في زيارة هي الثانية من نوعها خلال عامين، يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القاهرة بعد غد الإثنين، لتوقيع عدد من الاتفاقيات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مختلف المجالات، وفي وقت تشهد فيه المنطقة تقلبات سياسية عدة تحتاج لمزيد من التشاور والتنسيق.
ورغم اعتقاد البعض أن فتوراً يشوب العلاقات المصرية الروسية، وأن عدم استئناف الرحلات الجوية بين البلدين أبرز تلك الشواهد، إلا أن زيارة بوتين للقاهرة وتوقيع عدد من الإتفاقيات هو الدليل الأبرز على قوة العلاقات بين القاهرة وموسكو، وأنها واستمرار لتأكيد الرؤية المصرية بالانفتاح على كافة الاتجاهات دون الاقتصار على دول بعينها.
وكشف مسؤول في الخارجية المصرية مطلع على الملف عن أبرز الملفات التي سيتم طرحها خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة يوم الإثنين، حيث من المتوقع أن يتم إبرام عقود مفاعل الضبعة النووي بعد توقيعه بالأحرف الأولى بين البلدين، كما سيتم التوقيع على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر.
وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه لـ24 أنه سيتم مناقشة مسألة استئناف الرحلات الجوية بين البلدين في أٌقرب وقت بعد إعلان جاهزية الجانب المصري لاستقبال الرحلات، وفقاً لما هو مطلوب من الجانب الروسي حتى يتم تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وأشار المسؤول المصري إلى أنه سيتم مناقشة القضايا الإقليمية البارزة على الساحة في المنطقة وأولها قضية إعلان القدس عاصمة لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة، وتطورات المشهد السوري وما تم التوصل له حتى الآن، ومناقشة التطورات في ليبيا من أجل الوصول إلى تسوية سياسية هناك.
وكشف مدير المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم حسين الشافعي، أن موعد بدء تشغيل أول مفاعل نووي في الضبعة سيكون بحلول عام 2023 وفقاً للاتفاقية التي سيتم توقيعها بين مصر وروسيا، مشيراً إلى أنه تم بدء العمل في تحديد موقع الضبعة والإجراءات البيئية منذ عام 2015.
وقال الشافي  إن مشروع الضبعة سوف يغطى تكلفة إنشائه فور التشغيل، وأن العمر الافتراضي لمفاعل الضبعة 60 عاماً، ويمكن أن تحقق المفاعلات الأربع المقرر تنفيذها خلال الحد الأدنى لعمرها الافتراضي نحو 264 مليار دولار للخزانة المصرية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المصري .
وأشار مدير المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم إلى أن مشروع الضبعة سيكون الأهم في تعزيز الاقتصاد المصري بمساعدة الجانب الروسي وهو ما توليه مصر أهمية كبيرة.
وكان وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، أعلن عن مناقشة إمكانية استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا خلال زيارة الرئيس الروسى إلى مصر، وأضاف الوزير الروسى لوكالة "نوفستى" الروسية أن هناك احتمالاً لأن تكون هذه القضية فى جدول أعمال التفاوض.
وفي نهاية أكتوبر  في عام 2015 سقطت طائرة روسية فوق سيناء ما أسفر عن مقتل جميع ركابها، بينهم 217 راكباً و7 من أفراد الطاقم. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن تفجيرها، وعلقت موسكو رحلات الطيران بين روسيا ومصر في نوفمبر 2015 ولم تستأنف بعد.