قال مسؤول فرنسي رفيع اليوم الخميس إن بلاده راضية بشكل عام عن مدى التزام إيران "حتى الآن" بالاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الدولية عام 2015.
وقال المسؤول الفرنسي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) فضل عدم الكشف عن هويته إن فرنسا اتخذت "موقفا قاسيا" فيما يتعلق بالتزامات إيران الواردة في الاتفاق لافتا إلى أن "احترام طهران للاتفاق عام 2017 كان أفضل من سابقه 2016".
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لوديان قد قال أول من أمس الثلاثاء إن إيران التزمت بالاتفاق النووي الذي يهدف إلى منع طهران من الحصول على قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية.
لكن الولايات المتحدة أعربت عن سخطها إزاء ما قالت إنه "عدم احترام إيران لروح الاتفاق" النووي اضافة إلى أمور أخرى خارج الاتفاق وهددت بالعدول عنه.
يشار إلى أن الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا في يوليو 2015 بين إيران ومجموعة (5 + 1) المكونة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) اضافة إلى ألمانيا يهدف إلى ضمان الطابع المدني للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية عن طهران التي طالما نفت سعيها للحصول على سلاح نووي.
وردا على الموقف الأمريكي من هذا الاتفاق قال لودريان "نحن مثل خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموثوقين والمسؤولين عن تقييم تعاون إيران ..فإننا نعتقد أن إيران تحترم التزاماتها" حتى الآن.
وعلق المسؤول الفرنسي وهو دبلوماسي مقرب من ملف الاتفاق النووي مع إيران قائلا إن "النظام القوي" المنصوص عليه في الاتفاق والذي يهدف إلى وقف وإبطال قدرة طهران للحصول على أسلحة نووية "لا يزال فاعلا".
لكنه اعترف بالحاجة إلى مراجعة بعض المسائل خارج الصفقة النووية ومنها برنامج الصواريخ الباليستية والسياسات الإيرانية تجاه عدد من الملفات الإقليمية ودعم جماعات بعينها مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة النظر في تلك القضايا بشكل منفصل وقال إنه "سيكون من التناقض بل ومن الخطر ممارسة الضغط بشأن تلك المسائل وخسارة الصفقة النووية".
كما حذر المسؤول الفرنسي من إعادة الولايات المتحدة فرض عقوباتها على إيران أو تمديد العقوبات التي ستعتبرها طهران "مرفوضة".
وقال إن إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران أو تمديدها تعد "انتهاكا" للاتفاق من جانب واشنطن حسب تعبيره.
وتعترف فرنسا بأن البرامج الإيرانية للصواريخ الباليستية "لا تتفق " مع قرارات مجلس الأمن الدولي بسبب "ازدواجية" استخدام بعض تلك الصواريخ.
وردا على سؤال ل (كونا) رفض الدبلوماسي الفرنسي ما يقال بأن إيران "تنتهك بوضوح" القرارات الأممية في هذا الوقت وذلك في ظل "غياب آليات الزامية أو إنفاذية في القرارات المتعلقة بالصواريخ الباليستية".
لكنه قال إن فرنسا مستعدة للعمل بخصوص هذه المسألة مع شركائها ومع إيران كما انها تعمل على البحث عن ضمانات أفضل.
وأكد المسؤول الفرنسي أن الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) متحدة في دعم الاتفاق النووي مع إيران.