سمو الأمير يوجه دائمًا بتطوير الاقتصاد والتنمية البشرية
 
تحذيرات سموه دائمة من تجاوز القانون وزج البلاد في أتون الصراعات السياسية والدينية
 
التعاون البناء بين السلطتين ضرورة ملحة وواجب حتمي واستحقاق وطني
 
الوحدة الوطنية هي الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها أطماع الغزاة والمعتدين
 
وحدتنا الوطنية السور الواقي لهذه الأرض الطيبة ممن أرادوا بها شرًّا
 
التوجه الأول يجب أن يكون نحو الإصلاح والبناء والتركيز على الحاضر والاستعداد للمستقبل
 
الرقابة المسؤولة ليست حقًّا دستوريًّا للنائب فحسب بل التزام وواجب وطني
 
يتفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - غدًا الثلاثاء بافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر (مجلس 2013) بالنطق السامي، ليكون خارطة طريق تسير عليها السلطتان في الدور المقبل من أجل استكمال إنجازات المجلس في تحقيق طموحات المواطنين.
وفي السطور التالية تعد شبكة الدستور الإخبارية قراءة في المضامين السامية التي افتتح بها أدوار الانعقاد الستة عشر منذ تولي سموه مقاليد الحكم، ساهمت في رسم ملامح وأولويات السلطتين.
واشتمل النطق السامي خلال أدوار الانعقاد على مضامين من شأنها نهضة البلاد على جميع الأصعدة سواء من جهة تنفيذ خطة التنمية وتنويع مصادر الدخل في البلاد وكذلك رسخت المضامين مبدأ التعاون بين السلطتين وفق ما أقره الدستور.
فبعد أن ألقى سموه النطق السامي في مجلس الأمة في 29 يناير 2006، والذي أدى فيه سموه القسم أمام المجلس أميراً للكويت، ونعى فيه أخاه سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ورفيق دربه الأمير الوالد الراحل سمو الشيخ سعد العبد الله، فقد دشن سموه صفحة جديدة من تاريخ الكويت المعاصر.
وسار سموه بالكويت إلى شاطئ الأمان في عالم يموج بالتطورات والمتغيرات وفي ظل ما تشهده الساحة الإقليمية من مظاهر التوتر وعدم الاستقرار.
سموه رسخ من خلال منطوقاته السامية الستة عشر التي ألقاها على مدار ما يقرب من اثني عشر عامًا، مفاهيم عدة من شأنها أن تدفع مسيرة البناء والتنمية إلى الأمام، من أهمها التعاون الإيجابي بين السلطتين وتغليب الصالح العام ونبذ التحزب والأهواء الطائفية والقبلية والفئوية الضيقة من أجل أن تبقى الكويت دائمًا هي الرابح الأول والأكبر.
مبادئ سامية، ونصائح غالية، واستحقاقات وطنية، وقضايا مهمة، وأسس واضحة، وأفكار خلاقة اشتمل عليها النطق السامي في افتتاح الفصول التشريعية كافة من الحادي عشر إلى الخامس عشر، وعلى مدار ستة عشر دور انعقاد.
واشتملت الكلمات على مضامين سامية في القضايا والمجالات كافة سواء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية، والتي من شأنها خلق بيئة صالحة لمواطن يعيش في رغد وأمن وكرامة، وفيما يلي تفاصيل القراءة:
الحفاظ على الوطن
منذ الكلمة السامية الأولى التي ألقاها سموه في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر لمجلس الأمة - 12 يوليو 2006 ، وسموه يدعو إلى الحفاظ على الكويت، مبينًا أنها الغاية الأولى وتتوالى الجهود من أجلها ليكون وطنًا حرًّا مستقلًّا عزيزًا آمنًا.
