أعلنت غرفة التجارة الأمريكية في سيؤول، أكبر مجموعة أعمال أجنبية في كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء عن تأييدها لاتفاق التبادل الحر بين البلدين الذي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب منه.

وندد ترامب بهذا الاتفاق المعروف بـ »كوروس» والذي تم توقيعه مع سيؤول في عهد سلفه باراك أوباما، ووصفه بأنه «مروع» و»يقضي على الوظائف»، معلنا أنه سيبحث مع مستشاريه هذا الأسبوع إمكانية سحب بلاده منه.

وتشهد شبه الجزيرة الكورية توترا حادا بعد التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية أول أمس الأحد، وتبعث تصريحات ترامب مخاوف على مستقبل العلاقة الوثيقة القائمة بين واشنطن وسيؤول منذ حوالي 70 عاما.

وحذرت غرفة التجارة الأمريكية التي توفر خدمات لحوالي 700 شركة عاملة في كوريا الجنوبية، بأن الانسحاب من الاتفاق سيضر بالاقتصاد بشكل بالغ وسيتسبب بتدهور في العلاقات الثنائية، وأكدت أنها تؤيد الحفاظ على اتفاق التبادل الحر مشيرة إلى أن له تأثيرا إيجابيا على اقتصاد البلدين وأن معظم أعضائها جنوا فوائد كبرى منه.

وأعلنت الغرفة اليوم أنه ينبغي ترسيخ التحالف أكثر بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على ضوء استفزازات كوريا الشمالية المتكررة.

والولايات المتحدة هي الشريك التجاري الثاني لكوريا الجنوبية بعد الصين.

وازداد العجز في الميزان التجاري بين واشنطن وسيؤول بأكثر من الضعف منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ عام 2012، فارتفع من 13.2 مليار دولار عام 2011 إلى 27.6 مليار دولار العام الماضي، بحسب الأرقام الأمريكية، ولكن غرفة التجارة الأمريكية لفتت إلى أن الصادرات الأمريكية ازدادت بنسبة 20% في النصف الأول من السنة، مضيفة «يبدو أن العجز في الميزان التجاري يتقلص».

وكان ترامب هاجم بشدة خلال حملته الانتخابية الاتفاقيات التجارية محملا إياها مسؤولية خسارة الوظائف الأمريكية خلال سعيه لنيل دعم ناخبي الطبقة العاملة، فيما يقول مؤيدو هذه الاتفاقيات أن إزالة العوائق أمام قطاع الأعمال يؤدي إلى زيادة الازدهار.

ومنذ وصوله إلى السلطة سحب ترامب بلاده من معاهدة التبادل عبر المحيط الهادئ التي كان الرئيس الأمريكي السباق باراك أوباما وقعها مع 11 دولة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ من أجل إنشاء أكبر اتفاقية تجارية، والتي تم توقيعها في فبراير 2016 دون أن تدخل حيز التنفيذ.