أشاد مثقفون وسياسيون عرب اليوم الأربعاء بمبادرة (يوم الوفاء) التي أطلقتها الشيخة الدكتورة سعاد الصباح لتكريم المثقفين والمبدعين وهم على قيد الحياة بهدف ترميم علاقة المجتمع بمبدعيه في جميع المجالات ولاسيما في المنطقة العربية.
وقال المشاركون في الحفل الذي أقامته (دار سعاد الصباح) للنشر والتوزيع اليوم الأربعاء ب(دار الكتاب الوطنية) التونسية لتكريم المفكر التونسي الحبيب الجنحاني إن مبادرة (يوم الوفاء) تؤسس لعادة جديدة في العالم العربي وهي تكريم المبدعين وهم على قيد الحياة.
وأضافوا في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون دولة الكويت أن هذه المبادرة تعكس إصرار الشيخة سعاد الصباح على تكريم الإبداع الثقافي العربي والمساهمة في نشره وإعلاء مقامه ما سيجعله نبراسا تستدل به المجتمعات في مواجهة تحدياتها.
في هذا السياق ذكر وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين أن مبادرة (يوم الوفاء) التي تقام سنويا لتكريم مبدع عربي مهمة جدا وتعكس التواصل والتعاون بين تونس ودولة الكويت في المجال الثقافي مؤكدا أن وزارته تحرص على الإحتفاء بمفكري تونس وفاء لأبنائها من أهل الفكر والثقافة وتخليدا لهم ولإسهاماتهم سواء في حياتهم أو بعد رحيلهم "فالخلود قدر المفكرين".
وأضاف أن تكريم المفكر التونسي الحبيب الجنحاني هو تكريم لكل المبدعين والمثقفين في تونس وهو تكريم للفكر والثقافة التونسية المرتبطة بجذورها وعمقها العربي مشيرا إلى المزايا الفكرية والاسهامات الثقافية للمفكر والناقد والمؤرح الجنحاني "صاحب الفكر النقدي المستنير وذي الشخصية المعرفية الشمولية متعددة الأبعاد النقابية والسياسية والحقوقية".
من جهته قال مدير (دار سعاد الصباح) للنشر والتوزيع علي المسعودي ان الشيخة سعاد الصباح حرصت منذ سنوات على تكريم المثقفين والمفكرين العرب في خطوة للتشجيع على الثقافة في العالم العربي مشددا على أن مبادرة (يوم الوفاء) التي أطلقت منذ عقود مناسبة للاحتفاء بالفكر العربي ولرد الجميل لمبدعين ومفكرين ساهموا في تطوير مجتمعاتنا.
وأعرب المسعودي عن سعادته باحتفالية اليوم في (دار الكتب الوطنية) التونسية والحضور الغفير "حيث تحول حفل التكريم إلى ندوة فكرية أجمع كل المشاركين فيها على الإشادة بمساهمات الشيخة سعاد الصباح في دعم ونشر الثقافة العربية والدفاع عن حقوق وحريات الإنسان العربي وخصوصا المرأة".
من ناحيته اعتبر المحتفى به الدكتور الحبيب الجنحاني أن تكريمه اليوم هو تكريم لكل المبدعين والمفكرين العرب مشددا على أهمية مؤسسة (دار سعاد الصباح) للنشر والتوزيع في دعم الثقافة العربية عبر مبادرتها (يوم الوفاء) "وهي مبادرة بأبعاد ثقافية وانسانية فضلا عن أنها تعتبر جسرا لتعزيز التواصل والترابط بين الدول العربية".
وأعرب الجنحاني عن اعتزازه وسعادته بتكريمه اليوم مشددا على أن الشيخة سعاد الصباح "ناضلت بسخاء من أجل دعم الحقوق والحريات في العالم العربي وهي اليوم من أكبر الداعمين للثقافة والفكر العربي".
يذكر أن الشيخة سعاد الصباح كانت قد أطلقت منذ سنوات مبادرة (يوم الوفاء) التي انطلقت في الكويت بتكريم الأستاذ الكبير عبدالعزيز حسين كعلم من أعلام التربية والتعليم ثم شملت الشاعر إبراهيم العريض من البحرين في عام 1996 والشاعر السوري نزار قباني في 1998 وثروت عكاشة من مصر في عام 2000 والأمير عبدالله الفيصل من السعودية في 2001 وعبدالكريم غلاب من المغرب في 2003 وغسان تويني من لبنان في 2007 والدكتور صالح العجيري من الكويت في 2013.
ويعد الحبيب الجنحاني مؤرخا وجامعيا تونسيا تلقى تعليمه في جامعة الزيتونة ثم أكمله بألمانيا بالحصول على دكتوراه في العلوم الإنسانية ليتخصص في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي وألف العديد من الكتب عالج فيها قضايا السياسة والفكر والحداثة والمجتمع المدني والديمقراطية والحرية والمواطنة.