"لا شيء..قد تعني كل شيء" اذ كان "كل شيء" هو أبرز الهموم التي حملها "أحدهم" متقلبا بين صفعات خياله وملاحقات كوابيس لا تنتهي في محاولة للتطهر من ذنب اللا شيء طوال نحو ساعة ونصف هي مدة العرض المسرحي (عطسة) لفرقة المسرح الكويتي ضمن فعاليات الدورة ال12 لمهرجان (صيفي ثقافي) الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب.
باختصار هي عطسة "والعطس ليس محظورا على أحد..في أي مكان وزمان..الجميع يعطس" لكنها كانت محورا لمعاناة بطل العرض الفنان عبدالعزيز النصار الذي مزج بأداء ممتع متنوع بين خفة ظل الشخصية وقدرتها على التعايش المتميز مع مشاعر الخوف والقلق والهلاوس التي فرضتها احداث المسرحية.
وتتلخص الأحداث في قيام أحدهم وعن طريق الخطأ وفي أثناء متابعة أحد العروض بالعطس على "المهم" الذي لعب دوره باحترافية عالية الجدية الفنان مبارك الرندي فيغضب الاخير ويخرج من القاعة متمتما ب"لا شيء..لا شيء" تاركا أحدهم لتأنيب ضميره وزوجته وكل من حوله لتتدافع الاحداث تصاعديا.
ويتعالى هذا الصعود الدرامي في محاولات وصول احدهم الى المهم للاعتذار عن العطسة غير المقصودة وتبرئة نفسه واراحة ضميره من قلق الاذى الذي قد يتسبب به المهم له.
مسرحية عطسة التي أخرجها عبدالله التركماني وألفها محمد المسلم مستوحاة من قصة (وفاة موظف) للكاتب الروسي انطوان تشيخوف حيث نالت جملة جوائز بعد عرضها لاول مرة ضمن مهرجان (أيام المسرح للشباب 2016) حيث حصدت جائزة أفضل ديكور مسرحي وجائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل عرض متكامل.
وقدمت فرقة المسرح الكويتي للجمهور عرضا مميزا بكافة جوانبه استحق المشاهدة والمتابعة وهو أمر ليس بجديد على الفرق المسرحية الكويتية المبدعة ليسجل (المسرح الكويتي) بتعاونه مع فرقة الجيل الواعي تقديم العروض المسرحية الهادفة ذات الرسالة دون الاخلال بمتعة المشاهدة.
وتستمر أنشطة مهرجان (صيفي ثقافي 12) حتى ال 29 من الشهر الجاري بمجموعة من الفعاليات المتنوعة بين المحاضرات والندوات والورش والعروض المسرحية والمعارض الفنية والليالي الموسيقية.