تعد التجربة البرلمانية الكويتية مختلفة إلى حد ما عن الأنظمة البرلمانية الأخرى لا سيما في ظل عدم وجود أحزاب، ما دفع بعض النواب من الكتل السياسية والدينية والقبائل في مجالس سابقة إلى تشكيل كتل برلمانية داخل المجلس تعمل بالحد الادنى من العمل الجماعي.
واعد قسم الصحافة البرلمانية تقريرا بثه موقع المجلس الرسمي « الدستور « وتعيد نشره « الوسط « ، و جاء فيه : تباينت آراء بعض النواب حول العمل البرلماني، وأيهما أفضل العمل البرلماني منفردا أو بشكل جماعي وما إذا كان هناك داع لوجود كتل برلمانية في مجلس الأمة في الوقت الحالي أو مستقبلا.
واعتبر نواب أن العمل البرلماني الحالي لا يحقق الطموح، مؤكدين ضرورة وجود الكتل البرلمانية. وأشاروا إلى أن النية موجودة لتشكيل الكتل ولكن الخوف من شبح الحل أو الإبطال هو ما يؤجل طرح تلك الفكرة.
ورأى نواب آخرون أن الكتل غير مفيدة لمجتمعنا، وأن ضررها أكثر من منفعتها، فهي في نظرهم وسائل ضغط لتحقيق أجندات خاصة بالكتلة بعيدة عن المصلحة العامة.
في هذا السياق اعتبرت النائب صفاء الهاشم أن كل نائب لديه مسار وفكر معين يريد تحقيقه، ناهيك عن نواب المعاملات والمناديب، وان العمل البرلماني الحالي أشبه بـ «كل يغني على ليلاه».
وقالت الهاشم إن هناك نوابا مجدين ولديهم القدرة على قراءة الأحداث وتحليلها بشكل ممتاز، ومشاركاتهم في اللجان البرلمانية فعالة، وأن من الأفضل لهم أن يشكلوا كتلا كي يحققوا العمل البرلماني المنشود.
وأكدت الهاشم أنه إذا كانت هناك قراءة مشتركة وفكر وهدف واحد وعمل متشابه في قاعة عبدالله السالم يخرج العمل البرلماني بنتيجة ويحقق المصلحة العامة.
وأشارت الهاشم الى ان العمل في البرلمان الحالي لا يحقق الطموح، معتبرة انه عند التصويت على أمر معين يتم التشاور فيما بين الأعضاء بأي اتجاه يصوتون.
وبينت الهاشم انه من خلال التركيبة الحالية للبرلمان وفي ظل امرأة وحيدة لن يكون هناك تشكيل كتل برلمانية في المرحلة المقبلة والمتبقية من عمر البرلمان.
بدوره قال النائب خلف دميثير إن العمل البرلماني وفق مجتمعنا يكون منفردا، لأن آراء أعضاء الكتل موحدة، ولن يكون هناك رأي مخالف وبالتالي لا يستطيع النائب الانفراد عن المجموعة، ويلتزم برأي الكتلة بالرغم من عدم قناعته بالطرح الموجود، وهذه من مساوئ تشكيل الكتل.
وأشار دميثير إلى انه في العمل البرلماني المنفرد تحتاج الى أن تشرح الفكرة التي لديك أو المشروع الذي تحمله وتقنع النواب به، معتبرا أن الكتل غير مفيدة لمجتمعنا وأن ضررها أكثر من منفعتها فهي وسائل ضغط لتحقيق أجندات خاصة بالكتلة بعيدة عن المصلحة العامة.
من جانبه بين النائب خالد الشطي أن العمل البرلماني الحالي ليس بالمستوى المطلوب ومن الممكن تقويمه من خلال انشاء كتل برلمانية والتوافق على مساحات مشتركة بين الكتل المختلفة في طروحاتها، مؤكدا أن العمل التوافقي يحقق الانجازات.
وتوقع الشطي بأن يتحسن الأداء النيابي في الفترة المقبلة بشكل أفضل من الفترة الحالية، وفي نهاية المطاف هي خيارات الناخبين وافرازات صناديق الاقتراع، بحكم النظام الانتخابي المعمول به في الدول الديمقراطية.
ورأى أن هناك أنظمة انتخابية أفضل من انظمتنا الانتخابية، لكننا ارتضينا بالنظام الانتخابي الحالي وهو ما يناسبنا في هذه المرحلة.
بدوره أكد النائب د. عبد الكريم الكندري أن العمل البرلماني الكويتي هو عمل فردي في ظل وجود 50 نائبا لديهم 50 فكرا ورأيا، لا سيما مع عدم اقرار قانون ينظم التجمعات أو الأحزاب لذلك الجميع يعمل في إطار فردي بحت.
وأضاف الكندري أن ذلك لا يمنع من تشكيل كتل برلمانية أو التنسيق حول قضايا معينة، وأن الطموح يكون في وجود كتلة برلمانية متوافقة او على الأقل في الحدود الدنيا يكون هناك تنسيق حول قضايا رئيسية، وهذا ما هو معمول به في الكويت.
ورأى أن البرلمان الحالي يفتقد الكتلة البرلمانية الواضحة بسبب استمرار شبح الحل والإبطال الذي يخيم على الأجواء السياسية، ما يؤثر على أداء الكثير من النواب، لذلك تجد الجميع يسارع في طرح برنامجه الانتخابي.
وأوضح ان هناك توافقا حول بعض القضايا مثل الجنسية ووثيقة الإصلاح الاقتصادي والدعوم وما يمس جيب المواطن، لذلك يكون العمل في تلك القضايا بشكل جماعي أكثر.
وبين الكندري أن النية موجودة لتشكيل الكتل البرلمانية ولكن الخوف من الحل أو الإبطال هو ما يطفو على السطح في الفترة الحالية.
إلى ذلك أكد النائب عبدالله فهاد أن العمل الجماعي يؤتي ثماره وتكون الرؤى فيه واضحة والأولويات محددة، أما التفرد بالعمل البرلماني فهذا شيء غير مطلوب نهائيا ولا يحقق أي نتيجة أو مصلحة.
وقال فهاد إن ممارستنا السياسية تشجع على العمل الفردي سواء في النظام الانتخابي أو البرلماني، معتبرا ان وجود هذه النزعة في قاعة عبدالله السالم لن يتحقق أي مصلحة مرجوة يتمناها أبناء الشعب الكويتي.
ودعا الى تكاتف الجهود ووضع الأعمال النيابية كافة في قالب جماعي سواء كانت كتلا معلنة أو غير معلنة، مؤكدا أهمية التوافق ضمن إطار جماعي تحدد فيه الأولويات والتحرك والتنسيق في مختلف القضايا.
وبين فهاد انه لن تشكل كتل برلمانية في المستقبل، بل إن هناك تفاهمات بين النواب للتنسيق حول الملفات والأولويات، ستحقق المرجو منها في الأسابيع المقبلة.