حذر محللون ماليون كويتيون متداولي سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) من مغبة استقاء معلوماتهم عن الشركات المدرجة من المنتديات الاقتصادية ووسائل التواصل الاجتماعي لبناء توجهاتهم الاستثمارية لما تحمله من مخاطر قد تكبدهم خسائر.
 
 وأكد المحللون أن المتداولين يتعين عليهم قراءة البيانات المالية للشركات وعدم الانصياع وراء تلك الإشاعات التي يروجها بعض المستفيدين منها لافتين إلى تنظيم هيئة أسواق المال حملات توعية بهذا الشأن.
 ونصحوا المتعاملين لاسيما الصغار منهم عدم الولوج إلى تلك المنتديات أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لأن الكثير من المعلومات التي يتم تداولها قد تكون ضمن خانة التكهنات التي لا يمكن بناء القرار الاستثماري عليها داعين إلى ضرورة استشارة المتخصصين ومراجعة نتائج الشركات لتبيان مسار الأعوام الماضية للشركة المراد الدخول عليها.
 
 وقال نائب الرئيس التنفيذي في شركة مرابحات الاستثمارية مهند المسباح إن أخذ المعلومات حول وضع السوق عبر هذه الوسائل أصبح مختلفا عن السابق وتحديدا بعد تعليمات هيئة أسواق المال لوقف المضاربات والتداولات غير القانونية موضحا أنه تم تحويل بعض التداولات المشبوهة إلى النيابة العامة.
 
 وأضاف المسباح أن مثل تلك المنتديات ومنها أيضا موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) يضم بعض الأشخاص مدعي الخبرة لكن الكثيرين منهم غير ملم بالتحليل الفني ومع ذلك فإنهم يجتذبون الناس موضحا أن بعض الأشخاص قليلي الخبرة يطلقون تنبؤات قد تشكل خطرا كبيرا على المتداولين.
 
 من جانبه قال الرئيس التنفيذي في شركة العربي للوساطة المالية ميثم الشخص إن مصدر المعلومة يلعب دورا أساسيا من حيث نوعها وصحتها مؤكدا على صغار المتعاملين وجوب اعتماد المعلومات من جهات معلومة وموثوقة لأن استقصاء المعلومة من غير مصدرها الرئيسي يحمل تداعيات غير محمودة العواقب.
 
 وأضاف الشخص أن هناك أكثر من 70 بالمئة من المتعاملين يبحثون عن أي معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في حين يلجأ البعض إلى المنتديات التي تنشر أخبارا عن أسواق المال لذا يتوجب عليهم توخي الحيطة من الإشاعات التي قد تحملها تلك الوسائل.
 
 من جهته أكد رئيس مجموعة (النمش) العالمية علي النمش ضرورة أن يكون لدى صغار المتعاملين وسائل للنصح والإرشاد من الجهات الرسمية ذات الصلة بهذ الشأن التي يتوجب عليها مواكبة المستجدات والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت سمة العصر.
 
 ودعا النمش كلا من هيئة أسواق المال وشركة البورصة والشركة الكويتية للمقاصة والشركات المدرجة إلى أن تكون فاعلة في وسائل التواصل الاجتماعي مما يوفر لها دعاية كبيرة بين أوساط المتعاملين وحينها يمكن للخبراء أن يقدموا النصح لصغار المتعاملين.
 
 يذكر أن (هيئة أسواق المال) تهتم منذ تأسيسها بتنظيم فعاليات التوعية والتواصل المباشر مع الأطراف المستهدفة للوقوف على احتياجاتها الحقيقية على صعيد التوعية في شتى الجوانب ذات الصلة بأنشطة الأوراق المالية.
 
وشهدت جلسة سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) للجلسة الثانية على التوالي تراجعات جديدة بسبب تدني حركات الأسهم القيادية لاسيما المصرفية فضلا عن الضغوطات البيعية واستمرار المضاربات على أسهم شعبية ما ساهم في إغلاق المؤشرات الرئيسية في المنطقة الحمراء.
 
وسيطر العامل النفسي للمتعاملين على أوامر الشراء والبيع إذ مازال السوق يفتقد للمحفزات الإيجابية فضلا عن التراجع الذي تشهده أسعار النفط وعزوف الكثير من المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية عن الولوج للسوق والذهاب إلى أسواق مالية مجاورة.
 
وكانت موجات التسييل حاضرة في مسار الجلسة بسبب الضغوط البيعية على أسهم البنوك وشركتي (زين) و(الصناعات الوطنية) في حين لم تنل الضغوطات كثيرا من سهم (أدنك) الذي عدل من مساره في اللحظات الأخيرة قبل الإغلاق بينما شهد بعض أسهم شركات الأسمنت الخليجية رواجا ملحوظا.
 
واستمرت وتيرة موجة الشراء الانتقائي على قليل من الأسهم القيادية وغيرها من الشعبية خصوصا أنها بلغت مستويات مغرية للشراء في ظل الدعم الذي وجده السوق عقب إفصاح بعض الشركات المدرجة عن أداء الربع الثاني من العام الحالي رغم أن كثيرا من الشركات حققت بيانات جيدة لكن السوق لم يتفاعل معها بالصورة المرجوة.
 
يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أغلق جلسة اليوم منخفضا 90ر23 نقطة ليصل عند مستوى 80ر6212 نقطة في حين بلغت القيمة النقدية نحو 55ر14 مليون دينار تمت عبر 3134 صفقة نقدية وكمية اسهم بلغت 90ر136 مليون سهم.