اعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل اليوم السبت توصل رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين (جي 20) لبيان ختامي جرى خلاله الاتفاق على معظم الملفات التي طرحت للنقاش في القمة التي بدأت اعمالها امس الجمعة.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي في (هامبورغ) "صحيح ان صعوبات ما زالت تعترض الاتفاق على ملف التجارة الحرة ولكننا تمكنا من التوصل لنتائج جيدة في مجالات اخرى".
واضافت "اتضح لنا هنا اننا نستطيع سويا تحقيق اهدافنا وهذا افضل من العمل بانفراد" في اشارة منها الى رفض التفرد بالبحث عن حلول للأزمات الدولية العالقة.
وجددت ميركل موقف بلادها الداعي اوروبا الى الاعتماد على الذات قائلة "يجب علينا كأوروبيين تحمل مسؤولية مصائرنا بأنفسنا وهذا شيء جيد لأوروبا".
وعلى صعيد ملف التبادل التجاري رحبت المستشارة الألمانية باتفاق الدول المشاركة على ضرورة التمسك بمعايير التجارة الحرة قائلة "انا راضية الان عما توصلنا اليه وهو التأكيد بوضوح على ضرورة بقاء الاسواق العالمية مفتوحة الامر الذي يعني محاربة الانعزال الاقتصادي والطرق غير الشرعية للتجارة".
وعلى صعيد ملف المناخ اعلنت المستشارة الألمانية توصل الزعماء المشاركين في القمة ما عدا الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى اتفاق حول (اتفاقية باريس للمناخ) لتكون الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة بين الدول الاعضاء في المجموعة التي تعارض هذه الاتفاقية.
وكان ترامب قد اعلن في يونيو الماضي بعد قمة مجموعة الدول السبع الكبرى (جي 7) في ايطاليا انسحاب بلاده من الاتفاقية.
واستبعدت ميركل عودة الولايات المتحدة الى الموافقة على (اتفاقية باريس) قائلة انها لا تتفق مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي اعربت امس عن تفاؤلها بعودة الولايات المتحدة الى الاتفاقية.
وقالت ميركل "بخصوص اتفاقية المناخ تأكدنا أثناء المباحثات انه لا يمكن التوصل لاتفاق مع الامريكيين".
على صعيد اخر وجهت المستشارة المحافظة انتقادات شديدة لأعمال الشغب والعنف التي تخللتها المظاهرات المناهضة للرأسمالية والعولمة قائلة ان "تعريض حياة الشرطة والمواطنين للخطر وعمليات النهب والسلب ممارسات غير مقبولة ".
واكدت ميركل انها اتفقت مع وزير المالية الألماني على دفع تعويضات لأصحاب المحال التجارية التي تم تدميرها وسلبها في الليلة الماضية.
وكانت شوارع مدينة هامبورغ شمالي البلاد قد شهدت في الايام الماضية احتجاجات خرجت في بعض الاحيان عن السيطرة ما دفع بقوات الشرطة الى استخدام القوات الخاصة والعربات المصفحة وخراطيم المياه والغاز من اجل تفريق المتظاهرين الذين استخدموا العنف في التعبير عن رأيهم.
وعن الانتقادات التي وجهتها بعض الجهات لتنظيم القمة في مدينة مليونية مثل (هامبورغ) دافعت المستشارة الألمانية عن الفكرة قائلة ان رئاسة وزراء المدينة "تمكنت من تنظيم قمة ناجحة بغض النظر عن اعمال العنف التي ندينها".
واختتمت المستشارة الألمانية المؤتمر الصحفي بالكشف عن ان قمة (جي 20) المقبلة سيتم تنظيمها في العام المقبل في الارجنتين وفي عام 2019 في اليابان وفي عام 2020 في المملكة العربية السعودية.
وشاركت في القمة 19 دولة هي الدولة المضيفة ألمانيا الى جانب الارجنتين واستراليا والبرازيل والصين وفرنسا وبريطانيا والهند واندونيسيا وايطاليا واليابان وكندا والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والولايات المتحدة اضافة الى الاتحاد الاوروبي.
كما شاركت في القمة منظمات دولية ابرزها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا ومنظمة التجارة العالمية والامم المتحدة.
وتعد قمم مجموعة (جي 20) منبرا دوليا من اجل تعزيز التعاون الدولي على صعيد القضايا الاقتصادية والمالية فالدول ال19 التي تشارك في القمة يعيش فيها ثلثا عدد سكان العالم وتمر عبرها ثلاثة ارباع صفقات التجارة العالمية.
ولا تعد قمة (جي 20) منظمة عالمية بل لقاء غير رسمي لا تتمخض عنه قرارات ملزمة مؤطرة من الناحية القانونية ورئاستها دورية وتنظم مرة كل عام.