أغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تعاملات جلسة امس على انخفاض في المؤشرات الرئيسية نتيجة استمرار عمليات المضاربات وجني الأرباح على الشركات التي ارتفعت أسهمها.
ورغم الانخفاض والركود الذي شهدته الجلسة فإن شركات استطاعت تقليص خسائرها لاسيما في اللحظات الأخيرة بما فيها فترة المزاد في حين تماسكت أسهم الشركات التشغيلية بينما شهدت أسهم قيادية وبينها أسهم مصرفية دخولا انتقائيا عليها.
وكان لافتا استمرار انخفاض قيم التداول والكميات المتداولة التي مازالت في مستويات متدنية إذ كانت عمليات البيع قوية ما يعني أن التراجعات طالت أداء المؤشرات الرئيسية ولكن تظل في منطقة الاستقرار غير المقلقة.
وحافظ المؤشر السعري على مستوى 6296 نقطة وهو الآن في مرحلة مواجهة المقاومة عند هذا المستوى لكن سيتم الاختراق إلى ما هو أعلى لبلوغ مستوى 6300 نقطة.
واستمرت وتيرة موجة الشراء الانتقائي على قليل من الأسهم القيادية وغيرها من الشعبية بعد أن بلغت مستويات مغرية للشراء خصوصا في ظل الدعم الذي وجده السوق بإفصاح بعض الشركات المدرجة عن أدائها خلال الربع الثاني من العام الحالي.
وأغلق المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) جلسة اليوم منخفضا 6ر7 نقطة ليصل عند مستوى 76296 نقطة في حين بلغت القيمة النقدية نحو 6ر10 مليون دينار تمت عبر 2814 صفقة نقدية وكمية اسهم بلغت 9ر113 مليون سهم.
وقال المُحلل الاقتصادي نواف الشايع إن «هبوط مؤشرات البورصة الكويتية اليوم، يعود بشكل رئيسي لابتعاد اللاعبين الأساسيين وافتقاد المُحرك الرئيسي للسوق، وكذلك عدم وجود قائد للسوق مما أدى ذلك لعزوف المتداولين من بداية تداولات شهر يناير الماضي، ولا يزال العزوف عن السوق موجودا». وأوضح «الشايع» أن ما حدث، وسيطرة اللون الأخضر على المؤشرات سببه الشراء الانتقائي على بعض الأسهم القيادية، وذلك بسبب الإشاعات التي يطلقها بعض المضاربين وبعض محللين التويتر عن وجود أخبار إيجابية ولكن دون هذا في رأي دون جدوى لأن المحرك الأساسي للسوق غير موجود. وبين «الشايع» أن هذه الإشاعات مع الانزلاق الحاصل حاليا والارتفاعات التي حدثت من نهاية رمضان ما هي إلا إغلاقات شهرية لبعض المحافظ، وتجميل لبعض البيانات.
وأوضح «الشايع» أن جلسة اليوم تدل على ترقب أغلب المتداولين لما سينتج اليوم عن تصويت البرلمان اليوناني على حزمة جديدة من الإصلاحات الأوروبية. وأضاف «الشايع» أن المؤثرات الخارجية كالنفط والذهب وما يحدث بدول العالم يكون له تأثير طفيف كما لاحظنا على الأسهم الكويتية. وأشار «الشايع» إلى أن المؤشر السعري يحظى حاليا بدعم عند مستوى 6270، 6250 نقطة، مشيرا إلى أن مستويات المقاومة عند 6286 - 6300 نقطة.
وتصدر قطاع الرعاية الصحية قائمة التراجعات، بعد أن هبط اليوم بنسبة 1.27 بالمئة، فيما احتل صدارة القائمة الخضراء قطاع التكنولجيا بارتفاع نسبته 2.09 بالمئة. وجاء على رأس التراجعات الأسهم سهم «كوت فود» بنسبة هبوط بلغت 8.2 بالمئة إلى 560 فلسا، فيما جاء سهم «بحرية» على رأس الارتفاعات بصعود نسبته 7.27 بالمئة إلى 118 فلسا.
وتراجعت السيولة بحوالي 8.6 بالمئة إلى 10.67 مليون دينار تقريبا، مقابل نحو 11.67 مليون دينار كانت في الجلسة السابقة. وهبطت أحجام تداول اليوم لتصل لحوالي 113.95 مليون سهم، مقابل 154.8 مليون سهم تقريبا بجلسة، أمس الثلاثاء، بتراجع بحوالي 26.4 بالمئة.
أمَّا عدد صفقات اليوم فبلغ 2814 صفقة، مقابل 3573 صفقة في الجلسة الماضية. وأكد «الشايع» أن «السيولة بالبورصة وصلت لمستويات هزلية، وذلك تأكيد على حالة العزوف لدى المحافظ تاثرا بالعوامل الدخلية بالبورصة، والتي كان أبرزها عدم وجود محفزات داخلية وغياب الصانع بالسوق الكويتي حتى الآن».
وحل سهم «أدنك» في صدارة نشاط التداول على مستوى الأحجام، حيث بلغ عدد أسهمه المتداولة اليوم 31.8 مليون سهم تقريبا، بسيولة بلغت 1.2 مليون دينار، بتنفيذ 318 صفقة، مرتفعا بنسبة 1.3 بالمئة إلى 38.5 فلس. وتصدر سهم «فيفـا» قائمة أكبر القيم بنهاية الجلسة، بسيولة تجاوزت 1.7 مليون دينار، بكميات بلغت 1.84 مليون سهم، بتنفيذ 194 صفقة، مستقرا عند مستوى 960 فلسا.
وقال «الشايع» في ختام حديثه لـ «مباشر» أن السوق الكويتي لازال يسيطر عليه المضاربة، فجميع التوقعات وارده من تواصل بالتراجع أو الانعكاس والارتفاع.