رد عضو اللجنة التشريعية والقانونية البرلمانية النائب د.عبدالرحمن الجيران ساخرا مما نشره لسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الكويت د.علي رضا عنايتي والمستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية د. عباس خامه يار حول عالمية القدس والامام الخميني؟ ومكانة القدس الشريف في الوجدان الاسلامي؟
واكد الجيران أن:القفز على حقائق التاريخ بهذه الصورة لا يمكن قبوله في الاوساط الثقافية والعلمية ومراكز الدراسات الاستراتيجية «, مبينا أن «الفجوة كبيرة بين خطابكم السياسي وخطاب حكومة الثورة الاسلامية في طهران «. 
 واشار الى ان «الواقع العملي ينقض ما ذكرتموه من حقائق ينقصها الادلة والبراهين «, لافتا الى أن «ما جاء في كتب الاصول عندكم لا يصلح دليلا على ما ذكرتموه»
 وجاء في رد الجيران : القفز على حقائق التاريخ بهذه الصورة لا يمكن قبوله في الاوساط الثقافية والعلمية ومراكز الدراسات الاستراتيجية .. الفجوة كبيرة بين خطابكم السياسي وخطاب حكومة الثورة الاسلامية في طهران.  الواقع العملي ينقض ما ذكرتموه من حقائق ينقصها الادلة والبراهين. ما جاء في كتب الاصول عندكم لا يصلح دليلا على ما ذكرتموه!!  نُصرة الفُرس أم نصرة القدس!! «يوم القدس» و«جمعة القدس» عبارات ومسميات طالما لا مست أسماعنا، ودغدغة مشاعرنا المتعطشة لفك المسجد الأقصى من أسره.  تحت مسمى يوم القدس... يتكرر كل عام في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، والذي أطلقوا عليه مسمى « يوم القدس العالمي « إتباعا لوصية «الخميني» في عام 1979.
 وهذا اليوم يدعوك للتساؤل : ماذا قدمت تلك المسيرات للقدس ؟! وهل هي مسيرة من أجل نصرة القدس والمسجد الأقصى ؟ أم مسيرة إثارة القلاقل والفتن والسب والقذف للقيادات السياسية في الأوطان والبلدان.
 وهل هو «يوم القدس العالمي» أم «اليوم الفارسي تحت مسمى يوم القدس « ؟!! إن كانوا هؤلاء صادقين في نصرة القدس في «يوم القدس العالمي»، ونصرة أهل القدس وفلسطين، فمن باب أولى نصرة الفلسطينيين الذين يقتلون على الهوية بأيدي ميلشيات الحشد الشعبي الشيعية في العراق.
 ونؤكد حتى لا نتهم بأننا ضد نصرة المسجد الأقصى على واجب الأمة في نصرة المسجد الأقصى المبارك والقدس وأرض المسلمين « فلسطين «، وإبراز مكانة القدس والمسجد الأقصى في الإسلام وتعزيز التمسك بمقدسات المسلمين، وتذكير المسلمين بضرورة إحياء مكانة المسجد الأقصى في قلوبهم، وقصد الأجر والمثوبة من الله تبارك وتعالى في نصرة إخواننا في فلسطين، والتوجيه للمنهج الصحيح في مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين، والدور المطلوب من عامة المسلمين بعيدا عن العاطفة والخطابات المتكررة، والمسيرات والمظاهرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع...
وربما يتساءل البعض هل للقدس والمسجد الأقصى الذي يدعون نصرته مكانة في عقيدتهم المثبته في كتبهم؟!! وإليك الجواب : كتبهم المعتمدة لديهم تنص على أن المسجد الأقصى الذي جاء ذكره في كتاب الله تعالى، والذي أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، هو مسجد في السماء، وليس مسجد القدس. فهل للقدس مكانة عندهم ؟! وما مكانة القدس أمام مكانة الكوفة وكربلاء والنجف وسامراء !! فليراجعوا كتبهم وليقولوا لنا اعتقادهم إن كان مخالفا أو موافقا لما جاء فيها من تهوين في مكانة المسجد الأقصى والقدس !!
أليست مقدساتهم المقدمة مكانة وقداسة على المسجد الأقصى ترزح تحت الاحتلال الأجنبي، أليس من باب أولى أن يجعلوا يوم للكوفة ولكربلاء ولسامراء بدلا من يوم للقدس !! وماذا قدم « يوم القدس العالمي « منذ أن أطلقه إمامهم الخميني إلى الآن غير الصراخ والعويل، والتنديد بكل من عادى إيران، ودعم لسياساتها الخارجية التي لا ترى إلا مصلحة دولتهم الصفوية الشعوبية.
