تنطلق اليوم أعمال مؤتمر (معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاكات القوة الإسرائيلية القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل) الذي تستضيفه البلاد على مدار يومين بمشاركة عربية واسعة ورفيعة المستوى. ويعقد على هامش أعمال المؤتمر اجتماع الدورة العادية الـ37 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل العرب حيث ستتسلم الكويت ممثلة بوزارة الشؤون الاجماعية والعمل رئاسة المجلس لهذه الدورة.
وقال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق ان الكويت عرفت بموقفها الثابت والمبدئي في دعم الشعب الفلسطيني والعمل على استعادة حقوقه وتقرير مصيره مضيفا انها كانت ومازالت سباقة إلى تقديم كل صور وأشكال الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين ولم تتخل عن دعمهم في مختلف المحافل الدولية. واضاف المعتوق في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان هذا المؤتمر الإنساني الذي يهدف إلى تخفيف معاناة الطفل الفلسطيني يعد مبادرة جديدة تضاف إلى سجل الكويت الحافل بالمبادرات والمواقف والتحركات الإنسانية والقوافل الإغاثية التي دشنتها عبر تاريخها دعما للقضية الفلسطينية وفي قلبها المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف.
واوضح أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يؤكد في كل مناسبة موقف دولة الكويت الداعم للأشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة ونصرة قضيتهم العادلة وضرورة العمل بالقرارات الدولية الداعية لإلزام اسرائيل بوقف سياساتها العدوانية ووضع حد لانتهاكاتها الجسيمة للقوانين وللقرارات الدولية.
وأشار إلى أهمية وضع الآليات المناسبة لتطبيق الاتفاقيات والبرامج الدولية المعنية بحماية الطفل الفلسطيني وتمكينه تعليميا وثقافيا وصحيا ونفسيا مبينا ان الكويت دأبت على إعلان موقفها الداعم لقضية فلسطين ولاجئيها ونسائها وأطفالها بكل قوة في الأروقة والمحافل الدولية عبر مسؤوليها ودبلوماسييها وبرلمانييها.
وأشاد المعتوق بالموقف المشرف لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وقيامه خلال أعمال المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي والمتمثل في فضح الانتهاكات الإسرائيلية ضد أطفال فلسطين وممارساتها التعسفية التي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية وتتعارض مع القواعد المقررة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولفت إلى ان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقدس الشريف ومخيمات اللاجئين في الداخل والخارج يعاني تدهورا مطردا في الملف الإنساني والحقوقي موضحا أن مدينة غزة وحدها تحتضن مليوني شخص وعلى مدى قرابة 11 عاما وهم يعيشون في حصار خانق برا وبحرا وجوا.
وعلى المستوى الإنساني قال إن الكويت بمؤسساتها الرسمية والأهلية لم تدخر وسعا في دعم الشعب الفلسطيني صحيا وتعليميا وتنمويا مضيفا ان الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية وضعت قضية فلسطين على رأس برامجها الإنسانية ومنها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي تشجع وتدعم المبادرات الإنسانية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم احتياجاته الأساسية. وعن أحدث مشاريع الهيئة الداعمة للشعب الفلسطيني في القدس الشريف افاد بان الهيئة أطلقت خلال الفترة الأخيرة حملة تضامنية إنسانية مع أهل القدس تحت شعار (أبشر أقصانا) لدعم برامج رعاية المقدسات وحماية التراث ودعم التعليم وتشغيل العاطلين عن العمل والمشاريع الإنمائية والإنتاجية التي يحتاج إليها المقدسيون.
وأوضح ان من تلك المشاريع مشروع شد الرحال للمسجد الأقصى ورعاية المصلين وكفالة طلبة العلم وكفالة حفاظ الأقصى ودعم الأسر الفقيرة وترميم منازلهم ودعم طلبة المدارس والجامعات المقدسية ومشروع سقيا الأقصى وسهم الإغاثة العاجل للأقصى ووقفية الأقصى ومساجد فلسطين وكفالة أيتام القدس والطرود الغذائية والعيدية وكسوة اليتيم والمحتاجين ومشروع الأضاحي.
وأضاف أن الهيئة دشنت مشروع (إيواء) لترميم المنازل المهدمة في قطاع غزة والقدس الشريف للعمل على توفير حياة كريمة للأسر الفلسطينية وتخفيف ضغوط الحياة عن كاهلها.
