اختتمت هنا مساء اليوم الخميس فعاليات رحلة احياء ذكرى الغوص ال29 التي تحمل شعار (خليجنا واحد..مصيرنا واحد) باقامة مراسم (القفال) وذلك على ساحل النادي البحري الرياضي بمنطقة السالمية تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وشارك في الرحلة ما لا يقل عن 200 شاب بمشاركة بحرينية واماراتية تتراوح أعمارهم بين 14 و 20 عاما و13 سفينة إحياء لذكرى الآباء والأجداد بتنظيم من قبل لجنة التراث البحري بالنادي.
ووجه ممثل صاحب السمو أمير البلاد وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس كلمة إلى النواخذة والبحرية والأهالي نقل فيها تحيات صاحب السمو أمير البلاد وتهنئة سموه بنجاح رحلة هذا العام وبسلامة العودة.
وأشاد الوزير الفارس بما قدمه النواخذة وشباب الغوص من لوحة معبرة عن الوحدة الوطنية وعن عمق الانتماء لهذا الوطن الغالي مشيرا إلى الحاجة الماسة لمثل هذه الأنشطة التي تعزز روح الوحدة الوطنية في نفوس الشباب علاوة على أهدافها في التأكيد على مدى اعتزاز أبناء الكويت وأجيالها المتعاقبة بتراث هذا الوطن الغالي وبتضحيات الآباء والأجداد.
وأضاف أن رحلة هذا العام جاء شعارها بما يتوافق مع الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو أمير البلاد في تجاوز الأزمة الخليجية ولم شمل الأشقاء مؤكدا إن الأزمة الخليجية لن تؤثر أبدا في عمق الروابط التاريخية والمصيرية بين أبناء الخليج.
وثمن الجهود الكبيرة التي قدمها النادي البحري وكافة القائمين على تنظيم الرحلة متمنيا أن تستمر هذه الرحلة لسنوات تعزيزا لأهدافها الوطنية النبيلة والرائعة.
وأقيمت مراسم القفال وسط حضور شعبي كبير من أهالي النواخذة والشباب الكويتي والبحريني والإماراتي المشاركين في الرحلة الى جانب مشاركة مدير عام الهيئة العامة للرياضة بالإنابة الدكتور حمود فليطح ورئيس النادي البحري اللواء فهد الفهد وأمين السر العام خالد الفودري ورئيس لجنة التراث علي القبندي.
وقبيل بدء مراسم القفال قام الوزير الفارس بافتتاح معرض التراث البحري وصور الغوص والفنون التشكيلية والمقتنيات التراثية أعقب ذلك متابعة وصول سفن الغوص إلى ساحل النادي وعلى متنها النواخذة والمجدمية والبحرية ثم ترجل الجميع منها حاملين عدتهم ومحصولهم من المحار وفي استقبالهم بكل الحفاوة الاهالي على الشاطئ.
ومن ثم توجه المشاركون الى الأماكن المخصصة لهم مقابل منصة الشرف حسب تقسيمة مجموعاتهم (يزواتهم) وعرض بعض محصولهم من المحار ومن ثم عملية فتح المحار أو ما يسمى ب (الفلاق) فيما توجه مستشار الرحلة النوخذة المخضرم خليفة الراشد إلى ممثل سمو أمير البلاد لعرض حصيلة اللؤلؤ إلى أن أختتمت مراسم الرحلة بإنزال علم الكويت من قبل المشرف العام لرحلة الغوص النوخذة حامد السيار وبمشاركة مجموعة من الغاصة ليتم تسليمه إلى ممثل سمو أمير البلاد إيذانا بانتهاء موسم الغوص.
وكانت رحلة الغوص قد بدأت صباح الخميس الماضي من خلال مراسم (الدشة) ومغادرة سفن الغوص ساحل النادي متوجهة إلى هيرات منطقة الخيران وهي الأماكن الذي يكثر فيها وجود المحار لتمارس هناك عملية الغوص الفعلي على امتداد اسبوع كامل وبنفس الاسلوب والطريقة التقليدية القديمة التي كان يمارسها الرعيل الأول وسط أحوال جوية صعبة وارتفاع معدل الحرارة والرطوبة.
وتعد رحلة الغوص السنوية التي ينظمها النادي البحري الرياضي الكويتي منذ عام 1986 علامة متميزة تمثل ابرز الفعاليات الوطنية في مجال احياء التراث البحري على المستوى المحلي والخليجي والعالمي وفرصة لتذكير الشباب بما كان يقدمه الآباء والاجداد من تضحيات في سبيل توفير حياة كريمة لاهلهم ووطنهم.