ألم تكن العراق وأفغانستان أراضٍ عزيزة من أراضي المسلمين، والتي قالوا على لسان وزير خارجيتهم « لولا إيران لما سقطت أفغانستان والعراق «، فلماذا تسقط عواصم ودولا إسلامية كاملة، وتطالب إيران بعدها بتحرير القدس !! كما جاء في الخصال / الشيخ الصدوق : 137. « لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجد رسول الله ومسجد الكوفة «. وروي الشيخ الكليني في كتابه الكافي، بإسناده عن خالد القلانسي أنه قال : سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام) يقول : صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة. الوسائل ج3/ص547
 وفي كتبهم المسجد الأقصى المبارك رأي غريب كما يؤخذ من مراجعهم من ذلك : زعمهم أن المسجد الأقصى المذكور في أول سورة الإسراء إنما هو البيت المعمور الذي في السماء وليس المسجد الأقصى المعروف في بيت المقدس فقد ورد في تفسير الصافي للكاشاني 1/ 669 – 670 في تفسير قوله تعالى : «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى « يعني إلى ملكوت المسجد الأقصى. قال: « ذاك في السماء، إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله «.
وجاء في تفسير القمي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالسا في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال « سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى « وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجعفي فقال أي شئ يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قال يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال ليس كما يقولون ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال ما بينهما حرم.
وقال العياشي عن أبي عبد الله قال : سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسرى برسول الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: «مسجد الكوفة أفضل منه « تفسير الصافي 3/ 166. وجاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي ص 70: «... والمشهور على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس ولكن يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد «.
وروي الكليني في كتابه الكافي والطوسي في كتاب التهذيب، وابن قولوبه في كتاب كامل الزيارات، بالإسناد عن أبي عبد الله الصادق قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين – أي علي رضي الله عنه - وهو في مسجد الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فردَّ عليه، فقال: جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى، فأردت أن أسلم عليك، وأودعك، قال عليه السلام:وأي شيء أردت بذلك ؟، فقال الفضل، جعلت فداك، قال عليه السلام: فبع راحلتك، وكل زادك، وصل في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة -، فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة، والنافلة عمرة مبرورة، والبركة منه على اثني عشر ميلا، يمينه يمن، ويساره مكرمة، وفي وسطه عين من دهن، وعين من لبن، وعين من ماء، شراب للمؤمنين، وعين من ماء، طاهر للمؤمنين. 
 منه سارت سفينة نوح، وصلى فيه سبعون نبيا، وسبعون وصيا، أنا أحدهم، وقال بيده في صدره، ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله تعالى، وفرج عنه كربته. الكافي للكليني 3/ 491 – 492، وسائل الشيعة 3/529. وقد حرَّف علماؤهم حديث شد الرحال المشهور في الصحيحين: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى « وجاءوا برواية مكذوبة على علي رضي الله عنه ونصها : « عن محمد بن علي بن الحسين قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول عليه السلام، ومسجد الكوفة» وسائل الشيعة 5/257.  الخاتمة : ألهؤلاء معتقد صحيح وصريح في القدس والمسجد الأقصى غير أنهم يعملون على تفهيم العالم العربي والإسلامي أنهم يعيشون في عصر اليقظة الإسلامية، في ظل بحر من الظلمات التي تعيشها الدول الإسلامية السنية، وأنهم الوحيدون القادرون على مواجهة الكيان الصهيوني والدفاع عن المقدسات الإسلامية. وفي المقابل تتهم الحكومات العربية والإسلامية أنها تنهب الثروات الوطنية، وغير مبالية إزاء جرائم هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني المظلوم... فهم المدافعون عن المستضعفين، والعاملون لإقامة العدل في أوطاننا !! نقول لمن تكثر كتاباتهم في صحافتنا كل عام في مثل هذا الأسبوع : عذرا.. فلسطين ليست قضيتكم الأولى...والقدس.. ليست في مقدمة اهتماماتكم... سوى في الإعلام.وكفاكم خداع في تحويل الصراع من إسلامي وصهيوني...إلى فارسي وعربي !!! هذه مجرد تساؤلات اطرحها بين ايديكم راجيا ان تتسع صدوركم للاجابة عليها وفق أدب الدبلوماسية ولوازم البحث العلمي المحكم وارجو بهذا عموم الفائدة للقراء والمتابعين من المهتمين بقضية فلسطين والدور الايراني السياسي فيها وتنوير النخبة الاكاديمية والسياسية من اعضاء مجلس الامة الكويتي في الاستفادة من جوابكم على ما جاء في ثنايا هذه الرسالة بعيدا عن الاراء المتشنجة او المسبقه او التصنيف الذي أُبتليت به هذه الامة في الآونة الاخيرة وتقبلوا وافر التحية والتقدير.