أشاد رئيس المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي يوسف جحيل اليوم الاثنين باعتماد الربط بين جهود الاغاثة ودعم التنمية المستدامة بوصفها نقلة نوعية سبقت اليها دولة الكويت في مجال العمل الانساني.
جاء ذلك في تصريح المندوب الدائم لدولة الكويت لدى منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة انعقاد أعمال الدورة السنوية الثانية للمجلس التنفيذي في الاسبوع الماضي.
وحول الشراكة القوية بين برنامج الأغذية العالمي ودولة الكويت في مجال العمل الانساني أوضح جحيل أن اتساع وتعاظم مسؤوليات البرنامج ازاء الوضع الانساني الاستثنائي مع تغير طبيعة الأزمات الممتدة لسنوات طور دور البرنامج الذي كان مقتصرا على تقديم "مساعدات آنية" ليشمل الاستثمار في "بناء القدرات".
وأكد أن التحول الى نموذج جديد يربط بين الجانبين الانساني والتنموي اعتمادا على برامج مثل التغذية المدرسية والغذاء مقابل العمل يمثل الاستجابة الأفضل والأنجع للأزمات الانسانية.
ولفت الى أن دولة الكويت كانت سباقة منذ عقود الى الربط بين العمل الانساني والتنمية في المجتمعات الفقيرة في العديد من الدول لاسيما في قارتي افريقيا وآسيا اذ شاركت بإنشاء مئات المشروعات الناجحة عبر الصندوق الكويتي للتنمية بأكثر من 16 مليار دولار الى جانب جهود المؤسسات الأهلية والخيرية الكويتية في مختلف مجالات التنمية المجتمعية.
وشدد على القول ان "هذا الدور الريادي المشهود تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وبفضل مبادراته الانسانية السباقة في كافة الظروف عزز من مكانة الكويت لدى برنامج الأغذية العالمي وكافة هيئات منظمة الأمم المتحدة التي منحت سموه لقب (قائد العمل الانساني) ودولة الكويت (مركزا للعمل الانساني)".
واكد جحيل ان اعمال الدورة شهدت توافقا قويا حول البعد الانساني للتنمية لاسيما في مرحلة ما بعد الطوارئ مشيدا بمستوى النقاشات وما أفرزته من نتائج تتعلق بزيادات تمويل عمليات انسانية جارية و"تحديث خارطة الطريق المتكاملة" و"الاستعداد للطوارئ" وتعزيز التعاون بين منظمات الأمم المتحدة للتأكد من وصول المساعدات الى مستحقيها وفق توصيات المجلس.
وأضاف ان دورة المجلس التي انعقدت شهدت تأييدا كاملا لخطة اصلاح منظومة الأمم المتحدة بوكالاتها المتخصصة ومنها برنامج الأغذية العالمي بهدف النهوض بدوره ورفع فاعليته في الواقع الميداني في اطار الاستراتيجية الدولية التي جسدتها (أجندة 2030) للتنمية المستدامة نحو عالم خال من الجوع وسوء التغذية.
وأعرب عن تأييده لتصريح ضيفة الدورة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة وممثلته أمينة محمد علي والذي اكدت فيه على الحاجة لمساهمة الدول الأعضاء في البرنامج ومختلف وكالات الأمم المتحدة بدور مبادر وشريك في رسم ملامح الاصلاحات المنشودة وسبل تطبيقها.
واعتبر جحيل هذه الاصلاحات الهيكلية التي يتولى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس قيادتها تعبيرا عن مطالب من الدول الأعضاء بغرض الارتقاء بعمل المنظومة الأممية لمواكبة التحديات الكبرى والأهداف الطموحة وفي مقدمها استئصال الجوع وسوء التغذية من العالم بحلول عام 2030.
وأوضح أن المجلس باشر العمل في بلورة مقترحات الدول لدعم مسيرة الاصلاحات التي بدأها غوتيريس وتلخيصها في تقرير يرفع اليه في ديسمبر المقبل تمهيدا لتشكيل فرق عمل من مختلف وكالات المنظمة لمتابعة تطبيقها لجعل المنظمة "أكثر فاعلية وكفاءة".
وقال ان برنامج الأغذية العالمي الذي يواجه ولأول مرة حالات طورائ متزامنة انتقل الى الاستراتيجية الجديدة التي تدمج البعد الانمائي في عمله الانساني الذي لم يعد يقتصر على الاغاثة في حالات الطوارئ وانتقل "من المعونة الغذائية إلى المساعدات الغذائية" لدعم العمل والتعليم والتنمية من اجل التغلب على الجوع.
وأتبع "لقد تجسد ذلك في البرامج التنموية التي اعتمدها المجلس في دورتيه الأخيرة والسابقة عبر البرامج القطرية لكل من البلدان المستفيدة والحوافظ الاقليمية وما تتضمنه من خطط استراتيجية لتحقيق الاستدامة بعد الطوارئ والتي تمتد من ثلاث الى خمس سنوات حتى لا تؤدي "فجوة ما بعد الاغاثة" الى الانتكاس اذ يمكن ان تشغلها المنظمات الارهابية".
ويعد المجلس التنفيذي الجهاز الرئاسي لبرنامج الأغذية العالمي ويضم 36 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أو في منظمة (فاو) ويتولى توفير المساندة الدولية الحكومية للبرنامج وتوجيهه والإشراف على أنشطته.
وتشمل صلاحيات المجلس وضع سياسات المساعدة الغذائية على المديين القصير والبعيد والإشراف الحكومي الدولي وتسيير إدارة البرنامج ودراسة البرامج والمشروعات والأنشطة التي يعرضها المدير التنفيذي واستعراض إدارة وتنفيذ البرامج والمشروعات والأنشطة المجازة للبرنامج ورفع تقارير سنوية عن برامجه ومشروعاته وأنشطته إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس منظمة (فاو).
ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية سنوية إلى نحو 80 مليون شخص في أكثر من 80 بلدا حول العالم بسواعد 12 ألف موظف يعمل معظمهم في المناطق النائية لخدمة المحتاجين بشكل مباشر.