة 11 مسجدا تعزى مسؤوليتها الإدارية فقط إلى وزارة الأوقاف ونقوم بعمل اللازم تجاهها بشكل عادل ولا فرق لدينا في التعامل من الناحية الإدارية.
وأوضح أن الإدارة قامت بتركيب كاميرات مراقبة قبل مقدم شهر رمضان الكريم في 3 مساجد تشهد إقبالا كثيفا من المصلين.