أكد رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الشاعر الكويتي عبدالعزيز البابطين أهمية تعزيز ثقافة السلام وتأصيلها بالمجتمعات من أجل أجيال المستقبل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم.
ونقل بيان صحافي للمؤسسة عن البابطين قوله اليوم الخميس في كلمة ألقاها بمقر المعهد الدولي للسلام في مدينة نيويورك الأمريكية إن "مؤسسة البابطين الثقافية كرست جهودها بشأن الحوار بين الثقافات على أساس التفاهم والاحترام وتنمية ثقافة السلام وفق برامج عمل واضحة لجعل السلام مستداما بين الشعوب".
وأضاف البابطين أن التفكير السليم حول السلام يبنى على قواعد أهمها أن يقوم على الاحترام المتبادل "وأن الأصل فيه هو إجماعنا حوله وأنه ضرورة وحاجة تاريخية ومسار متواصل وأنه يقوم على التربية والتعليم".
وأوضح أن هذه القاعدة الأخيرة "هي جوهر كل مخططات عملنا مع شركائنا وتحديدا المعهد الدولي للسلام الذي وضعنا معه برنامج عمل تتخلله أنشطة متنوعة في مختلف بلدان العالم يمتد حتى عام 2020".
ولفت إلى أن "الجميع يسعون إلى تحصين الوجود وحماية الإنسانية وقيمها النبيلة وتنظيم علاقاتها على أساس الحب والتفاهم والتسامح وأن الغاية جعل السلام وقيمه داخلة في سلوكنا اليومي ونمط حياتنا".
وذكر البابطين أن "التفكير معا في آليات عمل وبرامج نجتمع حولها وننفذها يمثل لحظة تاريخية مهمة رغم كل العقبات لكن المهم تحقيق نتائج إيجابية وأن تكون مبادراتنا المبنية على الصدق والإرادة هي أساس الفعل من أجل السلام".
وأكد البابطين التزامه ببذل ما في وسعه من أجل دعم السلام مشيرا إلى أن ذلك هو جوهر المشروع الذي سيعرضه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي كلمته خلال الجلسة الرئيسية للمنتدى رفيع المستوى حول ثقافة السلام بعنوان (غرس بذور ثقافة السلام) الذي أقيم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك اليوم أيضا قال البابطين إن هذا اللقاء يشكل علامة فارقة وخطوة ضرورية من أجل تعزيز ثقافة السلام في العالم خدمة للانسانية ضمن مخطط عمل حول الثقافة يختص بتطوير ثقافة السلام ودعمها.
وأكد البابطين أن (أمن أجيال المستقبل) يشكل مشروعا ثقافيا تربويا عظيم الأهداف ونبيل المقاصد وهو من جوهر اهتمامات مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية واهتمامات دولة الكويت بقيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وخاطب المجتمعين قائلا "إن مشروعنا المعروض عليكم للنقاش أضعه باسم تطلعات كل شعوب العالم وتحت عنوان كبير انطلاقا من مبدأ أن السلام يؤسس العدل ويمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأن دعم السلام يمكن من تجفيف منابع الظلم وتمكين المظلومين من تقرير مصيرهم بأنفسهم وإعطاء كل ذي حق حقه".
وأوضح أن بناء سلام مستدام يجب أن يكون على أساس "فهمنا المشترك لقاعدته الأصلية وهي أن السلام قبل كل شيء ثقافة أساسها التربية والتعليم وجعله ثقافة معيشة وشكلا جوهريا أساسيا من أشكال الوجود".
وأكد البابطين أن مشروع (أمن أجيال المستقبل) الذي ساهم في تحرير عديد من الأمم والشعوب من الاحتلال والاستعمار والتبعية يندرج في المسار النبيل نفسه.
وبين أنه لضمان استمرار ثقافة السلام لابد من العمل على تربية جيل واع وتعليمه وتكوينه في السلام وآلياته داعيا إلى تضافر الجهود من أجل تنمية التربية على السلام من خلال هذا المشروع.
وشدد على ضرورة وضعِ دروس خاصة حول السلام في برامج التعليم ومواده انطلاقا من برامج الحضانة فالمدرسة ثم المعهد إلى حد برامج التعليم في الجامعة وأن على المتعلم أن يتنفس ويحيا سلاما في كل مستويات التواصل الثقافي والاجتماعي.
وقال إن المشروع يعتبر لبنة ضمن مسار كامل يتم العمل على إيجاد آلية خاصة في هذا السياق من خلال عقد مؤتمر دولي لدعم السلام بالتعاون مع الأمم المتحدة ابتداء من السنة المقبلة داعيا إلى اعتماد الوسائل القانونية لتدريس أسس السلام وثقافته.
وكان الشاعر البابطين قد تلقى دعوة رسمية من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومسون للمشاركة في المنتدى تقديرا للحاجة إلى دعم ثقافة السلام وتنميتها خصوصا في السياق العالمي الحالي.
كما تلقى دعوة للغرض نفسه من رئيس المعهد الدولي للسلام تيري رود لارسن لحضور هذه الفعالية المشتركة في جزئها الذي ينظم في المعهد وإلقاء كلمة حول دعم السلام وتعزيز ثقافته.
ويهدف المنتدى رفيع المستوى إلى تسليط الضوء على التوجهات التي تؤثر في تحقيق ثقافة السلام وإلى تمكين الدول الأعضاء والشركاء من تبادل الأفكار والمقترحات لبناء ثقافة السلام منذ الطفولة.