أكد الأمين العام لملتقى الاعلام العربي ماضي عبدالله الخميس أهمية المشاركة الكويتية في فعاليات مهرجان (أصيلة) الثقافي وخاصة ما يتعلق بندوة جرى تنظيمها على هامشه حول الإعلام العربي في عصر الإعلام الرقمي.
 وقال الخميس في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الليلة الماضية ان الوفد الاعلامي الكويتي المشارك في ندوة (الاعلام العربي في عصر الاعلام الرقمي) قدم صورة واقعية لدولة الكويت الحديثة في مجال الاعلام الرقمي مشددا على “الدور الحيوي” لهذه المشاركة التي يعود الفضل في تنظيمها الى وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح.
 واوضح ان هذه الندوة مكنت المشاركين من الاعلاميين العرب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من التعرف على تجربة الكويت الرائدة سواء على مستوى الاعلام التقليدي او الاعلام الجديد.
 وقال ان “الاعلام لا يتغير ولكن الذي تغير هو ادوات الاعلام واستراتيجياته” مؤكدا التجربة الطويلة لدولة الكويت في المجال الاعلامي منذ خمسينيات القرن الماضي “حين كانت الكويت قبلة للصحافيين العرب الذين ضاقت بأفكارهم واقلامهم بلدان اخرى ثم حين تطورت وسائل الاتصال الحديثة في ظل الطفرة التكنولوجية وانخرط فيها الاعلام الكويتي وشباب الكويت بتلقائية ومسؤولية ايضا».
 وأبرز الخميس التحولات التي شهدها المجتمع الكويتي في ظل الانتشار الواسع للاعلام الجديد وشيوع الاعلام الرقمي لاسيما في اوساط الشباب الذين يلاحقون المعلومة عبر مواقع الصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مشيرا الى انه رغم استخدام نحو ثلثي سكان الكويت للانترنت فإن الصحافة الورقية والاعلام التقليدي ما يزالان يشغلان مساحات عريضة ويستقطبان الاهتمام في الكويت.
 وذكر أنه تحدث خلال الندوة عن تجربة الكويت في مرحلة ما قبل الطفرة التكنولوجية والثورة المعلوماتية وما بعدها منبها الى ان الكويت لم تتعرض “لصدمة الحداثة” في هذا الانتقال “لأن الشعب الكويتي راكم عبر عقود من الزمن تجارب التعاطي مع متغيرات الحداثة وذلك بانفتاح وتقبل من قيم راسخة لديه بثقافة التعايش والتسامح وحرية الاختلاف».
 وأشار الخميس الى التطور الذي شهدته وسائل الاعلام والتي مكنت الاعلام من تجاوز معيقات تطوره ونمائه سواء من حيث البطء او من حيث مساحة الانتشار وحرية النشر اضافة الى اكراهات التمويل وجدلية الإلقاء والتلقي.
 يذكر ان الندوة التي افتتحت اعمالها امس الاول الاثنين واختتمت امس الثلاثاء نظمتها وزارة الاعلام وزارة الدولة لشؤون الشباب بالتعاون مع مؤسسة منتدى (اصيلة) ومساهمة مركز (أسبار) للدراسات والبحوث والاعلام السعودي.
 وشارك في الندوة اعلاميون واكاديميون وباحثون ومتخصصون ومهتمون من دولة الكويت وعدد من الدول العربية الاخرى ضمن فعاليات الدورة ال37 لمهرجان (اصيلة) الثقافي الدولي وفي اطار جامعة المعتمد بن عباد الصيفية.
 وناقشت الندوة مواضيع ضمن محاور حول (موقع الإعلام العربي من التحولات الجديدة في بيئة الإعلام الرقمي ومدى تمكن الإعلاميين العرب من مسايرة تلك التحولات التقنية في جوانبها المختلفة) و(التغير الطارئ في علاقة الجمهور بالمؤسسات الاعلامية العمومية والأهلية ومدى قدرة المجتمعات العربية على المواءمة بين التطورات المجتمعية وبين المظاهر التقنية للاعلام والاتصال) و(أيهما أبلغ تأثيرا في الجمهور اليوم : الاعلام التقليدي ام الاعلام التقليدي).
 وكان مهرجان اصيلة الثقافي افتتح دورته الحالية يوم الجمعة الماضية وتستمر فعالياته حتى الثامن من اغسطس القادم.
 وتتضمن برنامج المهرجان ندوات فكرية حول مواضيع (العرب نكون أو لا نكون) و(العرب غدا: التوقعات والمآل) و (قدما إلى الماضي: نحو حرب باردة عالمية جديدة) إضافة إلى ندوة محورية حول (الفيلم والرواية في سينما الجنوب) وندوات أخرى في مجالات الشعر والأدب والفن التشكيلي وغيرها. كما يتضمن سهرات فنية ولقاءات ثقافية أدبية وورش ابداعية في فن التشكيل والرسم وكتابة القصة ونظم الشعر. ويعد مهرجان اصيلة الذي ينظم برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس من أهم المهرجانات الثقافية السنوية في العالم التي تستقطب الى دوراتها كبار المثقفين العالميين والاكاديميين الدوليين ورجال السياسة والاعلام والدبلوماسيين المحنكين اضافة الى مشاهير الفنانين من مختلف دول العالم. واحتفى المهرجان في دورته ال33 بدولة الكويت كضيف شرف تكريما لدورها في تعزيز الثقافة العربية ودعمها على مدى 50 سنة من العطاء المتواصل أثرت من خلاله الحضارة العربية الاسلامية في عصرها الحديث بالانتاج الفكري والثقافي في مختلف نواحي الابداع الانساني.