يقبل مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي على زيارة قرية (صباح الأحمد) التراثية لما تمثله من معلم سياحي وتراثي يمزج عبق الماضي بالحضارة المعمارية الحديثة وللمشاركة في مسابقات مهرجان الموروث الشعبي الخليجي او متابعتها عن كثب.
ويشكل الزوار الخليجيون نسبة مهمة من إجمالي عدد زوار القرية التي باتت تعد احد الصروح السياحية في البلاد بما تضمه من متاحف واسواق تراثية ومطاعم ومقاه وغيرها من الأماكن الترويحية اضافة الى توفر كافة الخدمات وأماكن الاستراحة التي تحتاجها الأسرة الخليجية.
وفي هذا السياق قال مدير القرية سيف الشلاحي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس ان الزوار الخليجيين للقرية يزدادون عاما بعد عام مشيرا الى انهم شغلوا 50 في المئة من فندق القرية في 2016 مقارنة بنحو 25 في المئة في 2015 وهي السنة التي افتتح بها الفندق.
واوضح ان دول مجلس التعاون لها مشاركة مميزة في المتاحف التي تقام في القرية سنويا جنبا إلى جنب مع المتحف الكويتي الدائم مما يمثل عامل جذب للزوار للتعرف على تاريخ الخليج وأهم المعالم التراثية في كل دولة مبينا ان هذه المتاحف أسهمت بزيادة اعداد مرتادي القرية.
وذكر ان مشاركة مواطنو دول مجلس التعاون لا تقتصر على زيارة القرية بل تشمل أيضا المشاركة في مسابقات المهرجان التراثية التي تقام في القرية حيث تشير ارقام التسجيل بالمسابقات الى حضور خليجي لافت في فئات الابل والاغنام والخيل والطيور (الصقور) لافتا الى ان اعدادهم في بعض فئات المسابقات فاقت المتسابقين الكويتيين.
ومن جانبه قال احد زوار القرية المواطن السعودي عوض العنزي ان زيارته للقرية جاءت للتعرف على المعالم التراثية فيها مثل قرية الكويت القديمة بمبانيها وطرقاتها وبيوتها وأبوابها وكذلك الاطلاع على المتاحف والاسواق التراثية وما تحتويه القرية من مطاعم ومقاه مبديا اعجابه بما يتوفر في القرية من امكانيات وتسهيلات وسبل للراحة تتيح قضاء وقت ممتع فيها.
وأضاف ان زيارته للقرية امتعته شخصيا كونه هاو لجمع التحف والمقتنيات التراثية اذ اعجبه طراز المباني المستمد من التراث اضافة الى الاجواء المميزة للقرية التي تحمل عبق الماضي الجميل وتجمع أبناء الخليج العربي للتمتع بأجوائها التراثية.
بدوره اوضح المواطن البحريني عبدالعزيز الدوسري ان زيارته الى القرية تأتي للمشاركة في مسابقة (الملواح) فئة الطيور من نوع الجير ضمن مسابقات مهرجان الموروث الشعبي مضيفا ان السمعة الطيبة للمهرجان وجمال القرية التراثية شجعه على المشاركة والاستمتاع بأجواء القرية واجواء المنافسات مع إخوانه ابناء دول الخليج.
ولا تقتصر مشاركة المتسابقين الخليجيين في مسابقات مهرجان الموروث الشعبي التي تقام في قرية (صباح الاحمد) التراثية بل ساهموا ايضا في انجاح منافسات الموروث البحري التي تقام بالتوازي مع المهرجان في دواوين الصيادين بمناطق (الوطية) و(الفنطاس) و(رأس السالمية) وتشمل مسابقات بحرية والعاب شعبية.
وفي هذا الصدد قال رئيس اللجنة الإعلامية لمسابقات الموروث البحري طلال الاستاذ في تصريح مماثل ل(كونا) ان المتسابقين الخليجيين شاركوا على مدى السنوات الماضية في مسابقات صيد الأسماك (الحداق) المختلفة حيث ان حصل الكثير منهم على المراكز الاولى لهذه المسابقات.
واوضح ان هذا العام شهد اقبالا جيدا من ابناء دول الخليج للتسجيل في أنشطة مهرجان الموروث البحري ومسابقاته التي بدأت أخيرا بإقامة المسابقات الشعبية معتبرا أن العادات والتقاليد والارث البحري المتشابه بين مواطني دول الخليج أسهم في هذه المشاركة الفاعلة.
وتقع قرية (صباح الأحمد) التراثية عند الكيلو 59 على طريق السالمي بمساحة 25 كليو مترا مربعا وتضم متاحف تراثية لجميع دول مجلس التعاون الخليجي وقرية الكويت القديمة وبحيرتين صناعيتين فضلا عن مساحات خضراء واستراحات للعائلات وصالة للألعاب الشعبية للأطفال وفندق الموروث الشعبي.