ولتأكيده أن الكويت هي الوطن وينبغي الحفاظ عليها فقد قال سموه:" إن الكويت هي الأم، وهي المهد، وهي اللحد، هي الأرض التي نعيش عليها، ونعمل من أجلها، وندفن في ثراها، ليس لنا وجود إلا بوجودها، ولا عز إلا بعزها، هي الإرث الذي انحدر إلينا من الآباء والأجداد، والذي علينا أن نحافظ عليه، ونضحي من أجله بأرواحنا".
وأكد سمو الأمير أن الحفاظ على الوطن، والحرص على تطوره ونمائه وازدهاره، وعلى ثرواته ومقدراته مسئولية وطنية مشتركة تقع على عاتقتنا جميعًا وليست حكرًا على سلطة أو فرد، كما أنها ليست مجالًا للتشكيك أو المزايدة.
وقال سموه " إن مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن العزيز، والحرص على تطوره ونمائه وازدهاره، وعلى ثرواته ومقدراته مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتقنا جميعًا ... وهي ليست حكرًا على سلطة أو فرد، كما أنها ليست مجالًا للتشكيك أو المزايدة، والكل يعلم أن أبوابي مفتوحة ووالد الجميع لسماع ما يتم طرحه من أفكار ومقترحات، تهدف إلى تعزيز مسيرة بناء الوطن وتنميته، والحفاظ على مصلحته ".
التعاون بين السلطتين
مبدأ التعاون بين السلطتين أخذ حيزًا كبيرًا من كلمات سموه لما له من تأثير كبير على نهضة الكويت وتأمين الحياة الكريمة لمواطنيها، وكذلك لما له من الآثار الإيجابية على استقرار البلد سياسيًّا وأمنيًّا.
وقد أكد سموه في أكثر من موضع أن التعاون بين السطلتين أمر حتمي. 
وشدد سموه على تفعيل التعاون الإيجابي بين المجلس والحكومة لترسيخ دعائم الاستقرار وتعزيز دولة المؤسسات وسيادة القانون وإطلاق مسيرة التنمية والإصلاح الشامل ومكافحة الفساد وفتح مرحلة واعدة من العمل الجاد والممارسة الفعالة في الرقابة والتشريع.
ومن أهم ما قال سموه في هذا الشأن: «لقد دأبت في خطاباتي السابقة أن أذكركم بأهمية العمل على تجسيد التعاون المأمول بين المجلس والحكومة من أجل زيادة الإنجاز وحل مشكلات المواطنين ومعالجة قضاياهم وتسهيل مصالحهم، لا سيما أن حجم التحديات التي تواجهنا، والأخطار التي تحيط بنا تجعل التعاون ضرورة ملحة وواجبًا حتميًّا واستحقاقًا وطنيًّا.
الوحدة الوطنية
ظلت الوحدة الوطنية من أهم الموضوعات التي ركز سموه عليها في كل خطاباته السامية بلا استثناء موليًا إياها أهمية كبرى، فقد حذر سموه من السماح بتدخل الغرباء للعبث في الكويت ومقوماته وخصوصياته والسماح بأن تكون بلادنا ساحة لصراعات ومعارك الغير وتصفية حساباتهم محذرًا من عدم استدراج الفتنة البغيضة التي تشق الصف وتنال من الوحدة الوطنية.
 
وأكد سموه أن هناك من يحاول إشاعة العداوة والبغضاء في صفوف المجتمع وإثارة الفتنة بين المواطنين وهو لا يريد لهذا البلد خيرًا بل يعمل لهدم الوحدة الوطنية ويسعى إلى تمزيق المجتمع وجر البلاد إلى هاوية الخراب والدمار.
 
ودعا سموه إلى العمل لتحصين الوطن وحماية مجتمعنا من أسباب الفتن والنزاعات بتعزيز الجبهة الداخلية وتلاحمنا ووقوفنا صفًّا واحدًا متكاتفين، محذرا من العزف على أوتار الطائفية البغيضة أو استغلال النزاعات القبلية والفئوية والعرقية والطبقية.
