امتهن الكويتيون قديما العديد من الحرف والمهن اليدوية لتكون مصدر رزق لكسب قوتهم اليومي ووسيلة لتلبية احتياجاتهم البسيطة آنذاك ومع مرور الزمن أصبحت جزءا لا يتجزأ من التراث الكويتي القديم.
ومن أبرز المهن والحرف اليدوية التي كانت منتشرة في البيوت آنذاك الخياطة التي عملت من خلالها المرأة الكويتية على نسج أزياء شكلت ملامح أصيلة وصورة عن التراث الكويتي علاوة على خياطة ملابس أفراد العائلة.
وفي السياق قالت الباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن الخياطة قديما كان يطلق عليها (شلالة) إذ كانت المرأة تخيط ثوبها (دراعتها) البسيطة بيدها بالخيط والإبرة وتفصله بإحكام.
وأضافت الفهد أنه على الرغم من بساطة الأثواب قديما فإن المرأة الكويتية كانت دقيقة في خياطة تفاصيل دراعتها وقوية في حياكتها وماهرة في (جف) ذيل الدراعة أي إحكام خياطة أطراف الثوب والتي تهدف إلى تحديد مسار الخياطة النهائية.
وأوضحت أن المرأة كانت أثناء الخياطة تضع على إصبعها (كشتبانة) وهو (كبوس) مصنوع من المعدن يوضع على طرف الإصبع لحمايته من وخز الإبرة أثناء العمل.
وذكرت أن الخيوط كانت تستورد من الهند على اختلاف ألوانها على شكل (وشيعة) وهي مجموعة من الخيوط على شكل ربطة يتم لفها بشكل متناسق.
وبينت أن الخياطة قبل دخول الآلات (المكائن) كانت تتم يدويا سواء ل(الدشاديش) أو (الدراريع) أو الأثواب وغيرها من الملابس وكانت المرأة علاوة على خياطتها ملابس أفراد عائلاتها تقوم بهذا العمل لكسب الرزق من خلال خياطتها أثوابا لنساء الفريج.
وقالت الفهد إن هناك عددا قليلا من الرجال قديما ممن امتهنوا الخياطة إذ كانوا يخيطون (الدشداشة) ونوعا آخر يسمى (الزبون) وهو عبارة عن (دشداشة) لكنها مفتوحة من الأمام.
ولعل من أبرز الذين عملوا في الخياطة المرحوم ملا علي الخياط الذي عرف بخياطة (الزبون) لكبار رجالات الكويت والشيوخ وتطريزه ب(البريسم) وهي خيوط مصنوعة من الحرير وكانت أجرة الخياط حينها تتراوح بين آنتين اثنتين وأربع آنات.
وتنوعت الابر التي كانت تستخدم في الخياطة فكانت هناك الإبرة العادية بأحجامها المختلفة تستخدم لخياطة الملابس العادية بينما هناك نوع آخر من الابر الخاصة التي كانت تستخدم لخياطة (الزري) و(البريسم) وتزيين الأثواب التي كانت ترتديها المرأة علاوة على الابرة الخاصة ل(القحافي) وهي جمع (قحفية) أي القبعة الصغيرة التي يرتديها الرجال.