صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس ان مواصلة عملية السلام مع الاكراد «مستحيلة» اذا واصل متمردو حزب العمال الكردستاني في شن هجمات دموية على قوات الامن التركية.
وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي في انقرة قبل ان يبدأ جولة تستمر اربعة ايام في الصين واندونيسيا “من المستحيل الاستمرار (في عملية السلام) مع الذين يهددون الوحدة الوطنية».
من جهة اخرى، اكد اردوغان ان العمليات العسكرية ضد الناشطين الاكراد وجهاديي تنظيم الدولة الاسلامي ستستمر ب”العزم نفسه”. وقال ان “التراجع غير وارد. هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه».
من جهة اخرى، قال اردوغان ان قيام “منطقة امنية” خالية من تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا سيسهل عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم.
وقال اردوغان ان “تطهير هذه المناطق واقامة منطقة امنية سيسمح بعودة” اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وعددهم يقارب 1,8 مليون نسمة الى بلادهم، في وقت يعقد الحلف الاطلسي اجتماعا اليوم بطلب من انقرة لبحث الوضع الامني في تركيا.
وقررت الولايات المتحدة وتركيا الاثنين تعزيز تعاونهما العسكري للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا.
وقال مسؤول اميركي كبير الاثنين ان الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وتركيا “تهدف هو اقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة الاسلامية وضمان قدر اكبر من الامن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا».
وتم الكشف عن الاتفاق الذي يمكن ان يغير قواعد اللعبة، فيما اثارت انقرة غضب الاقلية الكردية على اراضيها بقصف مدينة يسيطر عليها الاكراد في شمال سوريا، وفيما تواصل طائراتها قصف اهداف الانفصاليين الاكراد في شمال العراق. 
من جهة أخرى، بدأ حلف شمال الاطلسي أمس مشاورات بطلب من تركيا لمناقشة الحملة العسكرية التركية على تنظيم الدولة الاسلامية والناشطين الاكراد في سوريا.
وفي بداية اجتماع سفراء الدول ال28 الاعضاء في الحلف، اكد امينه العام النروجي ينس ستولتنبرغ ان الحلف “متضامن بقوة” مع تركيا في مواجهة “اعمال الارهاب المرعبة” وعدم الاستقرار على حدودها الجنوبية.
وقال ستولتنبرغ ان الحلف “يتابع التطورات بشكل وثيق جدا ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا”. واضاف ان هذا الاجتماع “فرصة للتصدي لعدم الاستقرار على ابواب تركيا وعلى حدود الحلف”، مؤكدا ان “الارهاب بكل اشكاله لا يمكن تبريره او التسامح معه».
ودعت تركيا الدولة المسلمة الوحيدة واحدى اقوى بلدان الحلف الى مشاورات مع حلفائها بعد هجوم سوروتش الدامي الذي نسبته الى تنظيم الدولة الاسلامية وهجمات نفذها حزب العمال الكردستاني واستهدفت شرطيين وجنودا اتراكا.
وتلقى العمليات التركية دعم فرنسا التي عبر رئيسها فرنسوا هولاند في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن “الشكر على العمل القوي التي تقوم به تركيا ضد داعش وعلى تعزيز التزامها الى جانب التحالف” الدولي.
واضاف البيان ان هولاند واردوغان “طلبا من قوات المعارضة السورية التي بامكانها المساهمة في المرحلة الانتقالية على تعميق حوارها من اجل سوريا حرة وموحدة».
كما اعلنت السعودية دعمها للعمليات العسكرية التي تشنها تركيا. وندد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالهجمات الاخيرة في تركيا واعرب عن تاييده “حق تركيا في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الاعمال الارهابية».
ويفترض ان ترد تركيا على اسئلة الحلف بشأن قرارها شن حملتها على متطرفي تنظيم الدولة الاسلامية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في وقت واحد في اطار “حرب على الارهاب” مع ان المجموعتين متعاديتان.
ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم على قرار الولايات المتحدة وتركيا الاثنين تعزيز تعاونهما العسكري للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا. 
وقال مسؤول اميركي كبير أمس الأول ان الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وتركيا “تهدف الى اقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة الاسلامية وضمان قدر اكبر من الامن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا». 
واضاف انه “لا يزال يتعين العمل على وضع تفاصيل” هذا الاتفاق الا انه اكد ان “اي جهود عسكرية مشتركة لن تشمل فرض منطقة حظر طيران” وهو ما تريده تركيا منذ فترة طويلة. واكد ان الاتفاق سيضمن دعم تركيا “لشركاء الولايات المتحدة على الارض” الذين يقاتلون تنظيم الدولة الاسلامية.