 
ومن أبرز ما قاله سموه في هذا الصدد: «لقد كانت وحدتنا الوطنية عبر مئات السنين هي الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها أطماع الغزاة والمعتدين والسور الواقي لهذه الأرض الطيبة ممن أرادوا بها شرًّا، واليوم ونحن نرى الاضطرابات تعصف بالدول شرقًا وغربًا ونيران الفتن والحروب الأهلية تحرق المجتمعات والشعوب، فإننا أحوج ما نكون لوحدتنا الوطنية التي تحمينا من هذه الكوارث والويلات».
إصلاح الجهاز الإداري 
من ضمن التوجيهات السامية التي اشتملت عليها خطابات سموه إصلاح الجهاز الإداري للدولة والارتقاء بأدائه لأنه آلة الإنجاز لتحقيق الإصلاح المنشود من خلال مراجعة منهجية العمل وفلسفته ومراجعة مفاهيم الوظيفة العامة في اتجاه تحسين الخدمات وتسهيل مصالح المواطنين وتسريع دورة العمل وتفعيل الشراكة الإيجابية البناءة مع القطاع الخاص وتشجيع الإبداع والمبادرات لتحقيق الانطلاقة المنشودة.
ودعا سموه إلى تفعيل الرقابة على أداء الأجهزة الحكومية التي تتسم بالموضوعية والحرص على المصلحة العامة والبعد عن الشخصانية والأهواء بما يحقق الإصلاح المنشود.
ومن أهم ما قاله سموه في هذا الشأن: إن التوجه الأول للجهد الوطني اليوم يجب أن يكون نحو الإصلاح والبناء وتعويض ما فاتنا خلال سنوات التوتر والاحتقان وضياع الجهد والفرص كما يجب التركيز على الحاضر والاستعداد للمستقبل وتجاوز الانغماس في متاهات الجدل العقيم.
ترشيد العمل البرلماني
يحرص سموه دائمًا إلى تعزيز مكانة المؤسسة التشريعية وتفعيل دورها الحيوي من خلال ترشيد العمل البرلماني وتصويب ممارساته في الرقابة والتشريع في إطار الدستور واعتبارات المصلحة العامة، فسموه يعلم أن الشعب الكويتي ينتظر من المجلس رقابة تتسم بالوعي والجدية والموضوعية.
ومن أقوال سموه في هذا الإطار: «رقابة تبتعد عن الكيدية والشخصانية والحسابات السياسية، تعالج الخلل وتحاسب المقصر والمتجاوز وتقضي على مظاهر التسيب والقصور وهذه الرقابة المسؤولة ليست حقًّا دستوريًّا للنائب فحسب بل هي التزام وواجب وطني يستوجب الدعم والمساندة».
تطبيق القانون
شدد سمو الأمير على أن الآونة الأخيرة شهدت أمثلة طيبة للحزم في تطبيق القانون في عدد من قطاعات الدولة أتت ثمارها المفيدة ونتائجها الحميدة، داعيا سموه إلى التوسع في إجراءات تطبيق القانون على الجميع بلا إفراط ولا تفريط.
فسمو الأمير دائمًا ما يحث على ترسيخ مبدأ سيادة القانون وتطبيقه على الجميع كبيرًا كان أو صغيرًا ولهذا قال سموه" إن القوانين لم تشرع عبثًا، وإنما شرعت لتحترم، وما وضعت الجزاءات على مخالفتها إلا لتطبق، وإن كلًّا منا مسؤول عن ذلك في بيته وفي عمله وفي وطنه". 
وأكد سموه أن "القوانين وضعت لبيان الحقوق والواجبات وتحقيق الصالح العام وسيادة القانون تعني المساواة بين الناس وتطبيق أحكامه على الجميع، فعلينا ترسيخ هذا المبدأ، وعلينا أن نغرس الالتزام بالقانون واحترامه في النفوس، وأن يكون مشرّعو القوانين ومنفذوها قدوة حسنة في الالتزام بأحكامها، فبهذا نستطيع أن نحارب الفساد والانحراف والتجاوز على مقدرات الوطن وثوابت المجتمع".
