تخوض الفرق العربية عدداً من المواجهات الحاسمة في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، في ظل سعيها لمواصلة مسيرتها بالمسابقة والتأهل للمربع الذهبي لأقوى بطولات "القارة السمراء" على مستوى الأندية.
وسيكون الملعب الأولمبي في رادس بالعاصمة التونسية مسرحاً لمواجهة عربية خالصة من العيار الثقيل بين الترجي التونسي وضيفه الأهلي المصري غداً السبت.
وانتزع الترجي، الذي توج باللقب عامي 1994 و2011، تعادلاً بطعم الفوز 2-2 من منافسه المصري في مباراة الذهاب التي جرت بينهما السبت الماضي، بملعب برج العرب في مدينة الإسكندرية المصرية، ليضع قدماً في المربع الذهبي للبطولة.
ويمتلك الترجي الحظوظ الأوفر في الصعود للدور قبل النهائي للمسابقة للمرة الأولى منذ عام 2013، إذ يكفيه التعادل السلبي أو الإيجابي بهدف لمثله، في اللقاء الذي سيقام على ملعبه وأمام جماهيره الغفيرة المتعطشة لوقوف الفريق الملقب بـ(شيخ الأندية التونسية) على منصة التتويج الأفريقية من جديد.
ويسعى الفريق التونسي لتحقيق انتصاره الأول على الأهلي بتونس منذ أكثر من 6 أعوام، عقب خسارته أمام الفريق الأحمر في آخر مواجهتين بينهما على ملعب رادس.
وتوقع مدرب الترجي فوزي البنزرتي، أن تتسم المواجهة بين الفريقين بالصعوبة البالغة، معرباً عن أمله في هز لاعبيه للشباك مبكراً، من أجل إصابة الفريق المصري بالإحباط.
وقال البنزرتي: "المواجهة لن تكون سهلة، ومن المهم ألا نترك الفرصة للأهلي لتطوير لعبه أثناء المباراة".
وأضاف البنزرتي، الذي قاد الترجي للتتويج بلقبه الأول في البطولة قبل 23 عاماً: "تركز عملنا على تصحيح أخطاء مباراة الذهاب، نحن مطالبون بتسجيل الأهداف".
ولفت البنزرتي إلى أن الحضور الكثيف للجمهور سيكون عاملاً مهماً في حسم المباراة، إذ يتوقع دخول أكثر من 40 ألف متفرج لملعب رادس يوم السبت.
من جانبه، يتطلع الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 8 ألقاب، لمواصلة مشواره نحو استعادة اللقب الأفريقي الغائب عن خزائنه منذ أربعة أعوام، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره أمام منافسه التونسي.
ويسعى الأهلي لمواصلة انتصاراته على الترجي في تونس للمباراة الثالثة على التوالي، إذ لا بديل أمامه سوى الفوز بأي نتيجة، أو تحقيق التعادل بنتيجة أعلى من مباراة الذهاب للمرور إلى الدور المقبل.
ويحتفظ الأهلي بذكريات رائعة في ملعب رادس، الذي شهد تتويجه بلقب البطولة عامي 2006 و2012، عقب تغلبه على الصفاقسي والترجي على الترتيب.
وأكد حارس مرمى الأهلي شريف إكرامي، ثقته في قدرة فريقه على تخطي مضيفه التونسي، والعودة للقاهرة ببطاقة التأهل للدور قبل النهائي.
وقال إكرامي: "اعتدنا على مثل تلك الظروف الصعبة، وحضور جمهور الأهلي للتدريبات أمس الأربعاء، قبل السفر لتونس سيجعلنا نقاتل حتى الرمق الأخير للفوز".
وتابع الحارس المصري، الذي ارتكب هفوة قاتلة تسببت في تسجيل الترجي هدفه الثاني في مباراة الذهاب: "تناسيت ما حدث في مباراة الإسكندرية، وأركز حالياً في لقاء العودة، هناك حراس عظماء كانت لهم أخطاء فردية تسببت في ضياع بطولات عالمية".
ويخوض النجم الساحلي التونسي مواجهة عربية أخرى، حينما يستضيف أهلي طرابلس الليبي، حيث يطمح الفريق الملقب بـ(جوهرة الساحل) للعودة إلى المربع الذهبي للبطولة للمرة الأولى منذ 10 أعوام.
ويتعين على النجم، الذي أحرز اللقب عام 2007، الفوز بأي نتيجة لحجز بطاقة الصعود للدور قبل النهائي، بعدما تعادل مع نظيره الليبي سلبياً في مباراة الذهاب التي جرت بمدينة الإسكندرية الأحد الماضي.
ويفتقد النجم خدمات نجمه البرازيلي دياغو أكوستا بداعي الإيقاف، عقب طرده في لقاء الذهاب، حيث يتوقع أن يستعين مدربه الفرنسي هوبير فيلود باللاعب المصري عمرو مرعي لقيادة هجوم الفريق في اللقاء.
من جانبه، يحلم أهلي طرابلس، باستمرار مشاركته الاستثنائية في المسابقة والتأهل للدور قبل النهائي، إذ يكفيه التعادل بأي نتيجة في لقاء العودة لمواصلة مغامرته في البطولة.
ويخوض الوداد البيضاوي المغربي، الفائز بالبطولة عام 1992، مواجهة محفوفة بالمخاطر، عندما يستضيف ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي (حامل اللقب).
وسقط الفريق المغربي في فخ الخسارة 0-1 أمام منافسه الجنوب أفريقي في لقاء الذهاب، لتصبح مهمته صعبة في بلوغ الدور قبل النهائي للنسخة الثانية على التوالي في البطولة.
وأصبح ينبغي على الوداد الفوز بفارق هدفين على الأقل في مباراة العودة لاستمرار مشواره في المسابقة، فيما يكفي صن داونز التعادل بأي نتيجة، أو حتى الخسارة بفارق هدف شريطة نجاحه في هز الشباك.
ويواجه اتحاد الجزائر مهمة أقل صعوبة من نظيره المغربي، عندما يستضيف فريق فيروفيارو دا بيرا الموزمبيقي.
واقتنص اتحاد الجزائر، الساعي للتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، تعادلاً إيجابياً بهدف لمثله في مباراة الذهاب التي جرت خارج ملعبه السبت الماضي.
ويكفي الفريق الجزائر التعادل السلبي فقط للصعود إلى الدور قبل النهائي للمرة الثانية خلال النسخ الثلاث الأخيرة.