أكدت الكاتبة الكويتية المتخصصة بأدب الطفل أمل الرندي اليوم الثلاثاء أن الارتقاء بثقافة الطفل أهم خطوة لبناء المستقبل مشيرة الى توجه دولة الكويت نحو "الاستثمار الثقافي" وتطلعها لأن تكون مركزا بارزا في احتضان الثقافة العربية.
جاء ذلك في كلمة للكاتبة الكويتية اثناء مشاركتها في (المؤتمر السنوي الثاني لمركز توثيق وبحوث أدب الأطفال) الذي يعقد في القاهرة لمدة يومين بعنوان (أدب الأطفال في العالم العربي عبر العصور والأزمنة) ويختتم اليوم الثلاثاء.
وشددت الرندي التي تركزت مشاركتها على (أدب الأطفال في الكويت بين الماضي والحاضر) على اهمية دور كل من البيئة الثقافية الحاضنة لأدب الأطفال ورياض الأطفال وأنشطة مسرح الأطفال والمؤسسات الحكومية والخاصة بدولة الكويت.
وأثنت على أهمية دور مجلات الأطفال والكتب في تنمية علاقة الطفل بالأدب.
واستعرضت أوجه اهتمام دولة الكويت دولة ومؤسسات مدنية واعلامية برعاية الطفل موضحة أن الكويت استطاعت أن تؤسس في فترة وجيزة "فضاء ثقافيا" تأسست عليه أجيال من المثقفين الكويتيين.
كما استعرضت الرندي تطور التجربة الكويتية منذ نشوء أول مدرسة في البلاد وهي (مدرسة المباركية) في عام 1911 ثم أول مكتبة وهي (المكتبة الأهلية) في عام 1923 ثم أول ناد وهو (النادي الأدبي) في عام 1924.
وأشارت الى أن الكويت كانت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية بدأ ارسالها في عام 1961 وأصدرت الصحف الحديثة في خمسينيات القرن الماضي والتي كانت مجلة (العربي) أكثرها تأثيرا في الوطن العربي.
كما لفتت إلى اصدار مطبوعات أخرى ناشطة منها مجلة (سعد) في عام 1969 أول مجلة أطفال في الكويت بعد 41 سنة من ظهور أول مجلة كويتية للكبار (الكويت) في عام 1928.
وبينت أن النشاط المسرحي في الكويت استخدم أداة لجذب انتباه الطفل للأدب مشيرة الى عدد من الشخصيات التي ساهمت في نشوء مسرح الطفل من بينها رائدة مسرح الطفل عواطف البدر التي كونت أول فرقة مسرحية متخصصة للأطفال في الكويت والمنطقة بدءا من عام 1972.
وقالت الرندي ان (مؤسسة البدر للانتاج والتوزيع الفني) أنتجت وكتبت العديد من النصوص المسرحية مثل (روزو الأراجوز) و(الدانة) و (قانون الأرض) ومسرحية (أبو زيد بطل الرويد) التي عرضت في عام 1974 وتضمنت دمى وعرائس وهي من تأليف الشاعر الكويتي الراحل فايق عبد الجليل.
وذكرت أسماء عدد من الفنانين المهتمين بمسرح الطفل ومنهم عبدالرحمن العقل وبزة الباطني وعلاء الجابر وهدى حسين.
واوضحت ان الأعمال المسرحية للاطفال التي أنتجت في الكويت ولا يقل عددها عن 200 عمل تناولت مواضيع شتى تعبر عن الخصوصية التراثية والهوية الوطنية الكويتية والخليجية والعربية والاسلامية أو ما يتماشى مع المسرح العالمي الحديث.
وعددت الرندي المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة التي تعمل على دعم هذه الأنشطة الثقافية للاطفال ودفعها وتطويرها وتنمية الابداع واحتضان المبدعين مشيرة الى دور (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) الذي يشكل حاضنة ثقافية أساسية للكتاب ومن بينهم كتاب أدب الطفل.
وشددت على أهمية دور مجلات الأطفال في الكويت في تشكيل ذوق الطفل الجمالي والأدبي ومده بالأفكار ومساهمتها في تكوين شخصيته وميوله وهواياته وطموحاته في التخصص.
وحثت الرندي المؤسسات الحكومية والخاصة في الكويت والعالم العربي على ايلاء المزيد من الاهتمام بتنمية مواهب الأطفال والارتقاء بثقافتهم والاهتمام بالآداب والفنون.
واعتبرت أن الحكومات التي تتطلع الى بناء دول حضارية وحاضرة في العالم يتعين ان تضع الاهتمام بالطفل ورفع مستواه على رأس أولوياتها وأوصت بتخصيص وزارة للأطفال في كل دولة عربية.