ويشدد صاحب السمو الأمير دائمًا على احترام القانون وعدم مخالفته وينبه على مخاطر الخروج على الثوابت الوطنية ، والاستقواء بغير القانون ، وإثارة أجواء التشنج والتجاذب والتوتر الذي لا طائل منه، وما قد تنتهي إليه هذه الأمور من نتائج لا يمكن لمُخلصٍ أن يتجاهل جسامةَ عواقبها.
وقال سموه:" لقد نَبَّهّتُ مرارًا من مخاطر الخروج على الثوابت الوطنية ، كما نَبَّهّتُ من مغبةِ الاستقواء بغير القانون ، وإثارة أجواء التشنج والتجاذب والتوتر الذي لا طائل منه ، وما قد تنتهي إليه هذه الأمور من نتائج لا يمكن لمُخلصٍ أن يتجاهل جسامةَ عواقبها".
حرمة المال العام
أكد سمو الأمير أن مال الدولة هو مال المواطنين جميعًا وأن العبث بالمال العام أو سرقته كسرقة مال الجار أو العبث به بما يستوجب اتخاذ كل التدابير الجادة لضمان الحفاظ عليه ومنع الاعتداء عليه.
وقال سموه في هذا الشأن: إن للمال العام حرمة وحصانة بل قدسية يجب احترامها وحمايتها».
مكافحة الفساد
وسعيًا للإصلاح الشامل وتطهير البلاد من الفساد فقد أوضح سموه أنه تم إنشاء هيئة مكافحة الفساد وتتمتع بالسلطة الكاملة والمساندة والدعم اللازمين، آملًا سموه أن توفق في أداء مهامها وتطهير البلاد ووقايتها من آفة الفساد، لافتًا إلى أن مكافحة هذه الآفة المدمرة ليست مسؤولية الهيئة وحدها بل هي مسؤولية الجميع، داعيًا المجلس والحكومة وكذلك سائر المواطنين إلى مد يد العون ومساندتها.
ومن قول سموه في هذا الصدد: «تفعيل إرادة التغيير وتأمين مقوماتها ومتطلباتها بما يؤدي إلى ترجمة وتحقيق الرؤية المنشودة وتلبية الآمال والطموحات المنشودة».
أمن الوطن
سمو الأمير بحنكته السياسية ينبه مرارًا على أن الأوضاع الدولية عمومًا وأوضاع عالمنا العربي ومنطقتنا الخليجية خصوصًا تمر بتطورات ومستجدات في غاية التعقيد.
ويؤكد سموه "أن هذه التطورات تتطلب أن نكون إزاءها من الثبات بحيث لا تجرفنا، ومن المرونة بحيث لا تتجاوزنا، فأعمال العنف والقتل والإرهاب تحصد العديد من الأبرياء وتروع الآمنين، والحروب التي تشن على شعوب مسالمة تحمل معها الدمار والهلاك، ونحن بحاجة إلى تقويـة التعاون الفعال مع الدول الشقيقة والصديقة لما فيه مصلحة دولنا، وتحقيق الأمن والسلام في العالم".
ويشدد سمو الأمير على أن الأمن والاستقرار وسيادة القانون والمبادئ التي جسدها الدستور هي الأسس والقواعد التي ترتكز عليها داعيًا سموه الجميع أن يعوا أبعاد الأخطار التي تهدد الأمن ووجوب الحرص على الوحدة الوطنية والمشاركة في حماية أمن الوطن لأنه أمنهم وحماية لأنفسهم وأهلهم وأموالهم.
ويؤكد سموه أن حماية أمن الكويت داخليًّا وخارجيًّا وتأمين الاستقرار وسيادة القانون من أهم أولويات سموه، فلا تهاون ولا تساهل، مطالبًا بجعل أمن الكويت واستقرارها دائمًا نصب أعينكم، فمن أهم نعم الله على هذا البلد الأمين أن ألّف بين قلوب أبنائه على اختلاف مشاربهم وتنوع أصولهم وتعدد منابعهم.
