أكدت وزارة الصحة امس السبت أن تطبيق مفهوم المستشفيات الشاملة بات مطلبا أساسيا وملحا لاستكمال تنفيذ الاستراتيجيات والخطط الرامية الى تحقيق منظومة الإصلاح الصحي في البلاد.
وقال الوكيل المساعد للشؤون الفنية بالوزارة الدكتور وليد الفلاح في تصريح صحافي إن (المستشفيات الشاملة) أصبحت مهمة لتنفيذ خطط الإصلاح الصحي تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة التي تأتي ضمن الأهداف العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.
وأضاف الفلاح أن منظومة المستشفى العام أو المستشفى التخصصي لم تعد تتناسب مع الاحتياجات الطبية والتحديات الصحية ولا تتوافق مع التوصيات العالمية في مجال الخدمات الصحية.
وأوضح أن المستشفيات الشاملة تجمع تحت سقف واحد إدارة واحدة ومنظومة متكاملة من الرعاية الصحية تشمل كل التخصصات لتقديم الرعاية الصحية للمريض بهدف التعامل مع مشاكل وسلبيات تعدد تحويلات المريض لعدة مراكز تخصصية.
وبين أنه ليس من السهل حاليا الحصول على الخدمات والفحوصات الطبية التخصصية المتعددة في وقت واحد علاوة على الأعباء الادارية والاقتصادية والنفسية التي تترتب على تباعد مواقع تقديم الخدمات التخصصية وصعوبة اتاحتها للمرضى الذين يحتاجون إليها في جميع المناطق السكانية.
وأشار إلى أن أحد الاصلاحات الصحية المطلوبة هو إحلال مفهوم المستشفى الشامل بدلا من المستشفيات والمراكز أحادية التخصصات معربا عن الأمل أن يؤدي ذلك الى توفير الرعاية والتغطية الشاملة التي تراعي احتياجات المرضى.
وأفاد الفلاح بأن ما هو مطبق حاليا يزيد من معاناة تعدد التخصصات وتباعد مواقع تقديمها ويحمل النظام الصحي أعباء مالية متزايدة ترهق ميزانية الدولة بسبب التوسع بإنشاء وتشغيل المراكز التخصصية المتعددة وتوفير القوى العاملة لتقديم تلك الخدمات.
وذكر أن منظمة الصحة العالمية أصدرت تقريرا حديثا بشأن المؤشرات الديموغرافية والصحية والانمائية بدول العالم كشف عن الارتفاع المطرد بمعدل متوسط الأعمار المتوقعة عند الميلاد وما ترتب عليه من تزايد بنسبة شريحة كبار السن بين السكان.
وقال إن التقرير بين أيضا ارتفاع معدلات انتشار الامراض المزمنة غير المعدية وفي مقدمها السرطان والسكر والامراض التنفسية المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأضاف أن تلك التغيرات الديموغرافية والمؤشرات الصحية في الكويت جعلت الاطباء يتعاملون بصورة “غير مسبوقة” مع عدد من الأمراض والمضاعفات التي تصيب المريض الواحد بما يعرف ب(المراضة المتعددة) الذي يتطلب وجود التخصصات الطبية المتعددة وتقديمها بسهولة تحت سقف واحد وادارة واحدة.