وحول المشاريع الصحية داخل الأراضي الفلسطينية قال المعتوق إن هذه المشاريع كانت لها أولوية الدعم والتمويل في برامج الهيئة ومن أبرزها مستشفى الكويت التخصصي للأشعة التشخيصية في قطاع غزة الذي يخدم أكثر من 250 ألف شخص ومركز الإسراء لمكافحة السرطان في نابلس اضافة إلى تزويد المستشفيات والمراكز الصحية بالأجهزة الطبية الحديثة والأدوية.
وذكر ان الهيئة أقامت مشاريع عديدة كإنشاء المدارس ودعم الجامعات وتجهيز الفصول الدراسية وتوزيع الحقائب المدرسية وكفالة الطلبة اضافة الى مشاريع تنموية تتمثل في إنشاء عشرات محطات تحلية المياه واستصلاح الأراضي الزراعية وتأسيس صندوق التنمية المجتمعية في فلسطين بقيمة مليون و200 ألف دولار. وأضاف ان الهيئة اضطلعت أيضا بتوسعة وترميم المسجد العمري في غزة ومسجد الجريني في حيفا ومسجد عمر بن الخطاب في القدس واولت مناطق اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية اهتماما خاصا من خلال تنفيذ برامج ومشاريع خيرية وصحية وتعليمية وتنموية بالتعاون مع العديد من الجمعيات الخيرية.
وشدد على ان قضية فلسطين ستظل القضية الأولى في الوجدان العربي والمسلم وستبقى تلك الأرض المقدسة القضية المركزية للأمة حتى استرداد جميع حقوق الشعب الفلسطيني داعيا المنظمات الانسانية والحقوقية الاقليمية والدولية ألا تدخر جهدا في دعم قضية الانسان الفلسطيني.
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله اعلن امام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية 148 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في 12 سبتمبر الماضي استضافة الكويت لمؤتمر دولي عن معاناة الطفل الفلسطيني في ضوء انتهاكات القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل.
ويتضمن المؤتمر اربع جلسات عمل مختصة بمعاناة الطفل الفلسطيني في ظل الانتهاكات الاسرائيلية الاولى بعنوان (واقع الطفل الفلسطيني في ظل القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل) والثانية بعنوان (دور المجتمع ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز احترام حقوق الطفل الفلسطيني).
وستعقد جلسة العمل الثالثة بعنوان (الاوضاع التعليمية والصحية والنفسية المتردية للاطفال الفلسطينيين الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي) فيما ستكون جلسة العمل الرابعة بعنوان (الحماية القانونية للاطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي ووضع الاليات اللازمة لتفعيلها).
وسيحضر المؤتمر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط ووزراء الشؤون الاجتماعية في الدول العربية ومجموعة من ممثلي المؤسسات الحكومية المعنية بالطفولة.
ويعقد المؤتمر بجهد مشترك بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دولة الكويت والامانة العامة لجامعة الدول العربية بمشاركة شخصيات بارزة على المستويين العربي والدولي في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على نقاط الضعف والمعوقات التي تحول دون عملية تطوير وتعزيز وتوفير واقع افضل للاطفال الفلسطينيين فضلا عن وضع آليات علمية يمكن من خلالها علاج هذه الفجوة بالشراكة مع الخبراء والمنظمات العربية ذات الصلة.
وأشاد سفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب بحرص الكويت على خروج مؤتمر (معاناة الطفل الفلسطيني) المزمع عقده اليوم الأحد بنتائج إيجابية، معربا عن اعتقاده أن الكويت لا تستضيف المؤتمرات إلا وهي متأكدة من أن نتائجها ستعكس مكانة الكويت عربيا ودوليا.
وقال طهبوب ل(كونا) «نحن نعرف مدى أهمية وقيمة فلسطين في قلوب الشعب الكويتي بشكل عام والقيادة السياسية بشكل خاص»، معربا عن تفاؤله في الخروج بنتائج على مستوى متميز لتحظى بمتابعة جيدة فيما بعد.
وعن التحضيرات النهائية للمؤتمر أوضح ان الحكومة الكويتية تقوم بعملها على أكمل وجه في شأن في أي مؤتمر تستضيفه، مضيفا انه لمس من خلال متابعته مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخارجية والجهات المعنية «وجود خلايا نحل» تعمل على مدار الساعة من اجل ظهور تنظيم المؤتمر بأحسن صورة.
وكان نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أعلن أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الـ 148 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في الـ12 من سبتمبر الماضي استضافة الكويت لمؤتمر دولي في شأن معاناة الطفل الفلسطيني في ال12 من نوفمبر 2017.