وأكد سموه كذلك أن الولاء للوطن فوق كل ولاء ومصلحة الوطن تتقدم على كل مصلحة ، وقال سموه «لن ندخر وسعًا ولن نألو جهدًا أو مالًا في سبيل حماية أمننا الوطني وتعزيز أجهزة الأمن وزيادة قدراتها وكفاءتها، احرصوا على حماية أمن الوطن، وصونوا وحدتنا الوطنية".
التنمية البشرية
يقول سمو الأمير "عندما نتحدث عن التنمية فإن التنمية الوطنية الحقة ليست مجرد مبانٍ شاهقة رغم جمالها ولا مجرد أسواق فاخرة رغم فوائدها ولا مجرد طرق ومطارات ومرافق رغم ضرورتها بل التنمية البشرية تنمية المواطن الصالح والإنسان الإيجابي هي الأساس الأهم والأجدى وهي الاصعب منالًا والأعلى قيمة".
ويضيف سموه" ومن هنا فإن رعاية الشباب وتمكينهم تشكل محورًا رئيسيًّا في برنامج العمل الوطني ويستوجب دعم التواصل مع الشباب والاستماع الى آرائهم وهمومهم وزيادة دورهم ومشاركتهم في إدارة شؤون البلاد وتدريبهم وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم على الإنتاج والإبداع والابتكار وخلق مزيد من فرص العمل لهم ودعم إقبالهم على المشاريع الصغيرة والمتوسطة".
فسمو الأمير يؤكد أن بناء الإنسان الكويتي في طليعة أولويات سموه ليكون مؤهلًا علميًّا وعمليًّا يملك الكفاءة والمقدرة والخبرة التي تتطلبها أسواق العمل بناء الإنسان الكويتي المؤمن بدينه وبوطنه المتمسم بقيم ومبادئه وتراثه الذي يؤدي واجبه قبل أن يأخذ حقوقه.
ومن أقوال سموه في هذا الشأن: «إن التنمية البشرية هي أساس التنمية الشاملة وأدائها وهدفها فالدول والمجتمعات ترتقي وتتقدم بصلاح الإنسان».
وقال سموه أيضًا: «التنمية الوطنية الحقة ليست مجرد مبانٍ شاهقة رغم جمالها ولا مجرد أسواق فاخرة رغم فوائدها ولا مجرد طرق ومطارات ومرافق رغم ضرورتها بل هي تنمية المواطن الصالح والإنسان الإيجابي هي الأساس الأهم والأجدى وهي الأصعب منالًاوالأعلى قيمة».
الشباب
الشباب بالنسبة لأمير البلاد سمو الشيخ صباح الأحمد هم اللبنة الأولى لبناء الوطن ونهضته وتقدمه، فسموه يولي كل الدعم والتشجيع وكل الرعاية للشباب، ويوصي بمحاورتهم وسماعهم وإشراكهم في الأمر والأخذ بأيديهم وتدريبهم وتأهيلهم لتحمل مسؤولية كويت المستقبل وتسلم الراية.
ومما أسف له سموه ما شاهده من ازدياد لظواهر سلوكية سلبية وشاذة وغريبة على مجتمعاتنا مع القيم الأصيلة التي جبل عليها أهل الكويت والتي بدأت تتفشى خاصة بين فئة الشباب، داعيًا إلى تكاتف الحكومة والمجلس لمواجهتها وللوقاية منها وللحد من انتشارها والحزم في تطبيق القانون.
وفي هذا الإطار قال سموه: «تفعيل دور المدرسة والمسجد والأسرة ونشر التوعية الاجتماعية للحد من هذه الظواهر السلبية وعدم انتشارها في المجتمع».
الثروة النفطية
الثروة النفطية لم تغب عن خطابات سموه فقد دعا الحكومة والمجلس للمحافظة عليها من خلال إصدار التشريعات والقرارات اللازمة التي تحمي هذه الثروة، ويقول سموه إن انخفاض أسعار النفط عالميًّا أدى إلى تراجع إيرادات الدولة بحوالي 60 % ما ولد عجزًا في ميزانية الدولة يثقل كاهلها ويحد من طموحاتنا التنموية.
