قال وكيل وزارة النفط الشيخ طلال العذبي الصباح اليوم الاثنين ان الكويت شهدت "اكبر كارثة بيئية عرفها التاريخ البشري" حين دمرت القوات العراقية في عام 1991 ابار النفط الكويتية وحرقت نحو 727 بئرا نفطية مشيدا بدور ابناء الكويت في التصدي لهذه الكارثة.
جاء ذلك في كلمة القاها الشيخ طلال العذبي ممثلا وزير النفط وزير الكهرباء والماء المهندس عصام المرزوق خلال احتفال الجمعية الكويتية لحماية البيئة باليوم العالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية.
واضاف الشيخ طلال العذبي ان تدمير 1037 بئرا نفطية وحرق الابار تسبب بتلوث الهواء بحوالي 150 طنا من الملوثات الجوية شكلت أضرارا جسيمة على الصحة العامة اضافة الى تلويث البيئة برا وبحرا.
وذكر ان الكويتيين بذلوا بعد تحرير البلاد من الغزو العراقي عام 1991 جهودا جبارة لاطفاء الابار التي اشعلتها القوات العراقية في غضون سبعة اشهر لافتا الى ان الخبراء توقعوا أن يستغرق اطفاؤها اكثر من عامين.
واشار الى ان خسائر القطاع النفطي قدرت بنحو 75 مليار دولار آنذاك مشيدا بدور ابناء الكويت خلال تلك المرحلة والتي ضمت 27 فريق اطفاء دوليا من بينهم 26 عضوا كويتيا استطاعوا اخماد 41 في المئة من مجموع الابار المشتعلة محافظين على ثروات الوطن.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الوطنية نزار العدساني في كلمة مماثلة ان اقرار اليوم العالمي لعدم استخدام البيئة في النزاعات يحتم على الحكومات التعاون لتفعيل هذا القرار ولوضع حد لاستخدام البيئة في الصراعات والحروب.
وأوضح أن تكريم أعضاء فريق اطفاء الابار وكل من ساهم في حماية البيئة آنذاك واجب على الجميع لما بذلوه من جهود لوضع حد للكارثة البيئية التي افتعلتها القوات العراقية.
ومن جهتها اعربت رئيسة مركز الكويت للعمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد الصباح عن فخرها بوجود اعضاء فريق اطفاء الابار الكويتي الذين عاشت معهم تجربة تحد ورأت مدى تفانيهم ومخاطرتهم بحياتهم لاطفاء الآبار المشتعلة.
واشارت الى دور سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي كان وزيرا للخارجية والمجلس الاعلى للبيئة أنذاك في ايصال القضية البيئية الكويتية الى اروقة الامم المتحدة وتسليط الضوء على الكارثة البيئية معتبرة اعلان اليوم العالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب انجازا كويتيا عظيما ما كان ليتحقق لولا جهود سموه.
بدورها اعربت رئيسة جمعية حماية البيئة وجدان العقاب في كلمة مماثلة عن تقديرها لوضع مؤسسات وشركات القطاع النفطي الكويتي الاهتمام بالبيئة وسلامتها على راس اهتماماتها ولدورها في التنقيب عن النفط لاثراء اقتصاد البلاد.
وشددت على ضرورة عدم زج البيئة في المنازعات اذ ان الضرر البيئي قد يخرج من حدود الدول المتنازعة مؤثرا على الدول الأخرى وما قد يشكله ذلك من خطورة على الموارد الطبيعية والصحة العامة التي تمتد إلى الاجيال المقبلة.
واكدت اهمية دور المجتمع المدني في وضع حد للتجاوزات العسكرية على البيئة لمنع استخدام البيئة كسلاح ضد البشرية معتبرة نجاح الدبلوماسية الكويتية والمجتمع المدني في إقرار يوم السادس من نوفمبر يوما عالميا لمنع استخدام البيئة في الحروب احد أبرز الأمثلة لهذا الدور.
وعلى صعيد متصل أشاد ممثل الكويت السابق في الامم المتحدة المستشار في الديوان الاميري محمد أبوالحسن بدور سمو امير البلاد عندما كان وزيرا للخارجية في تعريف العالم باهمية هذا الحدث عالميا وتحويل عملية اطفاء الابار من نجاح محلي الى نجاح عالمي.
وقال ابو الحسن الذي كان ممثلا للكويت في الأمم المتحدة انذاك انه اصر على تحديد تاريخ السادس من نوفمبر ليكون يوما عالميا لمنع استخدام البيئة بالحروب رغم ممانعة الوفد العراقي حيث تم اقراره "ليبقى في ذاكرة البشرية بأنه يوم انتهت فيه اكبر مأساة بيئية في التاريخ".
واثنى على دور جمعية البيئة في اعادة احياء الاحتفال بهذا اليوم متمنيا حث الجمعيات العربية والاقليمية الصديقة على الاحتفال بهذا اليوم المهم على الصعيد المحلي والعالمي.
ومن ناحيتها قالت مديرة ادارة المراكز الثقافية في الديوان الاميري سحر العقاب ان بيئة الكويت عانت من جريمة حرق الابار فهب أبناؤها بمشاركة فرق اطفاء دولية لاخماد الابار المشتعلة حتى تم اطفاء اخر بئر في السادس من نوفمبر 1991 مؤكدة دعم المراكز الثقافية لاحياء هذه الذكرى التي تمثل ملحمة وطنية جسدها ابناء الكويت.
ومن جانبه قال عضو الفريق الكويتي لاطفاء الابار عيسى بويابس نيابة عن الفريق ان الكارثة البيئية التي أصابت الكويت تشكل ذكرى خالدة لدى الكويتيين لما جسدوه خلالها من وحدة والعمل يدا واحدة للحفاظ على الثروة النفطية المورد الرئيسي لاقتصاد البلاد.
واشار الى سعي الفريق الكويتي بهمة لاطفاء الابار في مدة قياسية لأجل الوطن الامر الذي يجعل للكويت الحق في ان تفخر بشبابها الذين اثبتوا جدارتهم في العديد من المجالات.
وكانت الامم المتحدة قد اصدرت قرارا عام 2001 باعتبار السادس من نوفمبر يوما دوليا لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية بمبادرة من دولة الكويت حيث يوافق هذا اليوم اطفاء اخر بئر نفطية من الابار التي احرقتها القوات العراقية قبل انسحابها من الكويت في فبراير 1991.
ويهدف الاحتفال في هذا اليوم الى تكريس الجهود لنشر الوعي اللازم بشأن الحفاظ على البيئة وضمان أن يكون العمل على البيئة جزءا من استرايتيجات منع الصراع وحفظ السلام.