حذرت مؤسسة فلسطينية مختصة، من انهيار المسجد الأقصى بسبب أعمال الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله، مؤكدة سعي إسرائيل للسيطرة على المسجد من خلال تعزيز الحفريات والأنفاق وبناء الكنس اليهودية في محيطه.

وقالت مؤسسة القدس الدولية، في تقريرها السنوي، إن «عدد الحفريات أسفل المسجد الأقصى بلغت 64 حفرية ونفقا، توزعت على أربع جهات»، مشيرة إلى أن الاحتلال سعى أكثر من أي وقت مضى، لأن يتحول إلى الجهة الوحيدة المتحكمة بمصير الأقصى.

ولفت التقرير إلى أن «اجتماع الحكومة الإسرائيلية في أحد الأنفاق التي تبعد أمتارا قليلة عن الأقصى غربا، قبل شهور، بالتزامن مع ذكرى الـ 50 على احتلال كامل القدس، كان رسالة واضحة بأنّ هذه الحفريات يتبناها أعلى رأس الهرم السياسي لتوظيفها في الترويج لتاريخ يهودي مختلق».

وأضاف أن «البناء التهويدي في محيط الأقصى لم يتوقف، وبات الاحتلال قريبا جدّا من البدء الفعلي ببناء مشروع (بيت هليبا/بيت الجوهر) الذي يبعد نحو 20 مترا عن حائط البراق، وكنيس (جوهرة إسرائيل) الذي يبعد نحو 200 متر عن السور الغربي للأقصى، وأقر الاحتلال بناء كنيس يهودي على جبل المُكبر جنوب غرب البلدة القديمة، فيما برز تطور كبير باتجاه تنفيذ مخطط القطار الهوائي المحيط بالأقصى».

وحذر التقرير من نية الاحتلال تهويد سفح جبل الزيتون، وتهويد بعض أبواب الأقصى والبلدة القديمة، مشيرا إلى أن المقابر المحاذية للأقصى لم تسلم هي الأخرى من الاعتداءات كمقبرة «الرحمة» و»اليوسفية»، حيث صودرت بعض أجزائها بهدف تحويلها إلى حدائق تلمودية، حيث زُرعت فيها قبور يهودية وهمية.

ولفت التقرير إلى دور الشرطة الإسرائيلية، والذي كان محلَّ تقديرٍ وثناءٍ من قبل المستوطنين المتطرفين الذين وجدوا في وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان، وقائد شرطة الاحتلال في القدس يورام هليفي ثنائيّا ذهبيّا أسهم إلى حدٍّ كبير في تسهيل اقتحاماتهم.

وأوضح التقرير، أنه إلى جانب الجهود السياسية والأمنية لاستهداف الأقصى، استمرت الجهود القانونية لتشريع إجراءات الاحتلال ضد الأقصى، وأقرّ برلمان الاحتلال الـ»كنيست» بالقراءة التمهيدية مشروع «قانون المؤذن».

كما أقر الكنيست بالقراءة الأولى مشروع «قانون القدس الموحدة» الذي ينطلق من أن السيادة على القدس هي للإسرائيليين، ويشترط كي تتنازل إسرائيل عن أي جزء منها – بما في ذلك المسجد الأقصى - موافقة 80 من أعضاء الكنيست، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، لتحقيق وجود يهودي دائم ومباشر في المسجد، والتدخل المباشر في إدارته.

ووثق التقرير محاولات بعض الساسة الإسرائيليين اقتحام الأقصى رغم قرار رئيس الحكومة بمنع الاقتحامات السياسية، خاصة النائب الحاخام المتطرف يهودا غليك الذي أدى صلوات تلمودية مقابل باب القطَّانين.

وبلغ عدد المقتحمين خلال مدة الرصد الممتدة ما بين الأول من أغسطس 2016 ولغاية الشهر ذاته من العام الجاري، نحو 23 ألف مقتحم، وهو ما يعني ارتفاعا في عدد المقتحمين بنسبة 58% بالمقارنة مع تقرير العام الماضي، مشيرا إلى أنّ عدد الذين اقتحموا الأقصى حسب تقرير هذا العام هو الأكبر منذ احتلال المسجد عام 1967.