وقال سموه في هذا الشأن: «إن الثروة النفطية ليست ملكًا لنا فحسب بل هي أيضًا حق للأجيال القادمة وعلينا أن نستغلها الاستغلال الأمثل لضمان استمرار بناء الإنسان الكويتي ونمو اقتصادنا الوطني».
المنظومة الخليجية
رائد المصالحة العربية والخليجية سمو الشيخ صباح الأحمد ،في كل خطاباته يؤكد أن أمن الكويت جزء لا يتجزأ من أمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأن كل تهديد يستهدف أمن إحدى دول المجلس إنما هو تهديد لأمن الكويت وسائر دول المجلس، نرفضه ونتداعى لدفعه ونتعاون لدحره.
ويشدد سموه على أن مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وما حققته دوله من إنجازات مشهودة ومنزلة رفيعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وانطلاقًا من وحدة الهدف والمصير بينها، وروابط القربى والأخوة، حري بنا أن نتمسك بها، ونعمل على تعزيزها ودفعها لتكون هذه المسيرة المباركة أملًا في الوصول إليها نحو توافق عربي، ينقذ الأمة من عثرتها، ويوقظها من سباتها، ويستعيد عزتها ومنعتها.
وقد تجسد هذا عمليًّا حين تعرضت الكويت لعدوان غاشم واحتلال آثم عام 1990، كما تأكد هذا جليًّا حين لاحت مؤخرًا نذر الخطر والتهديد لأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي هو أمن لنا جميعًا، فهبت دول مجلس التعاون بمشاركة فعالة في «عاصفة الحزم» التي أطلقها وقادها بكل شجاعة وإقدام أخونا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حماية لأمن المملكة الشقيقة، ودفاعًا عن الشرعية في اليمن الشقيق، والتي اتسع نطاقها في تحالف داعم للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
ومن أقوال سموه: «إننا على ثقة بأن أداءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية يرتفع إلى مستوى الأخطار التي تهدد بلداننا والتحديات التي تواجه شعوبنا وتعزز من قدراتنا وإمكاناتنا الجماعية».
التنمية الاقتصادية (إصلاح الاقتصاد)
التنمية الاقتصادية كانت وما زالت من أهم ملامح رؤية صباح الأحمد في نهضة البلاد، إذ طالب سموه الحكومة والمجلس باتخاذ تدابير وإجراءات إصلاحية عاجلة للنهوض بالتنمية الاقتصادية والعمل على تطوير وبناء نشاطات اقتصادية منتجة توفر فرصًا للعمل للشباب وتنوع مصادر الدخل وتقلل اعتماد اقتصادنا على النفط، لا سيما في ظل انخفاض أسعار النفط نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية تعصف بالاقتصاد العالمي مما يلقي بظلالها السلبية على اقتصادنا الوطني.
ومن أهم أقوال سموه: «لا بد من المسارعة إلى مباشرة إجراءات جادة وعاجلة لاستكمال جهود الإصلاح الاقتصادي وإنجاز أهدافه والتصدي على نحو فعال لمظاهر الفساد وأسبابه ومعالجة الاختلالات التي تشوب اقتصادنا الوطني».
ترشيد الإنفاق
شعورًا من سمو الأمير بالمسؤولية تجاه أزمة انخفاض أسعار النفط وتأثيره على عجز الموازنة وتقديرًا منه تقدير الأب فقد أمر سموه بتخفيض مصروفات الديوان الأميري ليكون القدوة الحسنة في ظل الظروف الراهنة، فضلًا على ما تضمنته خطابات سموه من حث السلطين على سلوك هذا المسلك من أجل العبور إلى بر الأمان ولم يغفل سموه تأكيده أن يكون ذلك دون المساس بالمواطن البسيط، مع توجيه الدعم لمستحقيه.
فحذر سموه م مخاطر النمط الاستهلاكي في المجتمع وتزايد الإنفاق الحكومي الاستهلاكي الذي لا طائل منه ولا عائد وذلك على حساب مجالات التنمية والاستثمار في الإنسان الكويتي.
ومن أقوال سموه: «إن عليكم مسؤولية منع الهدر في الموارد وترشيد الإنفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه دون المساس بالاحتياجات الأساسية للمواطن أو التأثير على مستوى معيشته».
وباء الإرهاب
حذر سموه من مخاطر الإرهاب الأسود والذي وصل إلى الكويت مؤخرًا بالرغم من أن الكويت ظلت بعون الله وفضله دار أمن وأمان، وواحة رخاء واستقرار، ينعم أهلها بالحرية والتراحم، وسط محيط تستعر فيه نيران الحروب الأهلية، والصراعات الطائفية والعرقية، تخوضها جماعات وتنظيمات مسلحة أشاعت الفوضى والإرهاب، ونشرت الخراب والدمار، وتسببت في سقوط مئات آلاف القتلى والمصابين، ونوزح آلاف المشردين من ديارهم،
ويشدد سموه على أن وباء الإرهاب وجد طريقه إلينا، واقترف جريمته الشنعاء بتفجيره مسجد الإمام الصادق - رضي الله عنه - وأرضاه في شهر الصيام والقيام، ولم يراعِ لبيوت الله حرمة، ولم تأخذه بالركّع السجود رحمة، وأسقط عشرات القتلى والمصابين، غير أن تلاحم شعبنا فوت الفرصة على من يريد النيل منا، وسطر أروع صور للوحدة الوطنية.
ومن أقوال سموه: «إن هذه الجريمة النكراء، والخلايا الإرهابية، ومخازن الأسلحة والمعدات الإرهابية التي كشفتها مؤخرًا العيون الساهرة على أمن الوطن، والتي نسجل لها الشكر والتقدير، تدق عاليًا أجراس الخطر تحذيرًا وإنذارًا، توجب علينا المزيد من اليقظة والانتباه، وأن نجعل أمن الوطن وسلامة المواطنين همنا الأول، وشغلنا الشاغل الذي يتقدم على كل ما سواه».
التعليم
خبرة سموه الطويلة واطلاعه على تاريخ نهضة الأمم والمجتمعات جعلته يؤمن بأن العلم والتعليم هما أساس تقدم الأمم، فبدونهما تغرق الأوطان في وحل الفقر والجهل والفوضى، مما حدا بسموه أن يدعو إلى أنه قد " آن الأوان لـعــقـد مـؤتـمـر وطـنـي يـسـاهم فـيه المـعـنـيون والمختصون لوضع الأسس العلمية المناسبة لتطوير التعليم، لبناء جيل من أبناء الكويت محب للوطن، مبدع في عمله، قادر على بناء مستقبله، مؤمن بعمله، متمسك بثوابت أمته.
التخطيط والتنمية
إن سموه يدرك تمامًا بأن التخطيط والتنمية هما ضرورة حياة فقد وضعهما سموه في طليعة الأولويات الوطنية، فقال سموه "إن التخطيط والتنمية هما في طليعة أولوياتنا الوطنية التي يجب الاتفاق عليها والعمل على إنجازها فالتخطيط والتنمية هما ضرورة حياة وأساس بناء وضمان مستقبل لأبنائنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة".
الكويت للجميع
"والد الجميع " لقب لسموه لم يأتِ من فراغ، لم يأتِ إلا لأنه لم يفرق بين قبيلة وأخرى أو طائفة وأخرى أو شريحة وأخرى، فالكل ينتمي لوطن واحد لا فرق بين كبير وصغير ولا غني ولا فقير، فأكد سموه ذلك بقوله" الكويت ليست لفئة دون أخرى، ولا لطائفة دون غيرها، إنها للجميع، عزتنا من عزتها، وبقاؤنا من بقائها، مرفوعة رؤوسنا بالانتماء إليها أبناء مخلصين لها بعمل يبني وجهد يثري ودمًا يفدى"..
تصحيح المسار الإعلامي
دعا سمو الأمير وسائل الإعلام إلى “استمرار مواصلة رسالتها الإعلامية بكل تفانٍ ومسؤولية مع ضرورة انتهاج أسلوب النقد البناء، والطرح العقلاني للقضايا التي تهم الوطن والمواطنين"، وحثها سموه على عدم الإثارة أو التأجيج أو التجريح، مع مراعاة المصلحة العليا للوطن، ووضعها فوق كل اعتبار".
وطالب سمو الأمير وسائل الإعلام بأن تكون أمانة الكلمة مصونة، وأمانة النقل والنقد نهج تتبناه، فتبرز الخلل دون تهويل، وتطرح الحل دون تضليل وأن تكون وسائل بناء صالحة كما نتمناها دائمًا.
وقال سموه"كلمة أوجهها لوسائل إعلامنا والقائمين عليها... بأن تسمو المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على أمن البلد واستقراره فوق كل مصلحة، فتكون أمانة الكلمة مصانة، وأمانة النقل والنقد نهج تتبناه، فتبرز الخلل دون تهويل، وتطرح الحل دون تضليل ... فإن لها دورًا فعالًا في خلق رأي عام مستنير، يسهم في جهود التنمية ويعزز الولاء للوطن، ويرسخ القيم الفاضلة لمجتمعنا،       وينشر المحبة بين الناس ويسهم في كسب الأصدقاء وفي مد جسور الأخوة والصداقة بين دولة الكويت والدول الشقيقة والصديقة، وتجنب كل ما يسيء إلى علاقة دولة الكويت مع هذه الدول، ولن نقبل لوسائل إعلامنا إلا أن تكون وسائل بناء صالحة كما نتمناها دائماً".
تنويع مصادر الدخل 
وجه سموه بضرورة تنويع مصادر الدخل وإعطاء القطاع الخاص دورًا أكبروعدم وضع العقبات، وإثارة الشبهات دون دليل أمام تنفيذ مشاريعنا التنموية الكبرى، كي لا تتضاعف تكلفة تنفيذها.
وقال سموه" إن علينا تنويع مصادر دخلنا، والتوجه نحو إعطاء القطاع الخاص دورًا أكبر للمساهمة في نهضة وطننا، وعدم وضع العقبات، وإثارة الشبهات دون دليل أمام تنفيذ مشاريعنا التنموية الكبرى، كي لا تتضاعف تكلفة تنفيذها عن تقدير اعتماداتها المالية التي من شأنها الإضرار باقتصادنا". 
وأضاف سموه "ولقد كررت مرارًا على أهمية الاستفادة من فرص ارتفاع أسعار النفط لبناء اقتصاد متين ومتنوع، وتطوير نشاطات اقتصادية جديدة منتجة، تعتمد على كفاءة وإنتاجية الإنسان الكويتي، وتعزيز قدراته التنافسية، في إطار انطلاقة تنموية مستدامة، وفق برنامج حكومي واضح المعالم."
تعزيز الديمقراطية
قال سمو الأمير إن الديمقراطية تقترب من تحقيق غاياتها كلما تجسد نكران الذات وتقديم المصلحة العامة على ما عداها وكلما تكرست الممارسة الواعية للواجبات والحقوق والالتزام بأحكام القانون، وان إيماننا ثابت بالديمقراطية وستظل بإذن الله راسخة الجذور وعلينا جميعا العمل نحو تعزيزها والحفاظ عليها.
وقال سموه "إن الديمقراطية تقترب من تحقيق غاياتها كلما تجسد نكران الذات وتقديم المصلحة العامة على ما عداها وكلما تكرست الممارسة الواعية للواجبات والحقوق والالتزام بأحكام القانون.. وإن إيماننا ثابت بالديمقراطية وستظل بإذن الله راسخة الجذور وعلينا جميعًا العمل نحو تعزيزها والحفاظ عليها. ".